تحركات مصر علي الساحتين الإقليمية والدولية وعودتها دولة رائدة وقوية تمسك بالعديد من الملفات أزعج بعض دول الجوار وأفقد بعض مسئوليها الصواب والحكمة والعقل ووصلت تصريحاتهم لحد السذاجة.. وزير الإعلام السوداني والمتحدث باسم الحكومة السودانية أحمد بلال عثمان زعم أن الأهرامات السودانية أقدم من الأهرامات المصرية وأن "فرعون موسي" كان أحد الفراعنة السودانيين الذين حكموا مصر مستنداً إلي قوله تعالي "ونادي فرعون في قومه قال يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون" في تزييف متعمد للحقائق وتاريخ وحضارة مصر القديمة الممتدة لآلاف السنين. المحزن أن هذه التصريحات الغريبة والمستفزة ليست الأولي من نوعها التي تصدر عن مسئولين سودانيين رغم حرص مصر قيادة وشعباً علي أن تظل العلاقات بين البلدين الشقيقين راسخة وقوية.. ولكن تصريحات وزير الإعلامي السوداني تكشف عن حجم الغل والحقد الدفين والمؤامرات القذرة علي مصر ودائما تقف وراءها دويلة قطر وأميرتها موزة حيث جاءت في أعقاب زيارتها للسودان للترويج للسياحة السودانية. للأسف لا يدرك بعض مسئولي السودان أن ما يفعلوه عبث بالعلاقات المصرية السودانية الضاربة بأعماقها في جذور التاريخ. حملة الخرطوم الممنهجة ضد مصر بدأت منذ فترة وتتجدد من حين لآخر بزعم أن حلايب وشلاتين سودانية في إنكار متعمد لحقائق تاريخية وقانونية ثابتة ويبدو أن هناك من يقف وراء هذه التحركات المشبوهة ومحاولة ضرب استقرار العلاقة بين البلدين.. وكان ينبغي علي النظام السوداني أن يتنبه لهذه المؤامرات التي تحاك ضد البلدين وتستند علي تزييف التاريخ ولا طائل ولا جدوي من ورائها سوي إثارة الفتن والقلاقل.. لكن مصر بحكمتها وقيادتها الرشيدة استطاعت أكثر من مرة تفويت الفرصة علي المغرضين والمتآمرين انطلاقاً من ثوابتها التاريخية التي تحكم علاقتها الخارجية خاصة مع الدول الشقيقة حيث تري أن لا مناص من الوحدة العربية والإفريقية في مواجهة تحديات المصير المشترك ولا بديل عن الحوار الجاد في إنهاء أي أزمات مفتعلة. د. زاهي حواس العالم الأثري الكبير والعالمي فند أكاذيب وتخاريف الوزير السوداني وكشف أن الأهرامات المصرية أقدم من الأهرامات السودانية ب 2500 عام وأن "فرعون الخروج" كما يطلق عليه المصريون مصري وليس سودانيا.. لكن يبدو أن هذا الوزير السوداني يمتلك خيالاً ثرياً ولم يقرأ شيئاً عن التاريخ المصري العظيم.