لا تقتصر خطورة الصحافة علي تشكيلها وتوجيهها للرأي العام في القضايا الوطنية المختلفة. بل انها تلعب دورا هاما في رد المظالم إلي أهلها لا يقل شأنا عن دور القضاء. من هنا تأتي أمانة الضمير للصحفي المهني الذي عليه توخي الدقة في كل ما ينشره سواء كان خبرا أو رأيا يعقب به علي خبر. وأقل ما تقتضيه الأمانة الصحفية هو الاستماع لطرفي المشكلة اذا ما كانت تخص شكوي مواطن ضد آخر. هذه فقط مقدمة لما هالني قراءته من حملة شرسة تتعرض لها ريم عزت سكرتيرة رئيس الوزراء وصفتها بأنها من مراكز القوي وبأنها امتداد لعصر مبارك واتهمتها بتأجيرها البلطجية تولوا ضرب وخطف هشام العربي رئيس اتحاد المعوقين وهو أمر يصعب علي العقل تصديقه. إذ هل يعقل ان تكون شخصية في مثل موقعها ان تعجز عن التصرف الدبلوماسي في مواجهة مشكلة تعترضها بحيث لا تجد حلا لها سوي تأجير البلطجية لضرب وتأديب المواطنين أصحاب الشكاوي الذين لجأوا اليها لانقاذهم؟!! ثم ما السبب الذي يدفعها لاستخدام هذا الأسلوب ان حاولنا تصديق تلك الحملة؟ وهل السيد هشام العربي لديه الدليل القاطع علي أن من ضربه هو من طرف ريم عزت؟! ثم ما علاقة ريم بعودة مراكز القوي من العصور الماضية في مشكلة كبرت أو صغرت لا تتعدي كونها مطلبا فئويا كان من الممكن حلها باحالتها للمسئول المختص وزيرا كان أو محافظا أو حتي مديرا. وهو ما أثق في حدوثه بالفعل من مصادري الموثوقة التي اتصلت بها وأكدت لي بالفعل مساعدة ريم للسيد هشام في حل مشكلته. وفي الحقيقة لا أستطيع ان أفقد الخيط المتصل الذي ألمحه في الأفق ويربط بين الهجوم علي د. عصام شرف لاجباره علي الاستقالة والذي فشل حتي الآن وبين الهجوم علي ريم عزت لتشكيك د. عصام فيمن يختارهم من معاونيه واثارة نوع من الزوابع والقلاقل حوله ولا أقول ذلك دفاعا عن د. عصام بقدر ما هو خوف علي مصر وحرص علي تكثيف جهودنا في حل مشاكلنا القومية الكبري بدلا من تشتت جهدنا في البحث عن رئيس وزراء جديد. وقبل أن أتهم بالتحيز لريم ضد السيد هشام أو أي مواطن آخر.. أود ان أوضح أنني لم يسبق لي الالتقاء بريم شخصيا وكل معرفتي بها عبر التليفون كما انني في حل لأن أسرد ما قامت به من مساعدة لكثير من أعضاء الحركات والائتلافات الثورية التي تشكلت بعد الثورة وكانت جميع مطالبهم قومية وليست فئوية.. ورغم ذلك سأكتفي بتجربتي مع مجموعة من زملائي حيث استطاعت ريم مشكورة ان تنقل مشكلة كبري عانينا منها في عدة صحف قومية لرئيس الوزراء وهي مشكلة لم تكن تخفي علي أحد وكانت تستلزم لقاء نائبه ولكننا اكتفينا بنقل ريم لمشكلتنا بمنتهي الأمانة للدكتور عصام شرف والتي تم حلها بالفعل والدليل هو التغييرات الصحفية التي تمت في مارس الماضي. وهذا ما يجعلني اتساءل اذا كان رئيس الوزراء عليه ان يلتقي بكل مواطن علي حدة لحل مشكلته فعليه إذن يؤجل حل مشاكل وقضايا الوطن الكبري لحين انتهائه من حل مشاكل كافة المواطنين. واذا حدث ذلك ما الداعي إذن لتعيين وزراء ومحافظين ومسئولين جدد يكلفون الدولة ملايين الجنيهات سنويا. كما أتساءل اذا كانت الثورة أثمرت حتي الآن رئيسا جديدا للوزراء ورؤساء تحرير جدد لصحف قومية يسمح في عهدهم بنشر مقالات تتيح كتابة الرأي بحرية.. أين هي إذن مراكز القوي التي يخشي البعض من عودتها؟! أعتقد ان ثورة 25 يناير لن تسمح بأن يكون هناك ظلم أو يكون هناك مراكز قوي ولكن فقط ستكون القوة للحق وللحقيقة اذا ما توخينا الدقة والضمير فيما نكتبه.