* يسأل م.أ. ل من الاسكندرية: تعرفت علي احدي الفتيات وتوطدت علاقتي بها ومع مرور الوقت ضحك علينا الشيطان ووقعت في الخطيئة معها.. فهل تجوز توبتي.. وماذا أفعل حتي أكفر عن ذنبي؟1! ** يجيب الشيخ أسامة موسي عبدالله من علماء الاوقاف الزنا من أقبح الزنوب وأعظمها وقد حذرنا الله سبحانه وتعالي من الاقتراب منه فقال سبحانه "ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا" وعن أبي هريرة رضي الله عنه- إن النبي صلي الله عليه وسلم قال "لايزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولايسرق حين يسرق وهو مؤمن. ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن" ومع كل هذا فإن من سعة رحمة الله بعباده انه وعد التائبين بقبول توبتهم مهما بلغت ذنوبهم فقال سبحانه "قل يا عبادي الذين اسرفوا علي أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم.. وفي الحديث إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتي تطلع الشمس من مغربها". ومن لوازم التوبة: الاقلاع عن الذنب. والابتعاد عن أسبابه. والعزم علي عدم العودة إليه. والندم علي مافات.. ثم اعلم- رحمك الله- أن من جنح إلي خطيئة. أو وقع في فاحشة فإنه إذا استغفر وتاب توبة نصوحاً. تاب الله عليه. ولايلزم اقامة الحد عليه- بعد ذلك- طالما أن امره لم يصل إلي القاضي. ولا شك ان الافضل في حقه ان يستتر بستر الله- تعالي- فإن رفع امره إلي القاضي فإقامة الحد عليه واجبة في تلك الحال لقول النبي- صلي الله عليه وسلم: اجتنبوا هذه القاذورات التي نهي الله عنها. فمن ألم بشيء منها فليستتر بستر الله- تعالي- وليتب إلي الله- تعالي- فإنه من يبد لنا صفحته نقم عليه كتاب الله. ولقوله صلي الله عليه وسلم "تعافوا الحدود فيما بينكم فما بلغني من حد قد وجب". وعن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: كل أمتي معافي إلا المجاهرون وإن من المجاهرة ان يعمل الرجل بالليل عملا. ثم يصبح- وقد ستره الله- فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا. وقد بات يستره ربه. ويصبح يكشف ستر الله عنه". وروي البخاري ومسلم عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: أتي رجل رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو في المسجد- فناداه. فقال: يا رسول الله. إني زنيت. فأعرض عنه. حتي ردد عليه- اربع مرات- فلما شهد علي نفسه اربع شهادات. دعاه النبي- صلي الله عليه وسلم- فقال: أبك جنون؟ قال: لا قال: فهل احصنت؟ قال: نعم. فقال النبي- اذهبوا به. فارجموه. ويؤخذ من قضيته: انه يستحب لمن وقع في مثل قضيته ان يتوب إلي الله- تعالي- ويستر نفسه. ولا يذكر ذلك لأحد. كما أشار به أبو بكر وعمر علي ماعز. وان من اطلع علي ذلك يستر عليه بما ذكرنا. ولا يفضحه ولايرفعه إلي الامام كما قال صلي الله عليه وسلم في هذه القصة: لو سترته بثوبك كان خيراً لك وبهذا جزم الشافعي رضي الله عنه- فقال: "أحب لمن أصاب ذنباً فستره الله عليه ان يستره علي نفسه ويتوب. واحتج بقصة ماعز مع أبي بكر وعمر." * يسأل عبدالحليم كامل: قال تعالي في سورة البقرة: "وإن كنتم علي سفر ولم تجدوا كاتباً فرهان مقبوضة" فهل قيد السفر في الآية معتبر أو أنه لامفهوم له. فيصح حينئذ الرهن في الحضر والسفر سواء؟ يجيب : قيد السفر جاء بناءً علي وصف الواقع وما تدعو إليه الحاجة وانه إذا لم يوجد كاتب فيوجد البديل وهو الرهن. والتوثقة اما ان تكون بالكتابة أو بالرهن الذي يمكن استيفاء الثمن من قيمته وقد ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام انه رهن درعه عند يهودي ومعلوم ان هذا في الحضر في المدينة فالرهن مشروع في الحضر كما هو مشروع في السفر.