عندما كتبت مقالاً بالأمس تعليقاً علي الهجوم الإرهابي الذي شنه التكفيريون علي كمين المطافي والمساعيد بعنوان "الحذر واليقظة توقف الإرهابيين عند حدهم" قلت إن الإرهاب ممول من دول معروفة بالسلاح والأموال.. وكنت اقصد أنه من بين هذه الدول دولة قطر.. بل إنها في مقدمة الدول الداعمة للإرهاب في المنطقة. وقد نشرت صحيفة "اليوم السابع" مقالاً للزميلة الكاتبة آمال رسلان تؤكد فيه هذه الحقيقة. وأن لقطر وأميرها تميم علاقة قوية بالتنظيمات الإرهابية. ولا يمكن ان يكون لقطر هذه العلاقة إلا إذا كان لها الفضل علي تلك التنظيمات عن طريق مدها بالسلاح والأموال مما يعني ان لها اليد الطولي عليها.. وأما الدوحة عندما تتدخل لدي هذه التنظيمات للافراج عن بعض المعتقلين لديها فإن قولها هو القول الفصل الذي بمقتضاه تسارع المنظمات الإرهابية بالتنفيذ. الرئيس اللبناني ميشيل عون طلب من قطر توسطها في الافراج عن 9 من العسكريين اللبنانيين المختطفين في سوريا لدي تنظيم "داعش" الإرهابي وطرح الأمر علي الأمير تميم بن حمد لمعرفة مصير هؤلاء العسكريين ومصير المطرانين "بوليس اليازجي" و"يوحنا إبراهيم" والصحفي سمير كساب. وقال بيان للرئاسة اللبنانية إن الأمير القطري وعد بمواصلة المجهود بالتوسط لدي "داعش" لاحراز تقدم في هذا الملف. ما هذا الأمر الغريب الذي يجعل أمير إحدي الدول العربية يكون علي صلة بأكبر تنظيم إرهابي في المنطقة الذي خرب العراقوسوريا وامتد نشاطه إلي لبنان وليبيا وغيرها.. لابد أن قطر تساعد هذا التنظيم بالمال والسلاح لمواصلة تخريبه في تلك البلدان ولابد أن يكون للدوحة فضل علي "داعش" يجعل العلاقات بينهما تتسم بالخصوصية. لم يتوقف دور قطر عن علاقتها ب "داعش" وطلب الرئيس اللبناني من الأمير تميم بن حمد التوسط في الافراج عن المختطفين بل ان الدوحة سبق وأن توسطت لدي "داعش" في الافراج عن رهائن أمريكيين وعرب وأوروبيين علي مدار الاعوام الأربعة السابقة.. وكان لها علاقات أخري ببقية التنظيمات الإرهابية كالقاعدة وطالبان وجبهة النصرة. وقد وجه رئيس الوزراء اللبناني وقتها تمام سلام عند استقباله ل 16 جندياً اختطفتهم جبهة النصرة الشكر لدولة قطر وأميرها علي الجهود التي بذلوها في الوساطة!! واعترف وزير الخارجية القطرية السابق خالد العطية بأن وساطة بلاده أدت إلي الافراج عن راهبات من الكنيسة الارذكسية اليونانية بعد احتجازهن ثلاثة أشهر من قبل "جبهة النصرة"!! من هنا قلنا ان تنظيم "داعش" وتنظيم "أنصار بيت المقدس" في سيناء اللذين تمدهما قطر بالسلاح والمال مازالا ينشطان في أعمالهما الاجرامية وهجماتهما الإرهابية من خلال السخاء القطري الذي ينهال علي شباب القبائل في سيناء فينخرطون في سلك هذه التنظيمات خاصة وان "داعش" أعلنت مسئوليتها عن الهجوم الإرهابي الأخير الذي استهدف كمين المطافي والمساعيد في سيناء!! وللرد علي عمليات الإرهاب في سيناء عقد الرئيس عبدالفتاح السيسي اجتماعاً مع الفريق صدقي صبحي وزير الدفاع واللواء مجدي عبدالغفار وزير الداخلية وقيادات الأمن للتنسيق بينها ودعم تعاونها معاً للقضاء علي الأعمال الإرهابية في سيناء. ومهما تآمرت دولة قطر ضد مصر ودعمت الإرهاب في سيناء فإن هذه الأعمال الاجرامية ستهزم إن عاجلاً أو آجلاً بعزيمة شعبنا وضربات الجيش والشرطة لقوي الإرهاب.. ولن يتحقق لقطر مآربها وستظل مصر قائدة ورائدة للأمة العربية رغم أنف الدوحة.