رحم الله الناقد والمبدع الكبير محمد محمود عبدالرازق الذي أهداني كتابه القيم والمهم "القصة امرأة" في نقد القصة القصيرة والذي ألقي من خلاله الضوء علي عدد كبير من المبدعات.. أرخ فيه أيضاً لفن القصة ووصفها بأنها امرأة بما تحمله من متناقضات وسحر الإبهار.. واليوم استخدم نفس العنوان الذي كان أيضاً عنواناً لدراسته التي قدم بها مجموعتي القصصية الأولي "للنساء حكايات" وبعدها جاءته فكرة الكتاب تكريماً وتقديراً لمن رأي فيهن الحلم القادم في فن القص وفي اقتباس وبرؤية لن تختلف عن رؤية أستاذنا الراحل استخدم نفس العنوان لتقديم تحية عرفان لنخبة من المثقفين بنادي القصة في أسيوط. فحينما ينتبه نادي القصة بأسيوط وهم يعدون لمؤتمرهم في أول ديسمبر 2016 فيختارون عنوان "المرأة والسرد في الصعيد إبداعاً وموضوعاً" فهذه لفتة كريمة لمبدعات لم يحصلن علي حقوقهن النقدية والإعلامية بعد.. بل وأن يسند رئاسة المؤتمر للمبدعة القاصة هناء جودة صاحبة البصمة الخاصة في ابداعها.. الدورة مهداه باسم د.هيام عبدالهادي صالح التي تنوعت ابداعاتها واتسمت بعمق الرؤية والكتابة المتميزة.. والتقدير للمسة الوفاء لمبدعات الجنوب الرائعات.. والاهتمام بالتجارب الابداعية نموذجاً الروائية جمالات عبداللطيف والقاصة ابتسام الدمشاوي والقاصة الشابة ابتهال الشايب. والجدير بالذكر أن الأمين العام القاص للمؤتمر الأديب علي عبدالرازق سكرتير نادي القصة بأسيوط.. والحقيقة التي نشيد بها هي مجهودات أسرة نادي القصة بأسيوط تنظيماً وإعداداً ونفقات ولا ننكر دور إقليم وسط الصعيد برئاسة الدكتورة فوزية أبو النجا والأستاذ ضياء مكاوي مدير فرع ثقافة أسيوط في رعاية المؤتمر واستضافته في قصر ثقافة أسيوط في مطلع الشهر المقبل في دورته الخامسة. لماذا الاحتفاء بالتجربة إذن؟ أولاً أن الأسماء المطروحة للبحث أو للتكريم كلها أسماء لها تجربة ابداعية لم يحتف بها كما تستحق علي المستوي النقدي أو الإعلامي.. وقاومن هذا القهر الذي يمارس علي المبدعات الحقيقيات من قبل بعض الذين يملكون مفاتيح تلك الغرف النقدية المغلقة علي عدة أسماء ربما لا تجيد ما تجدنه أديبات الجنوب من مهارات إبداعية ولكنها الشللية ومؤتمرات تفريغ الوطن من مبدعيه الحقيقيين بالقهر والتجاهل.. ثانياً البدء في المحاولات الجادة في نبذ المركزية وتقديم أسماء مبدعة تثري المكتبة العربية بإبداعات جيدة فهذا يستحق من المهتمين الإلتفاف والتقدير.. في محاولة لخلق حالة إبداعية تطرح الجديد من إبداع المبدعات اللاتي مازلن تحت مقصلة التهميش رغم إثباتها لقدراتها الابداعية وخوضها دروب الابداع بقوة.. ومن هؤلاء أيضاً جلاء الطيري وهي قاصة وروائية أتمني ألا تغيب عن المشهد مع مثيلاتها ممن لا يمتلكن رفاهية العيش في بورة المركز القاهرة حيث الصحافة والإعلام والأمسيات. ثالثاً: المؤتمر في دورته الخامسة بدون ميزانية كبيرة تحد في وجه فشل مؤتمرات تنفق عليها مئات الآلاف ولا تقدم لا رؤية جديدة ولا بحثاً جديداً.. ولا أسماء جديدة يحتفي بها الابداع.. فهنيئاً للجنوبيات وهنيئاً للإ.بداع العربي.