بالرغم من كون حدائق الشلالات من أهم الحدائق المفتوحة بالإسكندرية والمقامة علي مساحة ثمانية أفدنة ليس لكونها تضم مجموعة من الأشجار النادرة فقط أو لانها بالحي اللاتيني أرقي أحياء الاسكندرية ولكن لكونها تضم قطعاً أثرية قيمة ومنها سور الإسكندرية القديم وصهريج ابن النبيه فإن يد الإهمال امتدت إليها لتتحول إلي خرابة فالآثار عاجزة عن حماية المنطقة الأثرية وتوفير الحراسة لها لتتحول إلي وكر لتعاطي المخدرات بينما عجزت المحافظة عن حماية الأشجار النادرة بعد ان تم إلقاء مخلفات الحفر داخل الحديقة لردمها وجفت البحيرات التي كانت المتنفث لأبناء الطبقة المتوسطة. وفي البداية يقول الخبير السياحي أحمد معاطي نحن أمام مهزلة بكافة المقاييس فبدلاً من حماية الجزء الوحيد المتبقي من سور الاسكندرية الأثري الهام خاصة وان المنطقة هي قبلة لزيارة السائحين لكونها علي الخريطة السياحية للمحافظة ولكنها تحولت إلي ملجأ للأعمال المنافية للآداب ليلاً وتعاطي المخدرات ونوم أطفال الشوارع لانعدام وجود الحراسة عليها أما الأثر نفسه فقد ناله الإهمال وتآكلت أجزائه دون وجود أي ترميم له محذراً: لن يتبقي للأثر وجود في ظل حالة الإهمال التي يعانيه وتخريب الصبية المارين للحجارة الأثرية والعبث بها. هاني عقل "عضو مبادرة حماية الاسكندرية" لقد كانت الشلالات من أكثر المناطق السياحية جذباً لابناء الاسكندرية قبل الوافدين إليها حتي انه تم بناء مسرح صيفي للثقافة الجماهيرية لتقديم عروضها عليه صيفاً الا انها أصبحت حالياً كدورة المياه العمومية فالرائحة الكريهة تنبعث منها نظراً لانها أصبحت ملجأ للمشردين والمدمنين فيقضون حاجتهم وينامون ليلاً علي الارض بعد ان ماتت اغلب الحشائش التي كانت توجد بالحديقة وزاد الأمر سوءاً هو أعمال الحفر التي تتم حالياً وإلقاء مخلفاته علي الأشجار النادرة والأثرية وبات اللصوص والبلطجية المختبئون بالحديقة يهاجمون المارة ليلاً ونهاراً. أما الطامة الكبري ان المنطقة تضم سوراً أثرياً هاماً وصهريجاً أثرياً أيضاً وبدلاً من وضع اضاءة ليلية تسود المنطقة الظلام وهو ما فتح المجال لأطفال الشوارع ليصبح الأثر مقراً رسمياً لهم مضيفاً بأن المحزن ان الآثار لا تضع سوي حارس واحد ينتهي عمله الساعة الثانية ظهراً ليترك باقي اليوم دون حراسة بالاضافة إلي غياب الدوريات الأمنية بالمنطقة في ظل الظلام الذي يسودها وأصبح من المعتاد ان نفاجأ في صباح كل يوم بالحقن الملقاة داخل الاثر منم بقايا المدمنين وبقايا الطعام من آثار أطفال الشوارع والمتسولين بالاضافة إلي المخلفات الآدمية من قضائهم لحاجتهم لتتحول المنطقة من منتجع سياحي إلي بؤرة مهجورة في أغلب أجزائها ومقلباً للقمامة ولا أدري من المسئول عن هذا الدمار. الدكتور هشام سعود خبير تطوير المناطق العشوائية وكان مسئول تجميل حدائق الشلالات خلال فترة تولي اللواء عبدالسلام المحجوب بعد ان كانت تعاني من الإهمال والتخريب الا ان وصل الامر اننا فوجئنا بوجود جثة داخل الحديقة خلال مراحل التطويروتم إعادة احياء الحديقة من جديد وتشغيل بحيرات المياه بها وتزويدها بالطيور وإنشاء مقاعد للزوار ولكن للأسف طالتها من جديد يد الإهمال وتحولت إلي قطعة مشوهة بوسط المدينة لعدم وجود إدارة معنية تكون مسئولة عن صيانة الحديقة والاهتمام بها وتأمينها والحفاظ عليها من الإهمال والتخريب. وأضاف سعود أنه في حالة استمرار الإهمال سيكون الحل الوحيد للمحافظة هو طرح الحديقة للخصخصة لكي تقوم شركة بتحمل مسئولية الحديقة والعمل علي صيانتها والاهتمام بها في ظل فشل المحافظة في الاهتمام بالمنطقة التي بها أهم حديقة بالثغر لكونها الحديقة العامة الوحيدة كما يمر بها سور الاسكندرية القديم الأثري. ومن جانبه أكد الدكتور السيد وجيه أستاذ أمراض النباتات بكلية الزراعة بأن الحديقة تعتبر حديقة متحفية لكون بها مزيجاً ما بين النباتات النادرة والمميزة والآثار القديمة التي تدل علي عراقة المنطقة حيث ان الحديقة بها أشجار الفيكاس والتين البنغالي وهي أشجار معمرة يزيد عمر كل منها علي المائة عام وذلك يؤكده حجم الأشجار العملاقة والتي يزيد قطرها علي الستة أمتار ولذلك فإن إهمال هذه الأشجار بهذه الصورة تعتبر جريمة حيث يظهر عليها علامات الإهمال من عدم انتظام الري بها وسوء الاهتمام بها ولكن حجم الشجرة وعمرها الطويل هو الذي يجعلها علي قيد الحياة حتي الآن رغم إهمالها حيث ان هناك حشرة تسمي التريبس والتي تهاجم هذه النوعية من الأشجار ولكن لضخامة الشجرة فإن الحشرات تهاجم الأفرع فقط ولكنها لا تستطيع مهاجمة الجزع الأصلي للشجرة. وأضاف وجيه بأنه علي المحافظة الاهتمام بحدائق الشلالات ووضع ميزانية لها تستطيع إنقاذها من حالة الإهمال التي تعاني منها ووضع إدارة تكون مسئولة عن صيانة الحديقة ونظافتها وتأمينها. الأثري أحمد السيد: هناك مشروع منذ ما يقرب من 10 سنوات بإنشاء سور حديدي حول المناطق الأثرية الهامة التي توجد بالمنطقة لحمايتها من أعمال التخريب التي تتعرض لها يومياً من الخارجين عن القانون والمارين بالشارع ولكن المشروع لم يدخل حيذ التنفيذ مما يؤكد علي ان ما تتعرض له المواقع الأثرية بالمنطقة هي مذبحة لطمس تاريخ المحافظة وهويتها بسبب تقاعس وزارة الآثار وهي الجهة المعنية بحماية تلك الآثار بحجة عدم توافر الأموال والميزانية اللازمة والتي أسفر عن تحول سورها الأثري إلي مرحاض تفوح منه الروائح الكريهة وتنتشر به المخلفات الآدمية بموافقة الآثار بالمحافظة التي لم تتخذ اي اجراءات لوقف هذه المهزلة وتقف في حالة استسلام بحجة عدم توافر الأموال اللازمة علي الرغم من وجود مكاتب إدارية للموظفين الاثار بجوار صهريج ابن النبيه الذي يقع علي بعد أمتار قليلة من البرج الغربي لسور الاسكندرية القديم ويمرون يومياً علي هذه المهزلة الأثرية. وأضاف سور الاسكندرية القديم هو السور الحامي للمحافظة وكان به أبراج دفاعية منها البرج الغربي الذي كان يبلغ طوله 20 قدم ويتكون من خمسة حجرات كانت تستخدم في الماضي لتخزين الزخائر والدفاع عن المدينة من الجهة الغربية.