من الواقع - ماذا سيقول الخمسة الكبار في شهادتهم؟!

قرر المستشار أحمد رفعت رئيس الدائرة التي تحاكم الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه وقيادات الداخلية أن تكون الجلسات التي تستمع فيها لشهادة المشير محمد حسين طنطاوي والفريق سامي عنان والسيد عمر سليمان والسيد منصور العيسوي والسيد محمود وجدي سرية.
السبب الذي أعلن بأن تكون الجلسات سرية هو دواعي الأمن القومي.. وهو سبب يجب احترامه بكل تأكيد لأنه صادر من محكمة موقرة.. ولاشك أن شهادة الخمسة الكبار ستكون حاسمة بالنسبة لمصير المتهمين وسوف تكون الأحكام دليلا علي هذه الشهادة سواء أكانت هذه الأحكام بالبراءة أو الادانة.
وإذا كان المسموح بحضورهم هذه الجلسات هم المحامون فقط سواء عن المتهمين أو المدعين بالحق المدني.. فهل نضمن أن أحدا من هؤلاء أو حتي من رجال الأمن ألا يفشي باسرار هذه الجلسات؟!
صحيح أن النشر سيكون ممنوعا سواء في الصحف أو التليفزيون أو الاذاعة لكن أحيانا بعض الأسرار تنتشر بين الناس أسرع مما لو كانت مذاعة رسمياً.. وبالتالي ستنتفي الحكمة من سرية الجلسات.
وأعتقد أن رئيس المحكمة المستشار أحمد رفعت ستكون تعليماته صارمة للحاضرين بعدم افشاء أسرار الجلسات وما يدور فيها وإلا فإن المخالفين سيتعرضون لعقوبات قانونية قاسية.
لكن السؤال: هل ستكون سرية هذه الجلسات أبدية؟! بمعني أنه لن يسمح باذاعتها أبدا؟! أم أن هناك سقفا زمنيا لهذه السرية يسمح بعده باذاعتها رسميا؟! واعتقادي أنه سيأتي اليوم الذي تذاع فيه أسرار هذه الجلسات وخاصة بعد الحكم النهائي علي المتهمين واقول النهائي أي بعد انتهاء جميع درجات التقاضي.. ويومها سيعرف الشعب المصري بل وشعوب العالم أسرار وعلاقات الساعات والأيام الأخيرة لحكم الرئيس السابق حسني مبارك.
ويومها أيضا سوف يسجل التاريخ حكمه علي هذه الحقبة من تاريخ مصر.. حقبة حسني مبارك.. والثورة التي أطاحت به وبنظامه.
إننا ندعو الله سبحانه أن يعطينا العمر لنعرف ماذا سيقول الخمسة الكبار في شهادتهم التاريخية للأحداث الدراماتيكية التي شهدتها مصر في الفترة من 25 يناير 2011 إلي 11 فبراير من نفس السنة عندما أعلن السيد عمر سليمان تحت الضغط الشعبي الهادر تخلي الرئيس السابق حسني مبارك عن رئاسة الجمهورية.
قلوبنا مع هيئة المحكمة الموقرة برئاسة المستشار أحمد رفعت التي اختارها القدر ليكون لها فصل الخطاب في هذه القضية التي تشغل الرأي العام ليس في مصر وحدها وإنما في العالم اجمع.
ويكفي ما قاله المستشار رفعت من أن هذه المحكمة تحملت ما لايطيقه بشر.