أخويا معملش حاجة.. قبل ماتعدموه كنتم حاسبوا حسان وبرهامي والحويني وغيرهم اللي وصلوه لكده"..!!! هذه العبارة أطلقتها سوزان محمد إبراهيم اخت السفاح عادل حبارة وهي تصرخ بأعلي صوت أمام مشرحة زينهم أثناء استلام أسرتها لجثمانه بعد إعدامه قصاصاً لقتله 25 مجنداً في مذبحة رفح الثانية. فلنتجاوز تعبيرها "اخويا معملش حاجة" لأنها اخته التي تدافع عنه ولو بالباطل وحتما هي مغيبة العقل مثله.. لكنها ألقت بقنبلة مدوية دون ان تشعر وفي محلها حين قالت "كنتم حاسبوا حسان وبرهامي والحويني وغيرهم اللي وصلوه لكده". هذا هو كلام الذي يجب أن نتوقف أمامه كثيرا ونعيد النظر من الألف إلي الياء في منظومة الافتاء والدروس الدينية بالجوامع والمناهج الأزهرية والمرجعيات التراثية لأنها المستنقع الآسن الذي يفرز إرهابيين أمثال عادل حبارة ومحمود شفيق واسلام يكن ومحمود الغندور وغيرهم. من ينكر أن يوسف القرضاوي "مفتي الارهاب" هو أحد الأبواق القذرة التي ساهمت بشكل كبير في صناعة التنظيمات الارهابية المختلفة انطلاقا من فكر سيد قطب الإخواني..؟؟ ومن ينكر أن محمد حسان وياسر برهامي وأبو اسحاق الحويني وحتي الأهطل وجدي غنيم الذي يعيش في "طشت أمه" بفتاواهم الضالة المضللة محوا عقولا وعموا أبصارا وشكلوا فكرا ارهابيا ليس ضد الأقباط فقط حيث أفتي بعضهم بقتلهم وحرق وهدم كنائسهم وأفتي البعض الآخر بعدم تهنئتهم في أعيادهم أو توليهم الوظائف بل ايضا بتكفير المسلمين الذين لا يسيرون علي نهجهم ولا يتبعون قبلتهم استنادا إلي أحاديث زعموا انها نبوية وإلي وقائع لا دليل عليها..؟؟ إن "مفتي الارهاب" وصبيانه هم "الماكينة" التي تصنع الارهابيين بكلام معسول وأسانيد مجتزئة من التراث وقلب للآيات القرآنية بما يخدم اهدافهم مستغلين تدني المستوي المعيشي والتعليمي والثقافي والديني لدي البعض. إن هؤلاء الضالين المضللين يصنعون بفتاواهم التي لا تمت لصحيح الدين بأية صلة قنابل موقوتة تعيش وسطنا.. في بيوتنا واعمالنا ووسائل مواصلاتنا وشوارعنا ومدارسنا وجامعاتنا واسواقنا وانديتنا ومقاهينا وفي كل مكان يجمعنا. لقد طالب الرئيس السيسي مرارًا بتجديد الخطاب الديني وتعديل القوانين الجنائية لتحقيق العدالة الناجزة.. وبمنتهي الصراحة اقول ان المواجهة الأمنية والتعديل في القوانين لن يقضيا بمفردهما علي الارهاب إلا إذا تحقق الضلع الثالث وهو المواجهة الفكرية أي التعامل بحسم مع مصادر وادوات "صناعة الإرهابي" والذي نجمله في عدة خطوات وفي توقيت واحد. * أولاً.. غربلة التراث "المصدر الأساسي للارهاب".. نحن نحترم شخوص هذا التراث لكن لا أحد منهم ولا لمؤلفاتهم له تقديس.. لا تقديس لشخوص بعد الرسول الكريم ولا تقديس لأي نص إلا ما هو قطعي الدلالة قطعي الثبوت.. وبالتالي فإن كثيرا من الاحاديث النبوية يجب أن نخرج فيها من الدائرة الضيقة التي حصرنا انفسنا فيها طوعا أو كرها ونكمل ما بدأه البخاري ومسلم وغيرهما من جهد نثمنه ونحترمه.. جهدهم ليس نهاية المطاف أو يحرم الاقتراب منه أو المساس به بل بدايته.. لا تتهموا من يجتهد بازدراء الاديان.. البخاري ومسلم وغيرهما من المجتهدين العظماء لكنهم في النهاية بشر يصيبون ويخطئون ولم يأتوا بقرآن منزل. * ثانيا.. إعادة تقييم مناهج الأزهر.. ارجعوا إلي كثير مما يستند إليه الدواعش وغيرهم وسوف تجدون انه كان أو مازال يتم تدريسه بمعاهد الأزهر وجامعته علي انه من ثوابت الدين.. أعلم ان إعادة التقييم بدأت فعلا.. لكن الأمر يحتاج إلي سرعة اكبر وإعلان النتائج علي الملأ. * ثالثاً.. وهذا مهم جدا لأنه "الخلاط" الذي يتشكل فيه الارهابي.. إلا وهو سبهللة الفتاوي.. ليس معقولا ابدا ان كل من حفظ كام آية وحديث يفتي ويغرس "حبة" ارهابية في عقول ضعيفة أو شاردة أو غاضبة أو ضحلة.. ليس معقولا ابدا ان كل منتم لتيار سلفي أو وهابي أو اخواني يفتي بما يخدم اتجاهه وتياره ودون ان يحاسبه أحد..!! ما هذا السيبان والسيلان في الفتاوي الضالة المضللة؟؟.. لابد أن تصدر قوانين تحرم وتجرم الفتوي من غير الأزهر ودار الافتاء تحديدا وحصرا.. ومن أراد من غيرهما ان يفتي فليترك البلد ويحيا في بلد يناسب فكره الشاذ. * رابعاً.. السيطرة علي كافة المساجد والزوايا في شتي ربوع مصر من اقصاها إلي اقصاها.. لأن الارهابي يتخرج فعليا في مساجد وزوايا بعينها وفي محافظات بذاتها معروفة للكافة.. اين وزارة الاوقاف من هذه المهزلة وذاك "العك" المدمر..؟؟ الموضوع أكبر من ان تستوعبه هذه المساحة الضيقة.. ولذا لن نتوقف عن الخوض فيه وفي مصادره وادواته مرارا ولن نترك هذه القضية الخطيرة دون تعرية كل جوانبها. والله المستعان