هل تتجه فرنسا إلي طي صفحة احتكار اليمين واليسار للسلطة السياسية منذ عقود؟.. فحملة الانتخابات الرئاسية قد تقودنا إلي سيناريو غير مسبوق بخروج الحزبين التقليديين الرئيسيين من الدورة الأولي لصالح الوسط واليمين المتطرف. تتوقع استطلاعات الرأي في هذه الحملة الانتخابية التي يطبعها تردد كبير بين الناخبين مبارزة نهائية في 7 مايو بين ايمانويل ماكرون "39 عاما" الوزير اليساري السابق الذي انتقل إلي الوسط مع حركته إلي الأمام وزعيمة حزب الجبهة الوطنية مارين لوبن "48 عاما". رغم اعتمادها برنامجين متعارضين تماماً إلا أن القاسم المشترك بين المرشحين الأبرز هو أنهما علي رأس تنظيم ليس يمينياً ولا يسارياً لم يسبق له أن مارس السلطة. أما الحزب الاشتراكي وحزب الجمهوريون اليميني المتأخران في استطلاعات الرأي فيجدان صعوبة في لم الشمل حول مرشحيهما. وبعدما كان مرشح اليمين فرنسوا فيون في البداية الأوفر حظا لخلافة الرئيس الاشتراكي فرنسوا هولاند تراجعت حظوظه لتورطه في فضيحة وظائف وهمية قد تكلف معسكره الرئاسة. ولم ينج اليسار من الشقاقات الداخلية. فالتوجهات الاقتصادية الاشتراكية الليبرالية التي اعتمدها هولاند في ولايته أثارت انقسامات عميقة وفشله في الحد من البطالة خيب أمل شريحة واسعة من قاعدته الناخبة التقليدية. وترك ذلك جروحاً يصعب علي المرشح الاشتراكي بونوا آمون تضميدها بالرغم من فوزه في الانتخابات التمهيدية اليسارية. كما تصب فضيحة فيون لصالح مارين لوبان المعادية للهجرة وللاتحاد الأوروبي. وقد تعزز خطابها المعادي للنخب والمعادي للنظام القائم جراء قرار بريطانيا الخروج من الاتحاد وفوز دونالد ترامب بالبيت الأبيض.