ہ قالت لي: منذ سبعة أشهر ذهبت إلي مكتب الصحة لاستخراج شهادة ميلاد حفيدي وتطعيمه واختبار الغدة الدرقية واستلام كراسة التطعيمات للمتابعة.. فقيل لي الكراسة غير موجودة بعد أسبوع تتوافر.. مر الأسبوع والشهر تلو الشهر حتي بلغ عمر حفيدي سبعة أشهر.. انتابني الغضب لهذا الإهمال خاصة انني أضطر للتطعيم في "فاكسيرا" أو المصل واللقاح بعض التطعيمات خارج وحدات الأسرة والطفل.. وأحتاج لتسجيل كل ذلك في كراسة المتابعة.. وكانت المفاجأة أن الشكوي تكاد تكون واحدة من عديدً الآباء والأمهات.. وعندما سألت وما العمل قالت الموظفة قدموا شكوي للوزير لا يوجد وكلما أرسلوا لنا لا تكفي جميع المواليد في مكتبنا!! ثم عرفت أن الأمر يحل بخمسة جنيهات.. بينما أكدت الموظفة أن أزمة الورق هي السبب لكراسة تتكلف علي الدولة جنيهين لا أكثر ليتهم يحصلونهم منا فقد دفعنا في الذهاب والإياب أكثر من ثمن خمسين كراسة؟! ہہ قالت لي: بعد ولادتي عرفت ان ابني لن يتمكن من الرضاعة لأنه لديه حساسية من اللبن ولابد من لبن خاص وعندما سألت عرفت أن علبة اللبن بمائتين وخمسين جنيها ورفعوه عشرة بالمائة هذا الأسبوع.. فأصبحت أحتاج لستمائة جنيه كل أسبوع.. أو ألفين وأربعمائة جنيه كل شهر.. مرتب زوجي ألف وخمسمائة جنيه؟! ہہہ قالت لي: اشتكي ابني فذهبت للدكتور المشهور الذي يأخذ كشفًا ثلاثمائة وخمسين جنيها وفي الإعادة مائة وخمسين جنيها.. أي خمسمائة جنيه في الشهر وطالبني بالمتابعة كل خمسة عشر يوما؟! ہہہہ نقول.. لمن نشكو ولمن نتوجه لإنقاذنا من فساد الضمائر في وزارة المفروض أن تعتني بصحة المواطن فكان غلاء أسعار الدواء وتفريغ المستشفيات وفساد البنية التحتية وبالا لا يدفع ثمنه غير هذا المسكين الذي يطالبونه بالتبرع بقروشه البسيطة لمصر بينما يغلو عليه الأكل والشرب والدواء.. هل نشكو للوزير.. أم نشكو الوزير لرئيس الوزراء أم نشكو رئيس الوزراء للرئيس.. أم نشكو أنفسنا من أنفسنا.. فنحن نتاجر ببعضنا وندفع الثمن غاليا ضياع نفس ومستقبل وبلد.. وسلمة تؤدي للأخري هبوطا وليس صعودا.. فماذا نفعل ولمن نذهب والفساد الذي تغلغل في التربة المصرية فأنبتت هذا المسخ الذي لا يمت للشعب المصري المقاوم الذي كان نقاء ضميره وحبه لوطنه من أهم العلامات التي ميزته وجعلته في مقدمة الشعوب.. الفساد لم يعد رجلاً وامرأة بل أصبح منهجا للحياة وأسلوب تربية تشجع عليه غيبة القانون أحيانا أو بطء في تنفيذه أحيانا أخري.. الفساد منهج تربية يقدمه المدرس والمدرسة للطفل الذي تلقاه مجهزا وبالتالي أصبحت أجيالاً تسلم لأجيال!! لمن نشكو فما قيل وما سيقال لا يحل مشكلة فوزير الصحة بصفته وليس شخصه الذي تصل فيه الأحوال لهذا التدني لابد من إقالته فورا.. وزير التعليم الذي ينهار التعليم ويتراجع مستوي الطالب المصري بين طلاب العالم في عهده لابد أن يقال.. نحن ننهار ونسلم البلد تسليم أهالي لأعدائنا ولا عزاء للمصريين.