وصل عدد أسر النازحين من العريش لبورسعيد إلي 12 أسرة من الأخوة المسيحيين حتي الآن حيث تم تسكينهم بمعسكر الكشافة الأول بحي المناخ فور وصولهم وتقديم كافة سبل الاعاشة كاملة لهم ورحب بهم اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد بوجودهم بين أهلهم واخواتهم مؤكداً انه سيقوم بمتابعتهم والاطمئنان عليهم وقد وجه مديرية التموين والتضامن الاجتماعي بالتواصل مع جميع الاسر وتلبية مطالبهم علي الفور بالاضافة إلي متابعة صرف المعاشات لكبار السن منهم بعد نقلها مؤقتا من العريش إلي بورسعيد. سجلت "المساء" مشاعر أسرتين مسيحيتين تركتا بيتيهما وحكت عن لحظات الخوف والرعب من دخول الارهابيين عليهم في اي لحظة ولولا التهديد بالقتل ما تركنا أرضنا ويوضح أسكن في العريش بضاحية السلام من 30 سنة وأنا من أصول صعيدية وحضرت لبورسعيد لوجود أقارب لي ولزوجتي بهذه الكلمات بدأ "حسني نمر لبيب" الذي جاء مع زوجته "فريدة رشدي" وابنتهما "مريهان" الطالبة بالصف الثاني الثانوي مسترسلا: أنه بعد هذا الزمن شعر بالخوف علي أولاده واعتبر النزوح من العريش رحلة مؤقتة نرتاح فيها من سماع الرصاص والقنابل ليلا ونهارا لحين العودة مرة أخري إلي بلدنا ونعود لحياة طبيعية. ويضيف لقد كانت الأحداث الأخيرة صعبة ومؤلمة ومازالت عالقة بالذاكرة فقد كنا نشاهد من حين لآخر الارهابيين يقومون بتحطيم الكاميرات التي وضعتها الدولة في الشوارع منها ميدان الرفاعي لكشف الارهابيين الملثمين وكيف كانوا يبحثون عن الأقباط في منازلهم وكان المسلمون يقومون بتخبأتهم في بيوتهم للتمويه عن أعين الارهابيين. تنهد حسني ثم قال: أحمد الله أننا خرجنا سالمين منها مع أبنائي حيث إبني الأكبر ذهب مع زوجته وأبنائه إلي السويس حيث أقارب الزوجة.. لقد شهدت مدينة العريش مشاهد مرعبة وأحداثاً غريبة عن المجتمع المصري واستهدفت أبناء العريش عامة والأقباط خاصة وللأسف تمت بأيد مصرية وعقول خارجية وذلك بهدف الضغط علي الحكومة واحراج مؤسسة الرئاسة. أما "حنا عبدالمسيح" يعمل مدرس بالتعليم الفني وزوجته إيزيس عبدالملك مدرسة المرحلة الابتدائية فقد عادا إلي بلدهما بورسعيد بعد رحيلهما عنها منذ ما يقرب من ربع قرن للعمل والاستقرار بالعريش وانه يؤكد انهم لديهم حس وطني ويتفهم أن الارهابيين يريدون النيل من استقرار الوطن وإحراج الحكومة المصرية وإثارة الفتن الطائفية وهو أمر مستحيل. حكي "حنا" عن فصل جديد من الوحدة الوطنية بعيد عن الشو الاعلامي قائلا: لقد كنا نحن وجيراننا المسلمين في العريش بمثابة جسد واحد حيث قاموا بحمايتنا في بيوتهم لعدم وصول الارهابيين لنا.. كما كانوا لا يتركوننا ننزل إلي الشارع لشراء احتياجاتنا ويطالبوننا بالمكوث في البيت لتأميننا وكانوا يخافون علينا. وكنا كثر من أهل لكن المكوث في المنازل خوفا ورعبا حياة غير طبيعية. وقال نقف مع الرئيس السيسي والجيش والشرطة في حربهم الضروس ضد الارهاب ودعا الرب أن يحمي مصر مضيفاً لدي أمل بالعودة لبيتي وجيراني المسلمين في العريش بعد تحسن الأمور. وأضاف أنه يتم تسجيل أسماء النازحين علي البوابات الأمنية بحدود سيناء مع الاسماعيلية مؤكداً أنه فضل الحضور لبورسعيد لأن اقاربه أكدوا له أن بورسعيد أمنة أيضا هي بلد محببة إلينا.. ويتمني أن يجد شقة بالايجار يعيش فيها هو وأسرته للشعور بالخصوصية وحتي تستطيع ابنتهما المذاكرة في هدوء وتركيز في الوقت الذي أعلنت فيه مديرية التربية والتعليم ببورسعيد برئاسة الدكتور نبوي باهي عن إلحاق الطلاب والطالبات القادمين من شمال سيناء بمدارس بورسعيد فورا تنفيذا لتوجيهات المحافظ بتوفير كافة احتياجاتهم وقام وكيل الوزارة بعقد لقاء مع أسرهم بمعسكر الكشافة ليؤكد لهم توفير كل الاهتمام بهم وانتظامهم في العملية التعليمية بالمحافظة. قال "باهي" لقد تم الحاق الطالبين هاني خلف جرجس بالصف السادس الابتدائي وشقيقه الأصغر أمير بالصف الثالث الابتدائي القادمين من شمال سيناء بمدرسة مصطفي كامل الابتدائية بإدارة شمال التعليمية بالمحافظة كما تم الحاق الطالبتين ميرهان حسني لبيب بالصف الثاني الثانوي ومريم وديع خلف جرجس بالصف الثالث الثانوي بمدرسة بورسعيد الثانوية للبنات بإدارة شمال التعليمية بالمحافظة. كما أمر وكيل الوزارة بالحاق الطالبة إيمان وديع بالصف الثاني الثانوي الصناعي قسم كهرباء بمدرسة بورسعيد الثانوية الفنية للبنات بالمحافظة وإلحاق "فيرينا رامي مجدي سليمان" بمرحلة رياض الأطفال بمرحلة رياض الأطفال "kgl" بمدرسة بورسعيد الرسمية للغات بالمحافظة. قال القس أرميا فهمي المتحدث الاعلامي باسم مطرانية الأقباط الأرثوذكس ببورسعيد أن المهندس كامل أبو زهرة سكرتير عام المحافظ قد أعطي توجيهاته إلي نزل الشباب "معسكر الكشافة الدولي" ببورسعيد بمراعاة أن يكون الطعام الذي سيتم اعداده لأقباط العريش النازحين إلي بورسعيد "أكل صيامي" احتراما لصيامهم