** سيدتي: عمري 20 عاما بدون عمل.. بدون شهادة.. بدون أي شيء والسبب أمي.. لن أغفر لها ما فعلته في.. لقد دمرت حياتي والسبب رغبتها في أن تربط أبي بجوارها ووسيلتها لذلك الانجاب.. نعم خوفها من أن يطير أبي منها لسيدة أخري جعلها تنجب له أطفالا كثيرين وصلنا لسبعة وكنت أنا الكبري الثمن الذي دفعته من عمري وحياتي. منعتني أمي من تكملة تعليمي كي أساعدها في خدمة اشقائي ورعاية البيت بعد أن فقدت صحتها نتيجة كثرة الانجاب ولم أقصر في شيء ولكنني الآن أشعر أنني ظلمت.. ظلمتني أمي من حقي في التعليم ومن أن يكون لي الزوج الذي ينتشلني من هذه الحياة البائسة الفقيرة المتخلفة.. حرمتني أن أكون كفتيات كثيرات يذهبن الآن للجامعة وهن في مثل سني وبعضهن أقل مني رغبة في التعليم. يا سيدتي لن أسامح أمي وأشعر تجاهها بغضب وكراهية شديدة وأحيانا عندما تمرض لا أشعر ناحيتها بالشفقة حتي أنني أحيانا أمثل أنني نائمة حتي لا ألبي نداءها لأقضي لها حاجة.. بل استمتع بتعذيب أبي لها عندما يسبها لأي تقصير.. أنا لا أجد مبررا يجعلني أحب هذه السيدة التي دمرت حياتي وجعلتني جاهلة مثلها.. فهل لديك حل لي لقد استمعت إليك في ندوة وأنت تتحدثين عن فضل الأم وكنت أريد أن اسألك أي أم تقصدين الأم التي تدمر عيالها أم الأم التي تربيهم تربية صحيحة ولكنني اكتفيت بأن أخذ رقم هاتفك لأكلمك وتردين علي أرجوك لا تبخلي بالرد من خلال جريدتكم لعل الأمهات القاتلات كأمي لا يفعلن هذا ببناتهن. ** عزيزتي: لن أنكر عليك غضبك.. ولا حزنك.. ولا ثورتك.. هذه مشاعر طبيعية جدا ومن حقك ولكن احذري التمادي فيها حتي لا تكوني كالنار تأكل نفسها إن لم تجد ما تأكله.. وتعالي نتحدث من البداية وأرجو أن تستمعي لي بهدوء طالما قبلتيني حكما ورضيت بي مستشارة لك. أولا حملتك أمك ضعفا علي ضعف.. ورعتك وكبرتك تحملت مرضك وأنت صغيرة وقامت علي رعايتك ولاعبتك ودللتك حتي كبرت كل المرحلة التي أحدثك عنها من الأشياء الجميلة التي قدمتها لك أمك.. ألا تشفع لها! ثم هي تبدأ الخطأ في حق نفسها أولا ثم في حقك ولكنها مؤكد لم تكن تقصد أن تؤذيك.. هي أم جاهلة لا تعرف أن الرجل لا يربطه عشرة أطفال ولا مائة.. وتبعت في التفكير نصيحة الجاهلات اللاتي نصحنها بذلك وكنت أنت ضحيتها الثانية بعد نفسها.. منعتك عن التعليم الذي لا تعرف قيمته لأنها غير متعلمة ولا تدري قيمة العلم ولهذا هي لا تتعمد ذلك هي لا تعرف.. ثم هي تعتقد أن الحياة للأنثي هو الزواج والانجاب وهذا من وجهة نظرها لا يحتاج للتعليم بدليل أنها تزوجت دون أن تتعلم.. إذن يتوفر للأم هنا حسن النية نتيجة جهلها لا كراهيتها لك. إذن أنت ضحية أب وأم جاهلين وليست أمك وحدها.. ولكن هل يليق بفتاة أن تكره أمها حتي وإن فعلت هذا بها؟ لا يا ابنتني الأم التي أوصي بها النبي الكريم حين سأله الصحابي من أحق الناس بحسن صحابتي قال أمك.. ثم من.. قال أمك.. ثم من.. قال أمك.. ثم من.. قال أبوك.. كما قال النبي حين سأله أحد الصحابة أيضا يا رسول الله لقد حملت أمي علي كتفي وطفت بها الكعبة فهل أديت حقها قال له النبي ولا بزفرة.. وهو يقصد زفرة ألم وآه مما تتكبده الأم حملا وولادة. هذه هي الأم التي أوصي بها النبي والتي جعل الله الجنة تحت قدميها.. فهل يليق بنا الآن أن ننتقم منها فنمثل النوم كي لا نقضي لها حاجة أو نتشفي في قهر والدك لها؟ لا يا ابنتي هذه قسوة سترد إليك فالله يؤجل العقاب للآخرة إلا عقوق الوالدين يقضيه في الدنيا ويحاسب عليه في الآخرة. أخطأت أمك لا جدال ولكنه خطأ الجاهل غير المتعمد ولذلك عليك بالسماح.. ولم تخسري إلا سنوات من عمرك ومازال في العمر بقية. عليك بالتوجه لمحو الأمية ثم تدرسين ولو من خلال البيت وقد تصلين للجامعة.. التعليم ياعزيزتي لا عمر له مادمت راغبة ومستعدة لدعمك أيضا المهم أن تكوني سوية النفس ولا تمليء النفس كراهية فتخسري نفسك.. كوني لأمك كما تحبين أن تكون ابنتك لك في المستقبل وتأكدي أن هذا كله دين يرد إليك آجلا أم عاجلا.. كوني الفتاة التي ترد جميل الأم التي كبرتك وجعلتك الآن شابة.. فلا تردي عطفها بعقابها عن جهل أورثته بفعل مجتمع لم يحرص علي الكثير من الأمور. ابحثي عن مستقبلك ولا تعلقي تكاسلك علي شماعة الأم بعد الآن كبرت وعليك تغيير المسار وأبدا اياك وعدم مسامحة والدتك أو أي إنسان آخر فالقلب الذي يمتلئ بالكراهية ابدا لا يعرف الحب.