ذهبت إلي شرم الشيخ لقضاء اجازة علي خلجانها الجميلة الساحرة.. لم أكن أتصور أن أجدها وقد غاب عنها السياح الأجانب بصورة مكثفة قال لي تامر الحسامي مدير احدي شركات الإدارة الفندقية أنه حتي الآن لا يبدو في الأفق بوادر انفراجة سياحية سريعة وبصراحة علينا التحرك في أسواق سياحية أخري ويعتقد أن شرم الشيخ لو أقبل عليها سياح من بلاد أخري غير روسيا وأوروبا لحدثت انفراجة كبري لها. المهم لم أكن أعرف أن في شرم الشيخ ميداناً يسمي ميدان "سوهو" إلي أن قابلت سائحاً بريطانياً سألني عن هذا الميدان.. وهل هو يماثل سوهو لندن؟! بصراحة لم أكن أعرف إلي أن قال لي إن "سوهو" لندن هو منطقة الترفيه وبه "فتارين" تجلس خلفها بعض النسوة ممن يحترفن تجارة المتعة المحرمة.. وسألني هل سوهو شرم الشيخ مثل سوهو لندن.. انكرت ذلك بشدة وقررت زيارة هذا المكان فوجدته ميداناً تجارياً به عشرات المحلات التجارية ذات الطابع الأوروبي ونافورة رائعة وتماثيل غاية في الجمال.. الحقيقة منطقة جميلة تم إنشاؤها تبع أحد الفنادق.. ولا أدري ما هو الهدف من إقامة هذا الميدان إلي أن قال لي هشام محمود حسن مدير احد الفنادق في خليج نعمة.. ان هذه المنطقة أقيمت لتماثل خليج نعمة.. وليكون هناك منطقتان يمكنهما المنافسة. قلت ولكن كيف يمكن إطلاق اسم "سوهو" علي هذا المكان.. انه تفكير سقيم بعيد كل البعد عن الذوق واللباقة والذي فكر في إطلاق هذا الاسم عليه في رأيي أنه لم يذهب إلي لندن ولم يعرف أن اسمه سييء السمعة! ألا يوجد اسم فرعوني أو مصري أو عربي يطلق علي هذا المكان بدلاً من كلمة "سوهو" انه رجاء للواء خالد فودة محافظ جنوبسيناء في أن يأمر بتغيير هذا الاسم فوراً.. وهذا أفضل. وبالمناسبة فقد حزنت كثيراً عندما شاهدت شرم الشيخ وهي تسبح في بحيرات من المياه بعد أن عجزت مياه الأمطار عن التصريف إما لعدم وجود "بالوعات" أو لانسدادها.. وترتب علي ذلك أن حدثت عدة تشققات في الشوارع!! وحزنت أكثر عندما وجدت المدينة السياحية الأولي وقد انحسر عنها السياح الأجانب بصورة كبيرة بالفنادق بصفة عامة خالية منهم بنسبة قد تصل إلي 90% لم يعد هناك سياح روس بعد أن منعت الحكومة الروسية سفرهم إلي هذه المنطقة الساحرة رغم أنهم يتمنون العودة بأسرع ما يمكن لأنهم جميعاً يجدون المتعة والجمال والأسعار الرخيصة التي لا يجدون مثلها لا في بلادهم ولا في خارجها. ونتيجة لانحسار السياحة الأجنبية فقد نشطت بعض المنتجات في الدعاية لجذب "العرايس" لقضاء شهر العسل في شرم الشيخ بدلاً من سفرهم لقضاء هذه المناسبة في جنوب شرق آسيا وجزر المحيط الهندي وغيرها.. وبصراحة كانت هذه الدعاية التي انتشرت علي مواقع الانترنت المختلفة قد نجحت إلي حد كبير منذ ظهر الكثير من العرسان بشكل حضاري رائع سواء عند السير في الشوارع أو في البحر أو حتي صالات وقاعات الفنادق. لم يكن هذا فقط ولكنني اكتشفت وجود عائلات كثيرة من المصريين ومن بعض البلاد العربية جاءوا لقضاء اجازاتهم في شرم الشيخ وفيما علمت أن بعض النقابات والروابط تنظم هذه الرحلات بالتقسيط.. ولكن ما احزنني بالفعل أن معظم أصحاب الفنادق والمنتجعات لا يرحبون بسياحة المصريين علي اساس أن الكثيرين منهم لا يحترمون قواعد وتقاليد لوائح الفندقة ومن أمثلة ذلك تركهم فوائض من الأطعمة في "أطباقهم" وهذا يؤدي إلي فاقد وخسارة في التكاليف ولهذا السبب قرأت علي بوابة دخول أحد المطاعم رجاء من إدارة الفندق إلي النزلاء بأن لا يتركوا فضلات في الأطباق ويمكنهم التردد عدة مرات علي البوفيه بحيث يأكلون كل ما حصلوا عليه.. حيث تبين لإدارة الفندق أنه في يوم واحد بلغ حجم الفضلات 19 كيلو جراماً وهذا يكفي لاطعام 57 شخصاً. وبصراحة فإنه يجب علي مشرفي الرحلات نصح أعضاء الرحلة باستهلاك كل ما يضعونه في "الأطباق" حتي لا يتركوا بواقي كثيرة من الأطعمة. ولا شك أنني حزنت علي ما أبداه بعض مديري المنتجعات من عدم ترحيبهم بالنزلاء المصريين وامتد حزني عندما سمعت أن بعض الفنادق أغلقت أبوابها لتعرضها لخسائر ضخمة نتيجة الانخفاض الشديد في نسب الاشغال.. كذلك اضطرار البعض إلي إغلاق المحلات التجارية وقد شاهدت العديد منها في خليج نعمة.. الذي كانت له شهرة واسعة في الازدحام والتجارة.. شاهدت عدداً من المحلات وقد أصبحت جاذبة بعد أن هجرها أصحابها.. نظراً لحالة الكساد التي تعاني منه المدينة. والغريب أنني شاهدت باعة جائلين يبيعون علب "الكشري" علي الشاطيء بعد أن اختفي منه السياح الأجانب وشاهدت الأطفال وهم يحاولون بيع بعض المنتجات والحلي "الفالصو" وهذا دليل علي وجود كساد في هذه المنطقة والحقيقة التي لا تغيب أن النشاط السياحي في شرم الشيخ يعتمد اعتماداً تاماً علي السياح الروس.. والمفروض أن التسويق السياحي كان يجب أن يكون متنوعاً لا أن يكون قاصراً علي بلد أو دولة وحدها.. لأن شرم الشيخ منطقة فريدة في العالم ونشر صورها في مختلف البلاد كفيل بأن يجعلها مزاراً سياحياً من الطراز الأول.. ولكن لأن وزارة السياحة مشغولة بالمعارض التي لا تحقق أي فائدة.. ولأن أصحاب المصلحة الحقيقية في التسويق السياحي لا يريدون التحرك الإيجابي فإن شرم الشيخ بقيت علي حالها منذ أكثر من عام دون سياح لا روس ولا غير روس.