يوم الأربعاء الماضي.. وفي هذه الزاوية تناولت ما نشرته صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية في تقرير لها عن عقد قمة سرية في العقبة قبل عام حضرها الرئيس السيسي والملك عبدالله ونتانياهو وجون كيري.. وما زعمته الصحيفة من ان القمة ناقشت خطة لمبادرة سلام اقليمي من 6 بنود.. وقلت حرفياً ان هذا لا شيء فيه ان حدث وقابل للنقاش والتعديل في إطار سعينا لاقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدسالشرقية وفق الثوابت القومية. لكني توقفت أمام توقيت الكشف عن هذه القمة السرية بعد عام من عقدها علي حد زعم الصحيفة وتساءلت: لماذا الآن فقط لم يلتزموا بسريتها؟؟.. وذكرت 4 نقاط تجيب علي هذا السؤال المفصلي.. وكانت النقطة الثانية من النقاط الأربع هي الأهم حيث تزامن مع نشر هذا التقرير المشبوه ان أذاع الإعلام الإسرائيلي الرسمي مزاعم وقحة بأن الرئيس السيسي مستعد للتنازل عن جزء من سيناء للفلسطينيين مقابل تسوية القضية الفلسطينية وانهاء الصراع العربي الإسرائيلي.. وقد استندت هذه الوقاحات إلي البند الأول من خطة مبادرة السلام المزعومة خاصة "تبادل معين للأراضي" للإيحاء بأن السيسي موافق علي توطين الفلسطينيين في الأراضي المتاخمة لغزة بشمال شرق سيناء.. وهي نفس الخطة التي باع بمقتضاها الخائن محمد مرسي ذات المساحة مقابل 8 مليارات دولار قبضها من أوباما وكادت الأرض تضيع لولا ان جاءت ثورة 30 يونيه 2013 الشعبية التي ساندها الجيش بقيادة السيسي لتحبط المؤامرة.. وانهم لم ينسوا ذلك للسيسي ولن ينسوه أبداً فقط "لخبط" لهم الأوراق ونسف مخطط "سايكس بيكو 2". وعلي الفور.. حسمت رئاسة الجمهورية هذه المزاعم المقصودة ونفت بشكل قاطع "توطين" الفلسطينيين في سيناء مؤكدة انها شائعات لا تستند إلي واقع وغير مقبولة بالمرة ولم يسبق مناقشة اي اقتراحات كهذه علي أي مستوي من جانب أي مسئول عربي أو أجنبي مع مصر. وأنا هنا اؤكد انه لا يجرؤ أي مسئول عربي أو أجنبي أن يلمح مجرد تلميح لمقترح قذر كهذا معنا.. وإذا حاول فسوف يلقي ما لا يرضيه.. سيناء أرض مصرية ضحينا من أجلها ومازلنا نضحي بأغلي ما نملك.. أولادنا.. ومن رابع المستحيلات أن نفرط في ذرة رمل واحدة منها.. لا السيسي ولا أي رئيس وطني يسمح بذلك أو حتي يفكر فيه.. أما اتفاق أمريكا وإسرائيل مع مرسي فإنني أردد ما قاله السفير حازم أبو شنب عضو المجلس الثوري لحركة فتح: "يروحوا لمرسي في السجن ويطالبوه بما وعدهم به أو باعه لهم".. !! إذن.. الهدف واضح من تقرير "هاآرتس" ومما زعمه الإعلام الرسمي الإسرائيلي.. ومحدد المصدر.. إسرائيل. وفي نفس توقيت إذاعة التقرير ومزاعم الإعلام الإسرائيلي وجدنا ان الإرهابيين من "كتائب بيت المقدس" في العريش يغيرون وجهتهم عن عمد تغييراً نوعياً.. حيث بدأوا يستهدفون الأقباط تحديداً.. في محاولة لتفتيت اللحمة المصرية ودق أسفين بين المسلمين والأقباط لنسف الوحدة الوطنية.. إلا أن محاولتهم هذه باءت بالفشل أيضاً.. صحيح اننا فقدنا 7 أقباط نحتسبهم شهداء عند الله ولن نترك دمهم أبداً يضيع هباء ولكن تم بسرعة نقل الأسر المسيحية من العريش بالتنسيق مع الكنيسة إلي الإسماعيلية لتحتضنهم كنائسها وبيوت اخوانهم المسلمين هناك. ما حدث هو مجرد نقل فترة زمنية محدودة لتفويت فرصة استهدافهم وليس نزوحاً أو تهجيراً كما يطنطن الإعلام الإسرائيلي وسوف يعودون إلي ديارهم وأرضهم بعد تأمينها. ما تعرض له أقباطنا في العريش هو بند جديد من بنود الإرهاب المدعوم من إسرائيل ودول خارجية منذ "الربيع العبري" عامة وتشكيل داعش خاصة بفكر ودعم وتسليح أمريكي وإسرائيلي وتركي وقطري.. وهو ما عبر عنه دون تحديد أسماء البابا تواضروس حين قال ان الإرهاب يأتي الينا من الخارج ويستهدف وحدتنا الوطنية. إذن.. الهدف أيضاً واضح من استهداف الأقباط بالذات.. ومصدره الرئيسي محدد.. إسرائيل. ومما سبق يتضح بجلاء ان "التوطين والتهجير" المزعومين خرجا من "بلاعة" واحدة.. هي إسرائيل.. ومن ثم لا تتعجبوا. ولا تصدموا.. وتأكدوا انهم لن ينجحوا أبداًَ في بث الفتنة واثارة البلبلة وزعزعة الثقة في الدولة المصرية.. إنها محاولات لا تعدو أن تكون "زبداً" من جيف وقاذورات وقمامة.. "فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض".. صدق الله العظيم.