وسط أجواء مليئة بالحزن شيع عشرات الآلاف بمحافظات دمياطوأسيوط ومطروح والقليوبية وكفر الشيخ شهداء الوطن الذين راحوا ضحية الانفجار الغادر الذي وقع بكمين المطافئ بالعريش والمساعيد بشمال سيناء وسط هتافات منددة بالارهاب ومطالبة بالقصاص وأيضاً بتكريم الشهداء. أصدر اللواء مجدي عبدالغفار وزير الداخلية توجيهاته بإقامة جنازات عسكرية لجميع الشهداء بمسقط رأس كل منهم وشمول أسرهم بكامل الرعاية وفقاً للضوابط المعمول بها في الوزارة. مطروح- محمد السيد: ففي مطروح وفي جنازة عسكرية تقدمها اللواء مختار السنباوي مدير أمن مطروح ورئيس عمليات المنطقة الغربية العسكرية والآلاف من أبناء مطروح اتشحت مدينة مرسي مطروح بالسواد وامتزجت عبارات الرثاء بالدموع وتحولت التكبيرات إلي ملحمة وطنية في حب مصر أثناء انتظار جثمان الشهيد عبدالله عبدالرحمن نصر 21 عاماً ابن مطروح والذي استشهد بكمين المطافئ بالعريش ومن المفارقات ان يصل جثمان شهيد من أسيوط بدلاً من شهيد مطروح وتسليم شهيد مطروح في أسيوط الأمر الذي أخر مراسم الجنازة العسكرية وإجراءات الدفن. كشف والد شهيد مطروح أنه أحس بقرب استشهاد نجله لأنه لأول مرة يودعه بحرارة قبل سفره الأخير إلي سيناء. وقال إنه كان بصدد السعي لنقل ابنه من سيناء إلي مكان آخر بعد قضاء عام من الخدمة في كمين المطافئ لكن الشهيد رفض تماماً الوساطة وقال لي قبل وفاته بأيام أنا مش هسيب زمايلي ومش عايز حد يقول مطروح مجابتش رجالة وهفضل في سيناء. وتابع والد الشهيد: كل أفراد الأسرة فجعوا لهذا الحادث الأليم ولكن عزاءنا ان نجلي شهيد لم يمت ونسأل الله أن يكتبه مع الشهداء وأنا حزين علي الفراق. والشهيد عبدالله عبدالرحمن نصر وشهرته السيوي 21 سنة من مواليد محافظة مطروح شهر مارس عام 1996 من أسرة ميسورة الحال لها سمعة طيبة بين الأهل والعشيرة من أب مسن يعمل بالجمعية المركزية وأم و4 أشقاء ذكور و4 إخوة إناث وهو من أصل قبائل قرية نزه البوص مركز جهينة بمحافظة سوهاج. يذكر ان والد الشهيد وعائلته منذ الخمسينيات بمطروح وأصغر أبنائه في الأسرة هو الشهيد عبدالله. تقدم المحافظ نيابة عن عمد ومشايخ وعواقل والأجهزة الأمنية والتنفيذية بمحافظة مطروح بخالص التعازي لأسرة الجندي ابن وزارة الداخلية شهيد الواجب الوطني. أسيوط- محمود وجدي: وفي أسيوط أقامت مديرية أمن أسيوط جنازة عسكرية للشهيد حسن جمال حسن بمحل إقامته بقرية بني فيز بحضور اللواء علاء العياط نائب مدير أمن أسيوط لقطاع الجنوب والشرق وعدد من القيادات الأمنية من الأمن المركزي والبحث الجنائي وأدي بعدها الأهالي صلاة الجنازة بمسجد العقايلة بالقرية ووداع الشهيد. خيم الحزن علي القرية التي اتشحت بالسواد فخرجت نساؤها ورجالها لحظة الوداع بالبكاء والدعاء ترحما علي روح ابنها الشهيد المجند حسن جمال حسن من عائلة العقايلة الذي راح ضحية استهداف أحد الأكمنة بالعريش والذي استشهد فيها وهي العملية الارهابية الأخيرة التي استهدفت كمين المطافئ بالعريش. حسن له من الإخوة ثلاثة ذكور وثلاث إناث وهو أصغر أخواته وعائلهم الوحيد كما يقول عمه عطية عبدالعال عطية الذي تظاهر بالتماسك والقوة رغم الحزن الذي كسا ملامح وجهه. عرب بشهامته وحسن اسم علي مسمي واستحق التكريم في الدنيا والآخرة بإذن الله والموت اختفطه قبل ثلاثة شهور فقط من حفل زواجه. يقول أحمد شقيق الشهيد خلال اجازته الأخيرة قال لي: حاسس إني هموت هناك وفيه ناس متربصين في الليل وعايزين يضربونا وطالب ابن عمه باطلاق اسمه علي الشارع الذي يسكن فيه أو أحد مدارس القرية. القليوبية- مجدي الرفاعي: وفي القليوبية شيع أهالي كفر الشرفا القبلي مركز شبين القناطر في جنازة عسكرية وشعبية ومهيبة الشهيد محمدي ماهر رشاد من قوة قطاع الأمن المركزي الذي استشهد اثر استهداف التمركز الأمني بمبني الدفاع المدني بمحافظة شمال سيناء. خرج أكثر من عشرة آلاف مواطن من أبناء القرية والقري المجاورة لها يودعون ابنهم الشهيد في جنازة عسكرية وشعبية منددين بالارهاب الأسود الذي يحصد خيرة الشباب. حمل الأهالي الشهيد عقب الصلاة عليه في المسجد الكبير بالقرية بحضور اللواء مجدي عبدالعال مدير أمن القليوبية واللواء د.أشرف عبدالقادر مدير المباحث الجنائية والرائد أحمد فاروق جودة رئيس مباحث شبين القناطر. أمر اللواء عمرو عبدالمنعم محافظ القليوبية باطلاق اسم المجند الشهيد علي احدي المدارس بالقرية تخليداً لذكراه. دمياط- مكتب "المساء": وفي دمياط شيع آلاف المواطنين في جنازة مهيبة جثمان شهيد الواجب بدمياط المجند بلال عبده الزاهد البالغ من العمر 22 عاماً ابن منطقة الملقاة بعزبة البرج ضحية تفجير كمين المطافئ بالعريش بحضور اللواء نادر جنيدي مدير أمن دمياط وعدد من قيادات الشرطة واللواء سامي عبدالعزيز سكرتير عام المحافظة نائباً عن المحافظ الدكتور إسماعيل عبدالحميد طه واللواء ممدوح طه السكرتير العام المساعد وذلك من أمام مسجد البشري بعزبة البرج وتحولت جنازته إلي مظاهرة تطالب بمواجهة الارهاب مرددين هتافات تطالب بإعدام الارهابيين منها "لا إله إلا الله.. الشهيد حبيب الله" و"الشعب يريد إعدام الارهاب" مطالبين بالقضاء علي الارهاب وبحق الشهيد وزملائه الذين طالتهم أيادي الغدر والخسة. وقال عبدالحميد الزاهد 67 عاماً- صياد- والد الشهيد: كلنا فداء لمصر وأضاف: دم ابني وسام علي صدر كل مصري لأنه استشهد دفاعاً عن الأرض والعرض. أضاف في اتصال به كان قبل ساعات من الحادث وقال لي أنا طالع خدمة وكان بيطمن علي والدته لأنها مريضة لكني فوجئت بعد ساعات باتصال من زملائه أنه استشهد.