هل من الممكن أن تصبح شخصاً آخر مختلفاً عن شخصيتك الحقيقية في نفس الوقت؟ هذا التساؤل تسعي مسرحية "واحد ثاني" التي تعرض حالياً علي خشبة مسرح الطليعة للمؤلف مصطفي سعد الإجابة عليه اعتماداً علي تناول التحليل النفسي للأحلام المكبوتة عندما يعجز الإنسان عن تحقيقها بطريقة سوية وذلك لتعارضها مع أخلاقيات الواقع التي تكبح جماح هذه الأحلام وتحد أو تمنع ظهورها علي المستوي العملي الملموس. المسرحية من نوعية مسرح الاستفهام القائم علي الإثارة والتشويق بهدف توليد تساؤل المشاهد تجاه ما يحيط واقعه من أفعال ومواقف تستلزم التفسير والفهم من خلال تجميع مجموعة من البشر يعانون كلهم من عرض الأحلام المكبوتة بسبب عجزهم عن تحقيقها ومن ثم قاموا بكبتها داخل مستوي اللاشعور لكل منهم ولكن بمرور الوقت تعود هذه الأحلام إلي الظهور بشكل مفاجئ في مختلف تصرفات هؤلاء البشر بطريقة لا إرادية أبرزها المؤلف في معالجته لشخوصه الدرامية عن طريق مفردات التقابل والإعادة والتكرار سواء بتقديم المواقف أو بتأجيل الأحداث. بخصوص الإخراج استطاع المخرج شادي سرور تفسير نص هذه المسرحية من خلال إبراز مستويات مناطق الأكشن "الإثارة والتشويق" بين مشهد وآخر وتوظيف كسر واقعية الأحداث في توليد كوميديا المفارقات والتناقضات الحركية واللفظية بين أداء ممثل وآخر. وعن أداء الممثلين. قام ببطولة المسرحية الفنان أحمد صيام بتمكن فني عال بجانب مجموعة من شباب فناني مسرح الطليعة تألق من بينهم كل من إيناس شيحة وعمرو عبدالعزيز ومجدي البحيري ومحمد عبدالعزيز وهاني سعد وحسام حمدي وإيهاب بكير وطارق هاشم ونهي الكيال وياسر زهدي ومازن المونتي ومحمود كابو وإسماعيل محمد ومحمد عبدالعزيز ومحمد عبدالوهاب موسيقي محمد حمدي رءوف تصميم رقصات ضياء شفيق كما ضمت المسرحية عدداً كبيراً من الوجوه الجديدة الشابة.