تأجيل مباراة القمة بين الأهلي والزمالك في ختام الدور الأول من مسابقة الدوري أصبح أمرا ملحا ومنطقيا لصالح منتخبنا وفريقي القمة أيضا لأن موعدها المقرر يوم 23 ديسمبر الجاري وقبل أيام من معسكر المنتخب هو موعد غير مناسب بالمرة.. فالمهمة الكبري لمنتخب مصر في بطولة كأس الأمم الافريقية منتصف الشهر المقبل مهمة لا يستهان بها لأن الفراعنة هم سادة افريقيا في هذه البطولة الافريقية "سبعة ألقاب" وقد عادوا إلي البطولة بعد فشل متكرر مع آخر ثلاث نسخ. ولابد أن تكون العودة لهذه البطولة عودة قوية ومؤثرة وذات صدي علي مستوي القارة لان الحالة التي سيكون عليها منتخبنا في الجابون سيكون لها تأثير مباشر علي باقي مسيرته في تصفيات بطولة كأس العالم خاصة ان الفراعنة يلعبون مع منتخبي غاناوأوغندا في البطولتين الافريقية والمونديالية وهناك روح تحد ورغبة في الثأر من منتخب غانا لمنتخبنا بصفة خاصة. كما أن منتخب أوغندا سوف يكشف عن كل قوته في البطولة الافريقية ليأخذ ورقة رابحة علينا قبل الجولتين المرتقبتين مع منتخبنا في تصفيات كأس العالم.. ومجمل الكلام ان التحديات أمام منتخب مصر في الفترة القادمة كبيرة جدا وتستحق أن نكون في أحسن حالة وأن نخوض فترة إعداد قوية تشمل كل العناصر الأساسية في المنتخب.. وبما أن أغلب هذه العناصر من الأهلي والزمالك بالإضافة إلي مجموعة المحترفين فيصبح تأجيل لقاء القمة أمرا ملحا ومنطقيا بعد أن بلغ الإجهاد مداه لجميع الفرق بسبب تلاحق مباريات الدوري دون فرصة حقيقية لالتقاط الأنفاس والاستشفاء وعلاج المصابين.. وبالفعل فقد خسر الأهلي والزمالك عددًا غير قليل من اللاعبين وأغلبهم من الدوليين المؤثرين في الناديين ومع المنتخب أيضا وسيكون الضرر كبيرًا جدا إذا أقيمت هذه القمة قبل تجمع لاعبي المنتخب وقبل تجريبية تونس التي تمثل مفترق طرق كما انها التجربة الوحيدة قبل السفر إلي الجابون ولابد أن يظهر المنتخب في كامل عنفوانه وقوته وتجانسه في كل خطوطه.. والعكس هو الذي سيحدث إذا أقيمت مباراة القمة وسط الأجواء الحماسية جدا والتي قد تؤثر علي سلامة نجوم الفريقين لأنها ليست مباراة قمة عادية في ظل حسابات الفريقين.. فالأهلي يريد أن يضعف الفارق الحقيقي مع الزمالك بعد أن خدمه بالفعل مع جميع المنافسين الآخرين.. والزمالك بدوره سيقاتل لإزالة هذا الفارق وتعويض غيابه عن الصدارة من بداية الموسم وهذه ستكون فرصته الأساسية للتقدم وإعادة الاستقرار للفريق بعد سلسلة من التقلبات المزعجة لجماهيره.. لذلك فإن القمة القادمة حساسة جدا وستكون عصيبة وأيا كانت نتيجتها ستكون مؤثرة سلبيا علي المنتخب واستعداداته في معسكره الذي سيبدأ بعد المباراة مباشرة.. لذلك فإن في التأجيل فوائد عديدة سواء للمنتخب أو الفريقين وأيضا للأجواء العامة بعد أزمة الحكام والتهديدات الصوتية بالانسحاب من المسابقة.. ومن الحكمة أن نبعد قليلا عن هذه الأجواء التي أصابت الجميع بالتوتر وأن نرفع شعار "منتخب مصر أولا".. وهذه حقيقة لا يختلف عليها اثنان بدليل الحشد المصري الهائل في مباراتنا مع غانا في ستاد برج العرب.. فالمنتخب له حق علي الجميع والتأجيل لما بعد العودة من الجابون لن يضر الأهلي أو الزمالك في أي شيء وأتوقع من المستشار مرتضي منصور رئيس الزمالك والمهندس محمود طاهر رئيس الأهلي موافقة فورية علي قرار التأجيل إذا صدر بل أتوقع أن يتنفس كل من حسام البدري ومحمد حلمي الصعداء لأن أي من الفريقين ليس في أحسن حال لخوض هذه القمة يوم 23 ديسمبر.