صداع التكاتك في الشوارع هل نحسمه؟!.. وهل نضع له علاجا ناجعا سواء بتقنين أوضاعها أو منعها من الأساس؟! السؤال يفرض نفسه الآن وبقوة خاصة وأن الحديث دائر هذه الأيام عن إعداد تعديلات جديدة لقانون المرور يعالج الثغرات ويحقق الانضباط في الشارع الذي يعاني أشد المعاناة من الارتباك والحوادث المروعة التي يدفع ثمنها المجتمع كله!! وبهذه المناسبة قرأت تحقيقا في ملحق دموع الندم بالزميلة الجمهورية يوم السبت الماضي عن أزمة التكاتك التي تمثل صداعا مزمنا في أزمة المرور وواقعاً مريراً اجتاح محافظات مصر بالكامل حيث توغلت هذه المركبات بالشوارع الرئيسية والميادين العامة.. ولم يعد وجودها مقتصراً علي الشوارع الجانبية التي لا تستطيع وسائل المواصلات الوصول إليها.. لاننا فتحنا باب استيرادها علي البحري دون أن نلتفت الي تنظيم سيرها والعمل عليها!! أكد التحقيق علي ما نعرفه ونشكو منه دوما أن جرائم هذه الوسيلة أصبحت علي كل شكل ولون وذلك بعرض نماذج من محاضر الشرطة عن أعمال سرقة وقتل واغتصاب وترويج مخدرات تتم بالتوك توك.. وأن غالبية السائقين من الصبية والأطفال وبعض قائديها محل اشتباه وليسوا فوق مستوي الشبهات.. ورغم ذلك فهي في تزايد مستمر ودون حلول جذرية للحماية من أخطارها! وأول أمس الخميس تحدث عدد من الخبراء في جريدة ¢المساء¢ مؤكدين أن قانون عام 2008 المادة 8 فقرة ¢2¢ أوضح أن التوك توك وما يشابهه لا يرخص إلا في عواصم المدن ولا يسير في الطرق الرئيسية ومسموح له فقط بالسير في الطرق النائية التي لا تصلها السيارات وترخيصها يتبع العمليات. والحقيقة أن هذا النص لا يطبق إلا فيما ندر وتحول التوك توك كما قال د.مصطفي صبري استاذ النقل والمرور بهندسة عين شمس الي أحد أهم المشكلات المرورية وسرطان استفحل منذ 8 سنوات تحت مسمي: ¢الناس تاكل عيش منه¢. وبداية نحن لسنا ضد أن يأكل الناس "عيش "من هذه الوسيلة.. لكن أيضا كل حق أمامه واجب والأمر يتطلب وبسرعة ضبط ايقاع العمل بهذه المركبات.. فما دامت موجودة وتم السماح باستيرادها وسمحنا بسيرها.. فلماذا لا يتم اخضاعها للقانون؟.. وبمعني أدق ترخيصها ومنع قيادة الاطفال والصبية لها!! ترخيص التكاتك يضمن حساب المخالف من أصحابها أو مرتكب الجريمة ممن يقودها.. فضلا عن تنظيم سيرها بالشوارع المسموح لها بالمرور فيها ولا تصبح مثل ¢الصراصير¢ التي تظهر في أي مكان وأي وقت بلا سابق إنذار ويفعل من يقودها ما يحلو له دون إدراك للكوارث التي يتسبب فيها!! فجأة تري سائق ¢التوك توك¢ يمر من أمام السيارة أو يقطع الطريق عليها.. هذا بخلاف جرائم السرقة والاختطاف والاغتصاب وترويج الكيف بأنواعه.. الخ والتي تتحدث عنها وسائل الاعلام كثيرا لأن هذه الوسيلة غير مرخصة وغير ممنوع علي الصبية والاطفال قيادتها.. فهل نترك الأوضاع علي هذه الحالة العشوائية؟! أم ننظمها ونحقق عائدا للدولة من ترخيص وتنظيم هذه الوسيلة والكشف علي من يقودها ومنحه التصاريح اللازمة للقيادة حتي يسهل السيطرة عليهم ومحاسبتهم علي ما يفعلون؟! انطلاقا من قاعدة: ¢من أمن العقاب أساء الأدب¢. بصراحة أتمني اجابة عملية علي هذا السؤال في تعديلات المرور التي يجري اعدادها.. ولا يكون الأمر مجرد نص بلا تطبيق عملي مثلما حدث في قانون 2008!!