* سعدت كثيراً.. باختيار العاصمة الكازاخستانية "أستانا" لإجراء مفاوضات سلام.. لحل المشكلة والأزمة السورية.. وباعتبار كازاخستان من الدول الأكثر حيادية. ودعماً للسلام. وأنا علي ثقة أن هناك انفراجة طال انتظارها من جلوس كل الأطراف علي طاولة المفاوضات سواء المشاركة في الصراع بشكل من الأشكال أو تلك المشاركة في الصراع بصورة مباشرة لمناقشة السبل الممكنة لتسوية صراع طويل. ودام في سوريا.. ووضع حد لهذا الصراع الذي طال أكثر من ثلاث سنوات.. راح فيه ضحايا أكثر من 400 ألف شخص. بالإضافة إلي 7 ملايين سوري أصبحوا لاجئين.. وأطفال بؤساء. أصبحوا أيتاماً وأمهات ثكالي. فقدن أبناءهن.. حقاً إنها مأساة. بعد أن كانت سوريا في وقت من الأوقات من البلدان المزدهرة في منطقة الشرق الأوسط.. لكن الآن خراب ودمار. وصراع أكثر من ثلاث سنوات جرت فيه مفاوضات في مدينة "لوزان" ثم "فيينا" وصولاً إلي صيغة جنيف.. لكن المحاولات كانت فاشلة في وقف نار الحرب الأهلية التي راح فيها المزيد من الضحايا.. لقد أعلن ممثلو الحكومة السورية والمعارضة السورية المعتدلة. ومندوبو روسيا وتركيا. وإيران والسعودية وقطر.. عن استعدادهم للمشاركة في المفاوضات.. كما أعلنت أمريكا والصين والأمم المتحدة عن دعمهم للمفاوضات التي ستعقد في العاصمة الكازاخستانية "أستانا". تجدر الإشارة إلي أن كازاخستان. لم تبادر بالدعوة لتلك المفاوضات . لكن الرئيسين الروسي والتركي. كانا قد أعلنا خلال محادثة هاتفية جمعتهما بالرئيس الكازاخستاني نور سلطان نزار باييف.. عن اهتمامهما بعقد مفاوضات للسلام علي الأراضي الكازاخستانية. وقد استجاب الرئيس الكازاخستاني لتلك الدعوة.. وأعلن عن استعداده لتهيئة كافة الظروف اللازمة لإجراء هذه المفاوضات. وهنا يطرح سؤال: ولماذا عقد مفاوضات السلام في "أستانا"؟!.. وتأتي الإجابة أن كازاخستان طرف محايد وليس لها أي دوافع علي الإطلاق ولقد لعبت كازاخستان أكثر من مرة دور صانع السلام. حيث لعبت بشكل رسمي دوراً فاعلاً في تطبيع العلاقات بين روسيا وتركيا في أكثر الفترات حدة في تاريخ العلاقات بين البلدين. خاصة بعد حادث إسقاط الطائرة الروسية.. أيضاً كانت كازاخستان وسيطاً مهماً في تسوية القضايا المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني.. كما أعلنت أكثر من مرة عن استعدادها لتنظيم ساحة دبلوماسية لإجراء مفاوضات لتسوية الأزمة في "دوبناس" بأوكرانيا. وبالنظر إلي تلك العوامل. يتوقع الخبراء أن تكون المفاوضات السورية في أستانا أكثر نجاحاً من محادثات جنيف. ووقف نزيف الدماء. والتوصل لاتفاق بين السلطات السورية الرسمية. والمعارضة السورية. خاصة وأن كازاخستان دولة موثوق بها. ولاعب أساسي علي الساحة الدولية. وما يحمل ذلك من آمال في أن يصبح هذا الحوار في النهاية أكثر ثقة وأكثر جدوي.. ويعتقد بعض الخبراء أن جولة المفاوضات في "أستانا" يمكن أن تلعب دوراً حاسماً لكنه ليس الأخير. من أجل تسوية الصراع. ويري د.بوركيتباي إيغان. مدير معهد تاريخ الدولة بوزارة التعليم والعلوم بجمهورية كازاخستان أن أستانا تلعب دوراً مهماً للغاية. لكنه ليس الدور الأخير في تخفيف حدة هذا النزاع السوري. حيث الصراع علي فترات طويلة. لذا فإن المفاوضات التي ستجري في أستانا سيكون لها مردود إيجابي وأهمية كبري. لكن لن تتم تسوية النزاع. خلال لقاء واحد فقط.. وأنه يجب إقامة طاولة دائمة للحوار. فيما يتعلق بتلك الأزمة بالذات.. وفي حالة نجاح المفاوضات الأولي في أستانا. فإن كازاخستان يمكن أن تصبح علي الفور الساحة والمقصد الدائم للحوار السوري السوري.. في الوقت الذي فقدت فيه ساحات الحوار الأخري مصداقيتها بشكل فعلي.