بين الوقت والآخر يفاجئنا هيكتور كوبر باختيارات جديدة تؤكد اعتماده بشكل أساسي علي خبرة المحترفين بعد انتهاء مرحلة البطولة الأفريقية والدخول علي مرحلة جديدة شعارها العالمية حيث يستهدف التأهل إلي نهائيات كأس العالم في روسيا 2018 والأهم من التأهل هو الثبات بقوة في هذا المونديال مما يعني ببساطة حاجة منتخب مصر لخبرات من نوع خاص ولاعبين خاضوا مواجهات مع نجوم الكرة العالمية الذين يتجمعون في الدوريات الأوروبية.. لذلك ضم مؤخراً الثنائي الكسندر ياكوبسن أو "أمير عادل" سابقاً صانع ألعاب فيبورج الدانماركي وسام مرسي لاعب وسط ويجان أتلتيك الإنجليزي.. مما يؤكد ان كوبر رجل له عقلية غير تقليدية وانه يفهم متطلبات كل مرحلة ولذلك فإن الإعلام المهتم بمنتخب مصر يجب ان يستوعب هذه العقلية ولا يغرق في انتقادات تافهة لمجاملة اللاعب الفلاني والعلاني وهي مجاملات ليس ورائها سوي الخراب. *** ساد ارتياح كبير في أوساطنا الكروية بعد رحيل الكاميروني عيسي حياتو من رئاسة الاتحاد الأفريقي لكرة القدم وبعد 29 سنة متصلة من حكمه لهذا الكيان القاري والذي كان يتطلع لفترة جديدة لولا شجاعة المدغشقري أحمد أحمد ومساندة الاتحاد المصري لكرة القدم في تحول قوي لموقف حياتو من مصر وموقف مصر من حياتو بعد سنوات طويلة من التوافق بين الطرفين ولكن حياتو سعي مؤخراً إلي نقل مقر "كاف" من مصر التي احتضنته منذ نشأته فكانت معركة قوية في الكواليس خلال اجتماعات الجمعية العمومية للاتحاد الأفريقي في أثيوبيا بحضور رئيس الاتحاد الدولي انفانتينو الذي وقف إلي جانب التغيير بقوة لينهي آخر ذيول العهد السابق ل "فيفا" بقيادة جوزيف بلاتر. علي مدي الأيام الماضية وفي الكواليس سعي عيسي حياتو إلي نقل مقر الكاف من القاهرة إلي المغرب فإن ذلك كان ينطوي تحت غطاء المناورات الذكية وآخر الأوراق التي حاول العجوز الكاميروني المراهنة عليها لاستمالة صوت المغرب لصالحه لأنه كان يدرك موقف مصر والوقوف بجانب رئيس اتحاد مدغشقر أحمد أحمد. ولم تكن رغبة حياتو في نقل مقر كاف للمغرب حباً في البلد العربي والأفريقي الشقيق بل لإحداث وقيعة بين الاتحادين المصري والمغربي وتقسيم مواقفهما بشأن التصويت علي رئيس الكاف ولكن النهاية جاءت بعكس ما خطط حياتو بعد تحالف شمال أفريقيا مع جنوبها في إسقاطه والدفع بمرشح اتحاد الجنوب أفريقي لمقعد الرئاسة. لم يكن فوز أحمد أحمد رئيس اتحاد مدغشقر لكرة القدم برئاسة الاتحاد الأفريقي للعبة مفاجأة للكثيرين فقد كانت معظم المؤشرات قبل الانتخابات تؤكد ان عيسي حياتو لن يستمر في حكم الكاف. ولعب جياني انفانتينو رئيس الاتحاد الدولي دوراً كبيراً في إزاحة عيسي حياتو عن رئاسة الاتحاد الأفريقي من خلال دعمه الواضح لرئيس اتحاد مدغشقر وايصاله رسالة للجميع بأن حياتو لم يعد مرغوباً فيه علي المستوي الدولي. بالطبع فإن تواجد حياتو في الفيفا في عهد بلاتر يجعل الكثيرين يشككون في ضلوعه بالفساد الذي عم أركان الاتحاد الدولي رغم عدم توجيه أي تهم رسمية له حتي الآن. كما دفعت الرغبة الكبيرة في التغيير لدي الاتحادات الأهلية في القارة السمراء إلي منح صوتها لأحمد أحمد من أجل التخلص من حياتو الذي يحكم قبضته علي الاتحاد الأفريقي منذ 29 عاماً ويسير أمور الكاف علي هواه بصرف النظر عن مصالح هذه الاتحادات. دفع هاني أبوريدة رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم ثمناً لموقفه ضد حياتو بأن نجح الكاميروني في دفع الجمعية العمومية بتأجيل فوز أبوريدة بالتزكية بعضوية اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم باصدار قرار باستمرار فتح باب الترشح علي هذا المنصب حتي اجتماعات الفيفا القادمة في البحرين خلال مايو القادم بدعوي ان الاتحاد المصري مهدد بالحل بعد الحكم القضائي الأخير في مصر وهو أمر متوقع إذا لم يقبل القضاء بالاستشكال والطعن فيصبح الحل وجوبياً مما يعني استقالة المجلس الحالي بالكامل وإجراء انتخابات جديدة.