أعرب الرئيس التركي عبدالله جول عن الأسف لكون إسرائيل تري نفسها خارج المنظومة الدولية تتصرف ك "الولد الشقي" لأنها عمدت إلي اعتبار البحر المتوسط بحرها الخاص وهي بذلك لا تجنح إلي أمور واقعية في هذا الإطار وقال إنه كان ينبغي علي إسرائيل ان تقرأ الواقع والمتغيرات في المنطقة العربية بالذات ولكن يبدو ان اسرائيل لا تفعل ذلك بإمعان. قال جول خلال لقائه وفد من الصحفيين المصريين يزور تركيا حالياً إنه وللأسف فإن هناك حكومة حالياً في إسرائيل لا تري أن أمن إسرائيل يمر عبر السلام وهو السلام الذي لن يتحقق إلا بشكل مشرف مع جيرانها ولذلك فإنني أري أن اسرائيل للأسف دولة محرومة من رسم استراتيجيتها طويلة الأمد. أضاف أنه لو كان لدي اسرائيل هذه الاستراتيجيات لكانت قد رأت ان ينبثق من وجود سلام عادل ومشرف في المنطقة وبدلاً من ان تكسب اسرائيل صداقات في المنطقة تعمدت ان تكسب عداوات وهو ما يدل علي خطأ استراتيجيتها وهو قرار خاص بهم بطبيعة الحال. ورداً علي سؤال حول مدي تأثر العلاقات الأمريكية- التركية بالأزمة الاسرائيلية- التركية الأخيرة قال عبدالله جول ان اسرائيل بلد آخر وعلاقتنا معها ليس لها علاقة بعلاقتنا بالولايات المتحدة أو بأي شيء يحدث في علاقتنا بإسرائيل. وحول الدعم التركي للتحرك العربي الفلسطيني لحصول فلسطين علي عضوية الأممالمتحدة خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة أكد جول ان تركيا قدمت دعمها الكامل وأكدت أنها تدعم نشوء الدولة الفلسطينية وسوف نستمر في تقديم الدعم اللازم في هذا المجال. في الوقت نفسه كشف حسين عوني بوطصالي سفير تركيا لدي مصر ان حجم التبادل التجاري بين مصر وتركيا قفز من 1.1 مليار دولار عام 2006 ليصل إلي 1.3 مليار دولار العام الماضي منها نحو 900 مليون دولار صادرات مصرية لتركيا بزيادة 40% عن مستويات عام .2009 وأكد السفير التركي خلال لقائه الدكتور حازم الببلاوي نائب رئيس الوزراء وزير المالية وذلك قبيل مغادرة الببلاوي القاهرة في زيارة للإمارات لحضور مؤتمر وزراء المالية العرب بأبوظبي والذي يستمر لمدة ثلاثة أيام ان موقعي تركيا ومصر المميزين وثقلهما السياسي والجغرافي في المنطقة يؤهلان البلدين لقيادة المنطقة اقتصاديا حيث يبلغ مجموع عدد السكان في البلدين 160 مليون نسمة ومساحة الأرض 1.7 مليون كيلو متر مربع والناتج المحلي الإجمالي المشترك 800 مليار دولار والتجارة الدولية لهما 400 مليار دولار. ويأتي لقاء السفير التركي لنائب رئيس الوزراء ووزير المالية المصري في إطار الاعداد لزيارة رجب طيب أردوغان رئيس وزراء تركيا للقاهرة وهي الزيارة الأولي لرئيس وزراء تركي لمصر منذ 15 عاما. وقال السفير التركي ان العلاقات المصرية- التركية علاقات عميقة وطويلة ومع زيارة رئيس الوزراء التركي للقاهرة فإن هناك مرحلة جديدة سنشهدها حاليا وهي تمثل أساسا قويا لتحويل العلاقة بين البلدين لشراكة استراتيجية لتدعيم النمو الاقتصادي في كل من مصر وتركيا. وبالنسبة لتطور الاستثمارات التركية بالسوق المصرية أشار إلي ان الاستثمار الأجنبي المباشر التركي في مصر يبلغ حاليا 1.5 مليار دولار وتوجد 200 شركة تركية مسجلة في مصر هذا بالاضافة إلي 70 مستثمرا تركيا يستثمرون بصورة فردية فضلا عن استمرار المستثمرين والشركات التركية في العمل بمصر إبان الثورة فيما يبلغ عدد العمال المصريين العاملين في الشركات التركية نحو 50 ألف عامل يعملون في مجالات المنسوجات وتجميع الأتوبيسات والقطاع المالي وصناعة الزجاج والإنشاءات والطاقة والصناعات الغذائية والأدوات الكهربائية المنزلية. أكد الدكتور حازم الببلاوي عمق علاقات الصداقة والتعاون بين مصر وتركيا مشيدا بتطور العلاقات التجارية بين البلدين في السنوات الأخيرة خاصة بعد توقيع اتفاقية التجارة الحرة بين مصر وتركيا. قال إن الشراكة الاقتصادية بين البلدين سوف تمكنهما من قيادة حركة التجارة والاستثمارات في الأسواق الافريقية ومنطقة الشرق الأوسط. مشيرا إلي ان ذلك يتطلب تفعيل أدوات التعاون مثل المجلس الأعلي الاستراتيجي للتعاون الاقتصادي وتوقيع المزيد من اتفاقيات التعاون ومذكرات التفاهم بين البلدين للعمل علي زيادة التبادل التجاري والاستثمارات في مختلف المجالات والقطاعات خاصة في قطاع السياحة وبما يخدم أهداف التشغيل والتصدير والنمو الاقتصادي في البلدين.