يفتتح الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم مشروع الأحياء المائية للاستزراع السمكي التابع لهيئة قناة السويس والذي يعد أكبر نموذج للاستزراع السمكي في العالم ومنفذ علي مساحة 5 آلاف فدان ويضم 3 آلاف و828 حوضا سمكيا. ومن المنتظر أن ينتج مليون طن من الأسماك البحرية سنويا. وتبلغ تكلفة البنية الأساسية الخاصة بمشروع المزارع السمكية 650 مليون جنيه. قال الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس إن المشروع مصري مائة في المائة ويهدف في المقام الأول إلي رفع مستوي الأمن الغذائي في مصر. وقال: إن عدة دول تقدمت لتنفيذ هذا المشروع لكننا صممنا أن يكون المشروع مصريا باستثناء استيراد الزريعة من إيطاليا واليونان والسعودية. وأكد الفريق مميش انه فور إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسي افتتاح المشروع سيتم طرح أول إنتاج غدا في الأسواق للمواطنين داخل منافذ تابعة لهيئة قناة السويس وستكون في متناول الجميع وأقل من الأسواق بنسبة 25% ويمكن أن تكون هناك تخفيضات كبري بمناسبة الافتتاح. وعن فرص العمل التي سيقدمها المشروع قال مميش: "انه بحلول عام 2017 سيكون إجمالي إنتاج هذا المشروع من 40 إلي 50 ألف طن سنويا من الأسماك ويتم تدريب مجموعة من الشباب علي عملية الاستزراع السمكي بجامعة قناة السويس للعمل به". مشيرا إلي أن الرئيس سوف يعلن عن تسليم 12 مركب صيد للشباب من أبناء الصيادين المستوفين لكافة الشروط التي تم وضعها للاستفادة من هذا المشروع من بين مائة مركب صيد سيتم تنفيذها في ترسانة بورسعيد البحرية. وأوضح أن المشروع ليس إنشاء مزارع سمكية فحسب بل هي صناعة متكاملة للأسماك تتضمن كذلك عملية تجميد وتقطيع وتوزيع لهذه الأسماك مؤكدا أنه يوفر فرص عمل كثيرة جدا للشباب. وأشار مميش إلي أنه علي الرغم من الموقع المتميز لمصر وسواحلها فإننا لم نحقق الاكتفاء ولدينا عجز يقدر بنحو 1.8 كيلوجرام للفرد وسيوفر المشروع كل المنتجات السمكية حتي الفيليهات والأسماك نصف المطهوة ولذلك تمت الاستعانة بجهات بحثية عديدة مثل المركز القومي لعلوم البحار. وأضاف مميش انه لا توجد أي منافسة بين مشروع الاستزراع السمكي والصيادين فالمشروع يفتح مجالا للتنوع وليس للمنافسة ولا نسعي لإنتاج الأسماك الشعبية المطروحة بالأسواق بل هدف المشروع إنتاج الأسماك الفاخرة إضافة إلي إنشاء مصانع أعلاف ومصانع للتعبئة والتغليف وتصنيع الأسماك بطول المجري الملاحي لضمان الريادة بالمنطقة لأن مشروع الأحياء المائية هو أكبر مشروع للاستزراع السمكي في العالم كله ويعتبر نواة للمشاريع القومية لنقل مصر إلي مصاف الدول المتقدمة في الإنتاج السمكي. كما أن للمشروع أبعادًا اقتصادية وسياسية فمع استكمال مراحل المشروع ستستطيع مصر إنتاج ضعف ما تنتجه 18 دولة من دول البحر المتوسط وهناك دراسات علمية تؤكد حدوث نقص في البروتين الحيواني مستقبلا. لذلك جاء دور مشروع استزراع الأحياء المائية لتعويض النقص ووصولا إلي حد الاكتفاء الذاتي وتحقيق الريادة المصرية. وأكد رئيس هيئة قناة السويس ان نسبة الربح في مشروع الاستزراع السمكي تصل إلي 40% وسيغير خريطة إنتاج الأسماك في مصر وهناك مرحلة ثانية من المشروع ستتضمن مصنعا للعلف والمفرخ ومصنعا للتعبئة والتغليف وإنشاء الوحدة البيطرية والمعامل. إضافة إلي وجود قرية سكنية متكاملة للعاملين بالمشروع وكلنا نعمل من أجل مصر ومن أجل الصالح العام وفي مصر نفتقد أسماك المياه المالحة ولذلك حرصنا علي إنتاج الأسماك البحرية بعد ضخ 9 آلاف متر مكعب من المياه يوميا في كل حوض ويتم صرف نفس الكمية لتنقيتها بمعني أن لكل متر مكعب في حجم الحوض يدخل 1.5 متر مكعب في اليوم وتخرج نفس الكمية حتي يكون الأوكسجين مناسبًا للأسماك وتصبح الأمونيا منخفضة لتكون الأسماك في أحسن حالاتها لمقاومة الأمراض وسرعة النمو كما ستشمل المرحلة الثانية زرع بحريات في المصرف الرئيسي لأنها تنقي المياه من كل الشوائب وسنقوم بزراعة الطحالب في المراحل الأخيرة للصرف لأنها تقضي علي الأمونيا وكل ما هو ملوث في المياه. وأضاف "كل شيء مدروس جيدا ولا مفاجآت بعد تلك الدراسات فنحن نعمل بطريقة علمية بحتة ونستعين بأكبر الجهات البحثية ونتابع كل شيء عن كثب ومن المعروف أن سبب نجاح القوات المسلحة هو المتابعة الجيدة فنحن نبدأ المشروع ونتابعه جيدا حتي النهاية".