بعد ان ظلت جائزة نوبل للآداب مطمحا لأدباء العالم. وأدباء العالم الثالث تحديداً. باعتبارها الباب السحري لتحقيق العالمية. بدأ الكثيرون - ومن بينهم أسماء مهمة - في مناقشة بواعث منح الجائزة. الاهداف التي تسعي اليها لجان نوبل. وهل صارت السياسة جزءا من حيثيات الجائزة. جاء ذلك بعد فوز المغني الأمريكي بوب ديلان بالجائزة. ووضع مانحيها في مأزق عندما اعتذر عن حفل تسليم الجوائز في استوكهولم. لانشغاله بأمور أخري! يستعرض الناقد شوقي بدر يوسف تاريخ الجائزة. فمنذ عام 1901 وهي تمنح نفسها الي المتميزين من أدباء العالم في كافة المجالات الأدبية الذي يستحقونها والذين لا يستحقونها. لكنها هذا العام ذهبت الي الذي لا يستحقها بجدارة. الموسيقي والمغني الأمريكي بوب ديلان. والجائزة باعتبارها جائزة آداب وليست جائزة فنون من الضروري لان يكون الذي يستحقها مبدعا في المجالات الأدبية شاعراً او روائيا او قاصا. لكن الجائزة منذ عام 2015 بدأت تغير مسارها في غموض شابه علامات استفهام بدأت تطل من خلال الجائزة. فقد منحت الجائزة العام الماضي للصحفية البيلاروسية سيفتيلانا الكسيفيتش عن اعمالها الحكائية الصحفية. ثم جاء عام 2016 وحصل عليها هذا المغني. والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا السياق لماذا لا تنشأ أكاديمية نوبل جائزة جديدة تسمي جائزة نوبل للفنون تمنحها لمن تشاء من الفنانين علي كافة انواعهم؟ لقد فقدت لجنة نوبل للآداب مصداقيتها هذا العام بسبب منح جائزتها لهذا الموسيقي الصهيوني المدعو بوب ديلان الذي ملأ الدنيا ضجيجا وجعجعة فارغة. وليس كما تقول الأكاديمية في حيثيات منحها للجائزة انه ابتكر تعبيرات شعرية جديدة داخل التقليد الغنائي الأمريكي العظيم وانه يكتب شعرا للأذن! هل هذا كلام؟! ألا يوجد في العالم كله أديب آخر يستحق هذه الجائزة سواء كان شاعراً او روائيا او قاصا حتي نعطي ارفع جائزة للآداب في العالم الي من وصف بأنه يكتب شعرا للأذن؟ عجبي! ليس غريبا ! وفي تصور د.حسين حمودة ان القائمين علي جائزة نوبل يحاولون - مند سنوات - ان يوسعوا من مجال الجائزة. فمنحت للكاتبة البلاروسية سولتاتا إليكسيفيش. وهي كاتبة اقرب في عالمها الي التحقيقات الصحفية أكثر من اقترابها من الأدب. ثم قدمت لبوب ديلان. وهو موسيقار ومغني أكثر منه شاعرا منتميا الي الآداب. ربما يري البعض ان توسيع مفهوم الجائزة يستهدف استيعاب اعمال قريبة من الأدب. وهو شيء ايجابي. لكن ربما مثل هذا ايضا شيء غير عادل. لأن هناك كتاباً كثيرين من الذين اخلصوا للزداب خلال مسيرات طويلة. يستحقون الحصول علي جائزة كبيرة. قد يكون ميل القائمين علي نوبل في هذه الوجهة مقبولا ومفهوما. في حالة خلو الساحة الأدبية الإنسانية من أسماء أدبية تستحق الجائزة. لكن هذا الميل ليس مفهوما في السنوات الأخيرة التي تحفل بأسماء تستحق الجائزة. لكنها لم تذهب الي اصحابها. وعلي اي حال. فإن هذا كله ليس غريبا في تاريخ الجائزة التي تجاهلت أسماء تولستوي وجراهام جرين وكازنتزاكس وغيرهم. أكبر من جائزة ! وفي تقدير د.حسين حمودة ان جائزة نوبل لم تفقد مصداقيتها عندما اعلنت عن فوز المغني الأمريكي بوب ديلان. بل يري الكثيرون فقد هذه المصداقية من نشأة الجائزة. فهي جائزة عنصرية تتحكم فيها معايير سياسية. وفي حقبتي الخمسينيات والستينيات منحت الجائزة لمعارضي سياسات الاتحاد السوفييتي. والمنشقين عن النظام الشيوعي. واللافت ان أكثر من نصف الأدباء الفائزين بها من اليهود. ولم تمنح إلا لعربي واحد. اراه أكبر من الجائزة. فضلاً عن عدد أقل من اصابع اليدين من الأفارقة والآسيويين. ولعلنا نذكر قول جارثيا ماركيث: سامحوني ان قلت انني اخجل .من ارتباط اسمي بجائزة نوبل. فمن عجائب الدنيا ان ينال شخص مثل مناحم بيجن جائزة نوبل للسلام. تكريما لسياسته الإجرامية. واذكر قول برناردشوك إنني اغفر لنوبل اختراع الديناميت. لكنني لا أغفر له اختراع جائزة نوبل!