* يسأل سيد سعيد من القاهرة: طلقت زوجتي طلقة واحدة. وبعد مرور شهر من هذا الطلاق قمت بمعاشرتها ليس بنية الرجوع. فما رأي الدين في ذلك؟ ** يجيب الدكتور عثمان عبدالرحمن مستشار العلوم الشرعية بالأزهر: اتفق العلماء علي ان المعتدة من طلاق بائن حكمها حكم الأجنبية. فلا يجوز للمطلق معاشرتها ومساكنتها أو الخلوة بها أو النظر اليها. لانقطاع آثار الزوجية. فلا تحل له إلا بعقد ومهر جديدين في البينونة الصغري. أو أن تنكح زوجاً غيره ثم يفارقها في البينونة الكبري. ولكن اختلف الففقهاء في معاشرة المعتدة من طلاق رجعي أو مساكنتها والاستمتاع بها علي قولين: القول الأول: انه لا يجوز للمطلق لزوجته طلاقاً رجعياً معاشرتها ومساكنتها في الدار التي تعتد فيها. بل يجب عليه الخروج من المسكن. إلا إذا كانت الدار واسعة ومعها محرم مميز يستحيي منه ويكون بصيراً. واستدلوا علي بأن المعايشة تؤدي إلي الخلوة بها وهي محرمة عليه. كما ان الطلاق هو رفع لحل النكاح ومقدماته. فلا يجوز الدخول عليها أو الأكل معها أو لمسها. كما ان في معاشرتها ومساكنتها إضراراً بها. وقد قال: "ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن" "الطلاق: 6". القول الثاني: يجوز الاستمتاع بالرجعية والخلوة بها ولمسها بنية المراجعة. أو بدونها مع الكراهة التنزيهية. لأنها في العدة كالزوجة يملك مراجعتها بغير رضاها. ومن ذلك يقول تعالي: "وبعولتهن أحق بردهن" "البقرة: 228". ونري أن الأرجح في المسألة هو جواز مساكنة الزوج لمطلقته الرجعية. وحرمة مباشرتها أو معاشرتها الجنسية. للمصالح المترتبة عن ذلك. فيترتب عن جواز المساكنة. احتمال رجعته لها. وهو مقصد من مقاصد الشريعة. ويترتب عن حرمة معاشرتها جنسياً أمران: استبراء رحمها. لأنه مقصد من مقاصد العدة ومعاشرتها تؤدي إلي الإخلال بهذا المقصد. ان معاشرتها جنسياً. مع كونه مطلقاً لها. قد يزيل رغبته في رجعتها. بخلاف ما لو حرم عليه ذلك ومنع منه مع كونه مساكناً لها. وهي تتزين له. فقد يدعوه ذلك إلي رجعتها. فيتحقق مقصود الشرع. أو يستمر في عدم رجعتها. فيدل ذلك علي النفرة الشديدة منها وانه طلقها طلاق رغبة ووطر لا طلاق حال. وقد أشار إلي بعض ما ذكرنا السرخسي بقوله: "والمعتدة من طلاق رجعي تتشوف وتتزين له لأن الزوجية باقية بينهما. وهو مندوب علي أن يراجعها وتشوفها له برغبة في ذلك أما إن كان لا يرجو مراجعتها. فإن الأولي هو الأخذ بالقول الأول. حتي لا يرجعها شهوة. ثم يعود لتطليقها فيكثر ذلك من عدد الطلقات. وقد أشار إلي هذا أيضاً السرخسي بقوله: "فإن كان من شأنه أن لا يراجعها. فأحسن ذلك أن يعلمها بدخوله عليها بالتنحنح وخفق النعل كي تتأهب لدخوله. لأن الدخول عليها بغير الاستئذان حرام. ولكن المرأة في بيتها في ثياب مهنتها فربما يقع بصره علي شيء منها وتقترن به الشهوة فيصبر مراجعاً لها بغير شهود وذلك مكروه. وإذا صار مراجعاً وليس من قصده إمساكها احتاج إلي أن يطلقها وتستأنف العدة فيكون إضراراً بها من حيث تطويل العدة. * يسأل أحمد عبده صالح "جزار" بشركة الأهرام للمجمعات الاستهلاكية: هل هناك دعاء معين يكرره الإنسان أثناء قيام الليل كي يقضي الله له حاجته؟ ** يجيب الشيخ طلعت يونس أحمد بمنطقة الإسكندرية الأزهرية: روي مسلم ان النبي صلي الله عليه وسلم قال: "إن في الليل لساعة يوافقها رجل مسلم يسأل الله تعالي خيراً من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه الله إياه وذلك كل ليلة". وفي البخاري ومسلم قوله عليه الصلاة والسلام: "ينزل ربنا كل ليلة إلي السماء الدنيا حين ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجب له. من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له". . وروي الترمذي بسند صحيح انه صلي الله عليه وسلم قال: "أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر. فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله تعالي في تلك الساعة فكن". وليس هناك دعاء مخصوص لقضاء الحاجات في هذه الساعات المباركة فادع الله بما تريد مع الخشوع والحضور بقلبك وذهنك. ومع مسارعتك إلي مرضاة ربك وعدم معصيته. والبعد عن الحرام حتي يستجاب الدعاء.