عندما كتبنا بالأمس أن سيناء تطهرت من الإرهاب نقلاً عن كل الصحف والمواقع الإلكترونية وأن النازحين بدأوا العودة إلي ديارهم في كل من مدينتي رفح والشيخ زويد.. وأن هناك فلولاً من التكفيريين سيقومون بأعمال إرهابية لإثبات وجودهم.. لم نكن نتوقع أن يتم بالأمس مهاجمة كمين "الغاز" في قرية السبيل بمدخل مدينة العريش بهذه الضراوة التي أسقطت 11 شهيدًا وأصابت عددًا آخر من جنودنا. إن تنظيم "بيت المقدس" الذي شن هذا الهجوم وراءه دول وأجهزة مخابرات يخططون له ويمدونه بالعتاد الذي يهاجم به قواتنا.. فلا يعقل أن يكون هذا التنظيم يعمل بمفرده ويخطط لهجماته لينشط بين يوم وآخر ولسان حاله يقول "إننا مازلنا في سيناء مهما أخذتم من تدابير!!". هل الهجوم الذي وقع علي كمين "الغاز" بالعريش بسيارة مفخخة انفجرت في الكمين وأحدثت به هذه الخسائر كان عملاً فرديًا؟! أقول: لا.. لأنه تبع ذلك هجوم عدد كبير من التكفيريين علي أفراد الكمين عقب الانفجار.. مما يدل علي أن السيارة المفخخة لم تكن هي السبب الوحيد في الخسارة التي لحقت بأفراد الكمين.. بل كان هناك تبادل لإطلاق النيران بين المهاجمين والقوة التي تتحصن بالكمين. ويدل علي أن هذا الهجوم مدبر له تدبيرًا محكمًا أن سيارات الإسعاف عجزت عن الوصول إلي مكان الحادث كما ذكر الموقع الإلكتروني ل "البوابة نيوز" نظرًا لوجود عبوات ناسفة زرعتها العناصر التكفيرية بمدخل الطريق المؤدي للكمين!! قال شهود عيان نقلاً عن الموقع الإلكتروني لصحيفة الشروق إن طائرات "أباتشي" قامت بقصف مركز للمجموعات المهاجمة وتوجهت تعزيزات أمنية كبيرة للمكان.. وأسفر ذلك عن قتل وإصابة عدد من المهاجمين. المفروض أن كل الكمائن التي زرعتها قواتنا المسلحة في سيناء لمتابعة تحرك الإرهابيين ومطاردتهم والقضاء عليهم قد وضع لها دستور للمناوبة بحيث يكون هناك فريق علي أهبة الاستعداد واليقظة الدائمة بحيث إذا وجد تحركًا مشبوهًا أو سيارة تتجه نحو الكمين يتم التعامل معها قبل أن تصل إليه.. لكن هذا لم يحدث هذه المرة بدليل أن السيارة انفجرت في الكمين وتبعها هجوم كبير للإرهابيين فتبادلت معهم القوات إطلاق النيران.. لكن الخسائر كانت كبيرة!! لقد فرحنا بالأمس عندما قلنا إن سيناء تطهرت من الإرهاب وإن النازحين بدأوا العودة إلي ديارهم في رفح والشيخ زويد.. وقلنا إن هناك بعض الفلول من الإرهابيين سيحاولون إثبات وجودهم من خلال القيام بعمليات فردية كالقنص أو زرع بعض العبوات الناسفة. حتي فوجئنا بالأمس بهذا الهجوم المدبر علي كمين "الغاز"!! الأمر إذن يستدعي دائمًا أن نكون علي حذر من هذا التنظيم الذي قلت إن وراءه أجهزة مخابرات تخطط له وتدبر وتمده بالسلاح والعتاد.. وهذا الحذر لابد أن يوجد علي مدي 24 ساعة في اليوم. وإذا كانت رفح والشيخ زويد قد تم القضاء فيهما علي الإرهابيين بدرجة كبيرة وعاد النازحون منهما إلي ديارهم.. فالأمر يقتضي أن نتنبه إلي باقي الأماكن التي ينشط فيها التكفيريون ولا نأمن لهم بل نكون علي أهبة الاستعداد لمواجهتهم والقضاء عليهم. إن الرئيس عبدالفتاح السيسي قال أمام قمة "مالابو" عاصمة غينيا الاستوائية التي عقدت فيها القمة العربية الأفريقية إن التحديات التي نواجهها عابرة للحدود.. فمصر هي خط الدفاع الأول لمواجهة الإرهاب العالمي. إن هذا واجبنا الذي فرضته الظروف وإن قواتنا المسلحة ورجال الشرطة يقومون بأداء واجبهم في حماية مصر.. ولكن علينا أن نبقي دائمًا حذرين. حتي لا نؤخذ علي غرة.. والله معنا وناصرنا بإذنه تعالي.