عقب ثورات الربيع العربي فكر المسرحي المغربي الألماني فتاح ديوري مدير المسرح بمركز "البافليون" بمدينة هانوفر الألمانية في طريقة تتيح لمواطني هانوفر التعرف علي العرب عن قرب ورأي ان المسرح العربي وذلك بحكم تخصصه أفضل وسيلة لذلك. دعا فتاح ديوري عدة فرق مسرحية عربية للمشاركة في أول مهرجان مسرحي عربي تشهده مدينة هانوفر المعروفة بعشق مواطنيها للمسرح توقع ان يحضر المهرجان بعض المسرحيين والمتخصصين في المسرح فقط. لكنه فوجئ بإقبال كبير من الجمهور الألماني الذي لم يكن يكتفي بحضور العروض المسرحية فقط. بل كان يحرص علي حضور الندوات النقدية التي تعقبها ومناقشة صناعها في أدق تفاصيلها. يقول فتاح ديوري ان نجاح هذا المهرجان بشكل كبير فتح شهيته علي استكمال الفكرة وبالفعل أقام المهرجان الثاني وها هو يستعد للمهرجان الثالث في دورته الجديدة التي تنطلق في 19 يناير القادم بمشاركة فرق مسرحية من مصر وسوريا وتونس وفلسطين والمغرب ولن يقتصر المهرجان علي العروض المسرحية فحسب. حيث ستصاحبه ورش تدريبية وندوات ومعرض فني تشكيلي لفنانين لائجين. حول كيفية اختمار فكرة هذا المهرجان في ذهنه يعود فتاح ديوري بذاكرته إلي الوراء عدة سنوات ويقول في أكتوبر 2011 وفي اعقاب الربيع العربي كنت في زيارة إلي طنجة ضمن لجنة تحكيم مهرجان مسرحي طلابي والتقيت بفرقاً مسرحية من معظم الدول العربية قدمت عروضاً عن الثورة وكانت تشغلني في تلك الفترة كيف تقدم ما حدث في العالم العربي للألمان وكانت معي آنذاك مساعدة ألمانية ذهبنا معاً لتناول السمك في ميناء طنجة وهناك اكتشفت انها لا تعرف من هم العرب فقلت سآتي لهم بالعرب إلي ألمانيا. يضيف أعجبتني فكرة إقامة مهرجان مسرحي عربي في ألمانيا ولم تكن هناك ميزانية كافية وبمجرد عودتي مع مساعدتي إلي ألمانيا طرحنا المشروع علي الإدارة وبدأنا في إعداد طلب للحصول علي ميزانية لدعوة فرق عربية وكانت هذه هي البداية تحت عنوان "اللقاء المسرحي للربيع العربي" ثم تحول بعد ذلك إلي اللقاء المسرحي العربي بهانوفر. ويقول ديوري ان هذا المهرجان هو المهرجان العربي الوحيد الذي يقام في ألمانيا وقد حظي باهتمام وحفاوة وسائل الإعلام الألمانية الكبري. وحول كيفية تواصل الجمهور الألماني مع عروض مسرحية عربية يقول: قررنا تقديم الأعمال باللغة العربية حتي يستمتع الجمهور الألماني بموسيقي اللغة العربية كما ترجمنا الأعمال ليفهم الناس محتواها وقد ترك المهرجان أثراً مدوياً في لحظة كان الغرب يحاول فيها ان يتعرف علينا بدقة ويحاول فهم ما يحدث في منطقتنا. يؤكد فتاح ديوري ان المسرح والفن عموماً وسيلة فعالة وناجحة للتقريب بين الشعوب وفهم كل منها للآخر وهو ما اكتشفه من خلال دورتي المهرجان السابقتين ويسعي إلي تأكيده من خلال المهرجان الثالث الذي سيستمر سبعة أيام وتم الانتهاء من كافة الاستعدادات لاستقباله.