سؤال يتبادر إلي ذهني مرارا وتكرارا وأرجو إلا يتهمني أحد بانني متشائم بالعكس لقد كنت دوماً متفائل ومحب للدنيا ولكن ما أراه الآن ليس الدنيا التي عرفتها وعشتها لا أطلاقاً وكأن أهلنا قد رحلوا عنا وأخذوا كل جميل معهم نعم مجتمع محبط سادت فيه الانانية وأنعدم فيه الضمير. لم تجد من يسمع شكواك أو يشعر بهمومك حتي أقرب الأقارب شاب يبحث عن فرصة عمل وأخر ينفق الآلاف في ملهي ليلي ولا يبالي وأسرة لا تجد قوت يومها وأخري تأكل ما لذ وطاب وتركب السيارات الفارهة ولم يعجبها حالها لكنها الدنيا البغيضة. كل في همومه وهناك حكاية وراء كل باب عنف الدنيا والجهاد الكبير للحصول علي لقمة العيش وحياة كريمة تجعل الناس بعيدة لا وقت لديها أو فراغ لسماع شكوي وأنات الغير من مواجع الحياة. نعم انكسر وانقطع خيط الاجتماعيات تحت وطاة الحياة والزحام وضيق الوقت اللي فيهم مكفيهم لكل الناس أولاد. أهل. أصدقاء. معارف. جيران لا تحدث بعضها كل مناحي الاجتماعيات تقطعت وانهارت وسقطت في هذه الدنيا. تكنولوجيا التواصل الاجتماعي أصبحت هي الصفة التالية نعرف أخبار الناس والأهل من مواقع التواصل بأنواعه يعني الكلام أصبح خلال أجهزة لا مودة ولا رحمة وتحولنا إلي آلات حتي صلة الرحم أصبحت عن طريق النت أو الواتس. غاب الود والتراحم بين الناس ولم يعد هناك من هو قانع بمعيشته.. كل شاب يمسك جهاز أس ميتوي يطلع علي العالم لا حوار له إلا مع المجهول أو مشاهدة الأفلام الأباحية وإخراج ما في الصدر وهو كثير وثقيل ولكن لمن لا تجد حولك إلا أجهزة ومجتمع مشغول في الزحام ومشاكله وقتاله الدائم للحياة لا وقت لك أو لغيرك. نعم تغيرت أخلاق الناس وأصبح المجتمع في حالة عنف وقسوة وماديات وتفكك ما بين الأسرة والأهل والأقارب. جوهر الناس تغير للأسوء. غلاء أسعار وقطار الغلاء يدهس الناس. إعلام مدمر للعقول. هرج ومرج وفوضي ومولد يعيشه الناس أدي لفقدان الهوية والسماحة لقد تعلمنا علي يد أجدادنا أن البركة في الترابط ومحبة الناس ووأد الفتنة لكن يا ناس استفيدوا من قول الله تعالي: ¢ان الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم¢ وسوف نظل علي ما نحن فيه الآن حتي نعود الي الله ونصلح القلوب ولكنها اين هي في هذا العالم الشرس السييء أمر يجعلني وأنا أتحاور هذه الدنيا أسأل هل فعلا انتهت الدنيا أم هو خيال وسراب ولم يعد هناك عودة إلي الماضي الجميل الذي عشناه كما أمرنا الله سبحانه وتعالي وكنا مقتنعين بأحوالنا رغم ضيق الحال والفقر والآن كل منا ساخطا علي ما هو عليه حتي الذي لم يشعر بلذة في حياته وهذا من غضب الله واعوذ بالله من غضبه.