كادت الناس تيأس من إصلاح أوضاع قصور الثقافة والقضاء علي الفساد المريع الذي يرتع بين جنباتها. فعلي الرغم من كل وثائق الإدانة التي تم نشرها فإن أحداً. حتي الآن . لم يتحرك .أو حتي يرد سواء بنفي ماجاء بها أو بتأكيده والتحقيق فيه. ولعل الحوار الأخير الذي أجراه الزميل بلال رمضان الكاتب والصحفي باليوم السابع مع د. جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق يكشف بما لايدع مجالا للشك حجم التواطؤ الرهيب الذي تم في تعيين سيد خطاب رئيسا لقصور الثقافة بعد أن عزله د. جابر عصفور من هذا المنصب. بل وأحاله للنيابة العامة متهما بالتزوير في محضر اجتماع مجلس إدارة الهيئة لصالح شركات المقاولات المتهمة هي الأخري بالفساد.. ولعل الوثائق التي سبق أن نشرناها وتوضح حجم التلاعب الذي تقوم به شركات المقاولات في قصور الثقافة تؤكد أن هناك . في الوزارة . من له مصلحة في بقاء سيد خطاب رئيسا للهيئة. ولعل عودة هذه الشركات للعمل بمشروعات قصور الثقافة فور تولي سيد خطاب رئاسة الهيئة للمرة الثانية. توضح للأعمي السبب الذي جعل حلمي النمنم. أو بمعني أدق حسن خلاف رئيس قطاع مكتب الوزير . يصر علي إعادة خطاب إلي رئاسة الهيئة . ففور تولي خطاب منصبه عادت الشركات للعمل . بل وللتزوير في المستخلصات الذي أوضحناه ونشرناه كاملا دون أن تتحرك أي جهة رقابية للتحقيق فيه. فوجئ بعودته في حواره مع زميلنا بلال رمضان قال الناقد الكبيرد. جابر عصفور. وزير الثقافة الأسبق. إن الكاتب الصحفي حلمي النمنم. وزير الثقافة الحالي. والكاتب الصحفي طارق الطاهر. رئيس تحرير جريدة "أخبار الأدب". هما من كشفا له تلاعب سيد خطاب. في أحد محاضر مجلس الإدارة. وأنه بناءً علي ذلك قام بتحويل الأوراق للنيابة العامة. إلا أنه فوجئ بعودة سيد خطاب إلي قصور الثقافة بعد خروجه من الوزارة. وقال جابر عصفور. في حواره ل"اليوم السابع" بشأن عودة سيد خطاب ل"قصور الثقافة": جاءني كلام من اثنين من مجلس إدارة قصور الثقافة أحدهما الكاتب الصحفي حلمي النمنم. الذي أصبح وزيراً للثقافة الآن. والكاتب طارق الطاهر. رئيس تحرير جريدة "أخبار الأدب". وكنت قد عينتهما في مجلس الإدارة . وقالا لي إن محضر مجلس الإدارة بشأن تحويل شركات المقالاوت المسئولة عن بناء عدد من قصور الثقافة إلي النيابة العامة قد عدل وتحول إلي المستشار القانوني. وأضاف "عصفور": يعني بدلاً من أن يكون النص إلي النيابة العامة إذا بالنص يتحول إلي المستشار القانوني. وبناءً علي ذلك. قمت باستدعاء سيد خطاب. وسألته عن ذلك. وأوكلت الموضوع إلي المستشار القانوني. والمستشار القانوني الآن قاض مهم جدًا. وأخذت برأيه فقال بأن هذا ينبغي أن يحال إلي النيابة العامة فوراً. وعلي هذا الأساس أحيل سيد خطاب إلي النيابة العامة. ومن ثم خرجت من الوزارة والأوراق في النيابة العامة. وتابع جابر عصفور: بعد ذلك. هل سحبت الأوراق من خلال وزير الثقافة؟ أو من خلال مكتبه؟ أنا لا أدري. وكل ما أعرفه هو انه حتي الآن توجد شكوي مقدمة إليها رسمياً من وزير الثقافة. الذي لم يعد موجودًا الآن. وهذه الشكوي هي جناية تزوير. فكيف أسمح له بالوجود علي رأس هيئة من أهم الهيئات؟ فكانت النتيجة إقالته بوضوح. ولست نادماً علي ذلك. ولكن فجأة وبعد فترة أتي به الكاتب حلمي النمنم. والله أعلم بالأسباب. اسألوا النمنم وبسؤاله هل تحدثت مع حلمي النمنم في ذلك؟. أجاب "عصفور": لا. نحن أصدقاء أعزاء. وهو في مقام تلميذي. وأثق فيه. ومن الآداب العامة أنه بعد خروجي من الوزارة ألا أتحدث مع الوزير القادم في أمور الوزارة. علي الرغم من أنني اندهشت جدًا. خاصة وأنه كان من الشهود علي التزوير في المحضر. وكان حاضراً. وهو من أبلغني. و"النمنم" موجود. وطارق الطاهر موجود. يمكنك العودة إليهما. وحول ما كان ينص عليه هذا المحضر؟. قال "عصفور": كان يقول بأن هناك عددا من الشركات متهمة بالفساد المالي. وهذا الفساد المالي له علاقة بالمشروعات التي تنفذها لقصورالثقافة . وأن بعض الموظفين الفاسدين في قصور الثقافة مشاركون في هذا الفساد إلي درجة أن واحدا منهم قام بعمل شركة مقاولات وكانت تعمل مباني لهيئة قصور الثقافة. وهذا الكلام أبلغت به. قمت بتحويل الأمر برمته إلي النيابة. وللعلم. حلمي النمنم. وزير الثقافة شاهد علي هذا مع طارق الطاهر. ولا أظن أن كليهما يمكن أن ينكر ذلك. لدرجة أن طارق الطاهر أرسل لي صورة ضوئية من المحضر الذي تم تزويره. وحتي الآن طارق الطاهر لن ينكر هذا. ولا حلمي النمنم أيضًا. وبالإمكان العودة إلي المستشار وديع حنا الذي قام بالإجراءات القانونية الخاصة بإحالة سيد خطاب إلي النيابة العامة. ولكن ما الذي جري؟. وما الذي أغلق الموضوع هل أحد وزراء الثقافة قام بإرسال خطاب إلي النيابة العامة لإقفال التحقيق؟. وعاد سيد خطاب. وهنا ليس لي الحق أن أسأل حلمي النمنم. وعلي فكرة سألته وقال لي لم تعد هناك قضية أمام النيابة العامة. كيف؟ الله أعلم. هذه أسئلة يجيب عليها. هذا ماقاله د. جابر عصفور في حواره . والرجل لايكذب لأن لامصلحة له في ذلك . ثم إنه من قام بتعيين سيد خطاب رئيسا لقصور الثقافة وهو نفسه من قام بعزله وإحالته للنيابة العامة عندما اكتشف تزويره.. وتبقي الأسئلة حائرة ومعلقة: لماذا أعاد حلمي النمنم. وهو الذي كشف واقعة التزوير. سيد خطاب إلي رئاسة الهيئة. وماذا تم في أمر إحاله عصفور لسيد خطاب إلي النيابة. ولماذا أسرع سيد خطاب فور توليه رئاسة الهيئة بإعادة شركات المقاولات المتهمة بالفساد إلي العمل مرة أخري؟ هل من مجيب يابلد.. أين الجهات الرقابية التي نثق تماما في إخلاصها ووطنيتها.. لماذا السكوت علي هذه الوقائع الدامغة والثابتة والموجود عليها شهود منهم . وياللعجب . وزير الثقافة حلمي النمنم الذي عين من اتهمه بالتزوير رئيسا للهيئة التي زور في محاضر اجتماعات مجلس إدارتها.. هل يوجد مثل هذا العبث في أي دولة في العالم .. ثم تطلبون من الناس أن يصبروا ويتقشفوا ويتحملوا وأنتم ترون الفساد عيني عينك وترفضون التحرك لمواجهته.