ديفيد فريدمان السفير الأمريكي الجديد في إسرائيل هو من أصول يهودية ولذلك ليس من المستغرب أن يتبني سياسة بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي المتشددة في الانحياز لها ضد حقوق الشعب الفلسطيني.. وفي ضم هضبة الجولان السورية إلي إسرائيل. قال ديفيد أمام مجلس الشيوخ الأمريكي إن هضبة الجولان منطقة استراتيجية بالنسبة لإسرائيل وليست محل نزاع.. وادعي أن إسرائيل كانت ستعاني منها لو لم تكن الجولان تحت سيطرتها.. لقد كان بإمكان "داعش" السيطرة علي الهضبة لو لم تكن مع إسرائيل.. ولذلك فهي ليست منطقة نزاع. وشكك السفير الأمريكي الجديد في إسرائيل أمام مجلس الشيوخ الأمريكي في حل الدولتين لتسوية النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين متبنيًا سياسة الرئيس دونالد ترامب في ذلك. وقال إنني أعربت عن شكوكي إزاء حل الدولتين لمجرد أنني شعرت برفض الفلسطينيين التخلي عن الإرهاب وعن قبول إسرائيل بوصفها دولة يهودية. وقد تزامنت تصريحات السفير الأمريكي الجديد مع انتهاء زيارة بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل لواشنطن ولقائه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.. وقد وصف نتنياهو هذا اللقاء بأنه كان "دافئًا" جدًا وعبر عن عمق الصداقة بين الشعبين الأمريكي والإسرائيلي. لقد تناسي السفير الأمريكي الجديد في تل أبيب أن إسرائيل ضمن الدول الداعمة للإرهاب الذي طال كل الدول العربية بالمنطقة ولم يقترب بعملياته الإجرامية من إسرائيل ولذلك فإن ادعاءه بأن الجولان لو لم تكن في حماية إسرائيل لكانت لقمة سائغة لداعش هو ادعاء باطل أصلاً وفيه انحياز سافر لتل أبيب. إن حل الدولتين هو أقرب السبل لإحلال سلام عادل في المنطقة وإلا سيترتب علي ذلك أن هذه المنطقة ستكون محل اضطراب للعالم كله ولن يشهد حالة من الاستقرار. ومن هنا جاءت تصريحات نيكولاي ملادينوف مبعوث الأممالمتحدة للسلام في الشرق الأوسط أن حل الدولتين يبقي الطريق الوحيد لتحقيق تطلعات الفلسطينيين والإسرائيليين في السلام. وقد اجتمع مجلس الأمن الدولي لمناقشة النزاع الفلسطيني الإسرائيلي بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن حل الدولتين ليس السبيل الوحيد لإنهاء النزاع.. وكان هذا موقفا مغايرا بشأن عملية السلام حيث أبداه ترامب خلال لقائه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.. وهو ما ينهي عقيدة دبلوماسية أمريكية عمرها عقدان من الزمن. حذر وزير خارجية ألمانيا زيجمار جابرييل عندما قال في مؤتمر صحفي خلال اجتماعات وزراء خارجية مجموعة العشرين قائلا: نحن قلقون من أن بناء المستوطنات الإسرائيلية علي الأراضي الفلسطينية سوف يجعل من حل الدولتين أمرا مستحيلا. ويمكن أن يزيد من مخاطر الصراعات في الشرق الأوسط بما في ذلك احتمال نشوب حرب. من جهة أخري أكد المستشار أحمد أبوزيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية علي أن موقف مصر واضح ومعروف من حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية ويتأسس علي دعمها لحل الدولتين باعتباره الحل الذي يوجد توافق دولي بشأنه ويلبي تطلعات الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية. من هنا يجب أن يجتمع وزراء الخارجية العرب لإصدار بيان بالموقف العربي من أن حل الدولتين هو الطريق الصحيح لإقامة سلام دائم وعادل في المنطقة. ويطالبون الولاياتالمتحدة بعدم النكوص عن موقفها تجاه هذا الحل ليتراجع الرئيس ترامب عن التصريحات التي أدلي بها أثناء لقائه مع نتنياهو. وأعتقد أن الرئيس عبدالفتاح السيسي سوف يحمل وجهة النظر العربية عندما يزور واشنطن في أوائل شهر مارس القادم.. وسيوضح وجهة النظر فيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي الذي يجب أن يعمل المجتمع الدولي وفي مقدمته الولاياتالمتحدةالأمريكية علي أن يسود سلام دائم وعادل في المنطقة.