التاسع عشر من نوفمبر عام ..1977 يوم لا ينسي في التاريخ الإنساني بشكل عام ومنطقة الشرق الأوسط بشكل خاص.. كما أنه يوم لا ينسي من ذاكرتي فهو يوم عيد ميلادي. هذا اليوم ومنذ 39 عاماً بدأ تاريخ السلام في منطقة الشرق الأوسط.. هذه المنطقة المشتعلة دائماً.. هو يوم تأكيد الشجاعة المصرية متمثلة في زعيم سبق عصره.. هو الراحل أنور السادات الذي فاجأ العالم بمبادرة السلام.. معلناً أمام الدنيا كلها بأنه علي استعداد للذهاب إلي إسرائيل إذا كان ذلك هو الطريق نحو سلام شامل وكامل ينهي سنوات الحروب المدمرة. وبعد ترحيب إسرائيل بالمبادرة قام السادات بزيارة القدس وألقي خطاباً تاريخياً أمام الكنيست الإسرائيلي في هذا اليوم معلناً أنه جاء بالسلام لتعيش الأجيال القادمة في سلام. كان الرئيس السادات قد مهد للمبادرة بزيارة عدة دول شقيقة وصديقة منها رومانيا وإيران والسعودية.. كما قام بزيارة سوريا وعاد في نهاية اليوم بعد أن حدثت مشادة كبيرة بينه وبين السوريين. لأنهم كانوا معترضين علي الزيارة. فيما قال له الرئيس الروماني. نيكولاي شاوشيسكو. إن "مناحيم بيجن بلاشك صهيوني وصهيوني جداً. ولكنه رجل سلام. لأنه يعرف ما هي الحرب. ولكنه أيضاً يريد أن يترك اسمه علامة في تاريخ الشعب اليهودي". كما سبقت زيارة "السادات" للقدس. مجموعة من الاتصالات السرية. حيث تم إعداد لقاء سري بين مصر. وإسرائيل في المغرب. تحت رعاية الملك الحسن الثاني. التقي فيه وزير الخارجية الإسرائيلي موشي ديان وحسن التهامي نائب رئيس الوزراء برئاسة الجمهورية. وفي افتتاح دورة مجلس الشعب في 1977 أعلن "السادات" استعداده للذهاب للقدس. بل والكنيست الإسرائيلي وقال: "ستدهش إسرائيل عندما تسمعني أقول الآن أمامكم إنني مستعد أن أذهب إلي بيتهم. إلي الكنيست ذاته ومناقشتهم". إلي أن قام بالفعل بزيارة إسرائيل يوم 19 نوفمبر 1977 وألقي خطاباً أمام الكنيست الإسرائيلي في 20 نوفمبر 1977 وقال فيه إنه يستهدف السلام الشامل. ودعا "السادات" "بيجن" لزيارة مصر. وعقد مؤتمر قمة في الإسماعيلية. وبعد اجتماع الإسماعيلية بدأت اللقاءات وأيضاً المماطلات الإسرائيلية. فألقي السادات خطاباً في يوليو 1978 قال فيه: "إن بيجن يرفض إعادة الأراضي التي سرقها إلا إذا استولي علي جزء منها. كما يفعل لصوص الماشية في مصر". إلي أن بدأت مباحثات كامب ديفيد. والتي انتهت بالاتفاقية التي تحمل نفس الاسم. ** كلمة هامة: إن التاسع عشر من نوفمبر يوم محفور في ذاكرة التاريخ.. والله يرحمك ياسادات فقد كنت جندياً مخلصاً لبلدك في الحرب والسلام.