لا تنهض أي دولة إلا بالتعليم.. وفي ظل الاهتمام الحالي بتطوير التعليم في مصر للارتقاء نحو الأفضل.. التقت "المساء" مع بعض خبراء التعليم في الإسكندرية ليضعوا روشتة لتطوير العملية التعليمية. يقول د.عادل البنا. عميد كلية التربية السابق. جامعة دمنهور: لابد من تطوير التعليم علي يد العاملين في الميدان وأساتذة كليات التربية ومؤسسات إعداد المعلم علي المستوي العام. ولابد من انطلاق رؤية المعلم من خلال السعي لإعداد جيل قادر علي الوصول إلي مصادره المعروفة واستخدامها وتوظيفها في مجالات تطبيقية والتطلع من خلالهم إلي توليد معارف جديدة تتربي من قيم الإبداع الذي يضيف إلي رصيد مصر في مجال الابتكارات والاختراعات بصورة تعكس قدرتها علي التنافس وتحقيق الريادة والتميز القومي والعالمي علي جودة مخرجات العملية التعليمية عن طريق نظم إعداد المعلم في كليات التربية. وإعادة تأهيل المعلمين أثناء الخدمة والتأكيد علي الالتقاء النظري مع التطبيقي ودمجهم في تعليم طلابنا بما يسمح لهم بالإبداع وتأكيد مهارات سوق العمل والجهات المستفيدة منه بعد تخرجهم وتطوير نظم تقويم الامتحانات بما يتلاشي مشكلاتهم الحالية من تفشي الغش وتسريب الامتحانات من خلال الميكنة الإلكترونية. وتطوير إنتاج الوسائل التعليمية والتدريب بالطرائق العلمية وأساليب التعلم النشط التي تركز علي المتعلم أكثر من تركيزها علي المعلم. وتطوير أساليب الإدارة بما يحقق مرونة عمليات التخطيط والتنظيم والتوجيه والمتابعة في كل مفاصل العمل التربوي وتطوير المناهج والمقررات الدراسية وإنشاء المعامل الافتراضية والمعامل الواقعية وإدارتها مركزياً تحقيقاً لمبدأ الإدارة الاقتصادية وفاعلية التكليف. وعمل مشاركة مجتمعية مع مؤسسات المجتمع التي تهتم بالتعليم بحيث يحدث "اندماج". يقول د.خالد صلاح. مدرس أصول التربية بكلية التربية جامعة الإسكندرية: أهم شيء في إصلاح التعليم عمل رؤية شاملة تلبي مطالب المجتمع. وتواجه مشكلاته علي أن تبدأ الرؤية من المعلم. ثم مناهج التعليم والمباني ونظم التقويم. ولابد من الانطلاق من "القاعدة" المتمثلة في الطلاب وأولياء الأمور ورجال الصناعة والأعمال في المجتمع وكل القطاعات المنتجة. والاستماع إلي آراء الطلاب وأولياء الأمور والمعلمين. حتي تنطلق رؤية تطور التعليم من احتياجاتهم الواقعية والفعلية ولا تقتصر تلك الرؤي علي الاستعارة من نماذج قد لا تناسبنا ولكن يجب أن نستعين بتجارب الدول الأخري. والتي تتشابه مع ظروفنا مثل "دول الخليج وماليزيا". أضاف أن قلة التمويل ونقص المباني وعدم التوسع في إنشاء مدارس جديدة من أهم المشاكل التي تواجه تطوير التعليم.. وطالب بضرورة إلغاء الحشو في المناهج والاتجاه للعمل بالمعايير العالمية. وتدريب المعلم وتأهيله. ليقوم بالوظائف والأدوار المطلوبة منه مع تطوير برامج الإعداد في كلية التربية. ويقول أحمد كمال. رئيس مجلس الأمناء بمحافظة الإسكندرية: لابد من رعاية الموهوبين والمتفوقين.. والاهتمام بجميع الأنشطة لدي الطلاب. وإلغاء الحشو في المناهج وضرورة المشاركة المجتمعية بشكل مكثف. وطالب مجلس الوزراء بتخصيص جزء من الحساب الموجه للمدارس للصرف علي الأنشطة. ويقول د.إبراهيم أحمد عبدالهادي. مدرس علم النفس بكلية التربية: الإعداد النفسي والمهني للمعلم سواء قبل الخدمة أو بعدها. يساعد علي حل مشاكل التعليم. مع الاهتمام بالجوانب الإبداعية لدي الطلاب علي اختلاف مراحلهم التعليمية ومستويات تصنيفهم. وشدد علي الاهتمام بمرحلة "رياض الأطفال" والمرحلة الابتدائية علي منهج النشاط والتعليم القائم علي العمل وضرورة توافر إخصائي نفسي لجميع المدارس. علي أن يكون له دور فعال في حل ما يواجه الطلاب من مشكلات نفسية. والاهتمام بعوامل جذب الطلاب للمدرسة عن طريق الاهتمام بجميع الأنشطة المختلفة كالموسيقي والتربية الرياضية. والاهتمام بحصص المجال الصناعي والزراعي والاقتصاد المنزلي. والاهتمام بالألوان داخل الفصول مثل "الديكورات والألوان المبهجة وألوان الديسكات".. لأن مثل هذه الأشياء تمثل عوامل جذب للطلاب. أضاف أن المكافآت المادية من العوامل المهمة لتشجيع الطلاب علي حب المدرسة. أكدت د.سامية الأنصاري. رئيسة قسم الاجتماع بكلية التربية سابقاً علي أن مسرحية "مدرسة المشاغبين" تسببت في فقدان احترام الطالب لمعلمه. وأفقدت المعلم هيبته لدي المتعلم. أضافت: لابد من تطوير التعليم كمنظومة لتشكل المعلم والمتعلم. والمنهج والمدرسة. والمشاركة المجتمعية والنهوض بكل محور من تلك المحاور. وإعداده لتطوير نفسه وبخاصة المعلم عن طريق استخدام الوسائل الحديثة. وأن يكون قدوة ونعود بالمعلم إلي ما كان عليه معلم "الخمسينيات والستينيات" ورفع المستوي المالي للمعلم حتي يتمكن من التنوع لمهنته وأدائه. أشارت إلي أن لدينا إدارة متدنية وتحتوي علي فساد في التعليم. وأبرز دليل ما حدث العام الماضي من تسريب للامتحانات ولم يحاسب أي مسئول. وأضافت: لابد من تطوير المنهج الدراسي. فمثلاً الطالب الذي يرغب في الدخول لكلية الهندسة يدرس المواد التي تؤهله لذلك. والطالب الذي يحب أن يدخل كلية الطب يدرس المواد التي تؤهله لها. واقترحت أن يكون التعليم الثانوي مدارس موحدة تحتوي بداخلها علي مواد مهنية مثل الخراطة والحدادة والإلكترونيات.