في لقاء مع قناة الجزيرة اتهم الداعية الدكتور صفوت حجازي من اسماهم ب "أصحاب الياقات البيضاء" بمحاولة سرقة الثورة من أصحابها الحقيقيين. وفي معرض توضيحه لمن يقصدهم قال انهم أولئك الذين كانوا يأتون إلي ميدان التحرير في الأيام الصعبة للثورة ولا يمكثون إلا لدقائق معدودة يصعدون خلالها إلي المنصة الرئيسية لإلقاء كلمة علي عجل والوقوف أمام الكاميرات لاثبات الحضور والمشاركة وإذا اقترب منهم أحد من شباب الثورة الحقيقيين والمعتصمين يتأففون من رائحتهم. يقول الدكتور حجازي: هؤلاء المرفهون المترفون لم يبذلوا جهدا ولم يدفعوا ثمنا.. لكنهم يجتهدون الآن لكي يتصدروا المشهد ويتقدموا الصفوف علي انهم الثوار لكي يسرقوا الثورة ويجنوا ثمارها ولكي يقفوا في وجه وصول الثورة إلي غايتها فهم يرفضون الانتخابات ويريدون بقاء الحال علي ما هو عليه لأنهم يحققون اكبر استفادة من الوضع القائم. وفي صحيفة "المصري اليوم" أمس أعرب الدكتور سعد الدين ابراهيم مؤسس مركز ابن خلدون عن مخاوفه من اختطاف الثورة من جانب الاسلاميين أو فلول الحزب الوطني وأوضح ذلك بقوله: بوسع الإسلاميين ان يختطفوا الثوة كالجماعة السلفية التي لم تشارك في الثورة ويظهر اتباعها الآن كأنهم من قاموا بها.. ويحاولون الاستحواذ علي مكاسبها وهم من قطعوا طريق السكة الحديد ومنعوا تعيين محافظ مسيحي في محافظة قنا. كما حذر من فلول الحزب الوطني وقال انهم مازالوا موجودين في القري والمدن ولديهم كوادر مدربة طوال 30 عاما علي تزوير الانتخابات. هذان نموذجان متضادان للحالة التي وصل إليها الاستقطاب السياسي حاليا فكل فريق لم يعد مهموما بأن يطرح افكارا ويقدم برنامجا وحلولا لمشاكل الوطن وأزماته وإنما صار مهموما بالتخويف من الفريق الآخر وتخوينه أو تكفيره والأهم اتهامه بسرقة الثورة حتي أصبح لدينا خوف عام "فوبيا" من ان نصحو ذات يوم فلا نجد الثورة أمامنا. كلنا يخاف علي الثورة وهذا أمر جيد.. لكن إذا تحول هذا الخوف إلي حالة مرضية تجعل كلاً منا يتصور انه الأحق بالثورة ويريد ان يستأثر بها لنفسه وإذا اقترب منها غيره يعلو الصراخ محذرا من سرقة الثورة. ولو سألت أي شخص عن أولئك الذين يسرقون الثورة فسيسارع إلي الاشارة لخصومة من الجيران أو الأقارب أو زملاء العمل.. الكل يتهم الكل بمحاولة سرقة الثورة ومصادرتها لصالحه.. دون أن نتصور ان الثورة ثورتنا جميعا وانها من حقنا جميعا.. ولولا أنها كذلك ما نجحت وما استمرت إلي اليوم محاطة بقلوب المصريين علي اختلاف احزابهم ومشاربهم. ثم ان الثورة قد شبت عن الطوق وصارت قادرة علي الدفاع عن نفسها وصار من المستحيل أن تلغي أو تشطب أو تصادر لصالح فئة دون اخري ومن يفكر بأنه وحده القادر علي أن يجني ثمار الثورة فهو واهم ويقود نفسه إلي الهلاك لا محالة. الثورة بطبيعتها عمل جماعي.. وقد أعطت الثورة المصرية نموذجا حضاريا رائعا أمام العالم في كيفية التنظيم والانضباط والتحرك السلمي والتعاون والتراحم وهذه كلها قيم علينا ان نحافظ عليها ونستثمرها في الخطوات التالية التي تحتاجها الثورة حتي تحقق باقي اهدافها واحلامها. تعالوا نفكر معا في أفضل طريقة لاجراء انتخابات حرة نزيهة في مصر تشد انظار العالم وتقنعه بأن الشعب المصري قادر علي أن يدير شئونه بكفاءة واقتدار بعد ان زالت عنه غمة الديكتاتورية والاستبداد. تعالوا نفكر معا في أفضل طريقة لاعادة حركة البناء والانتاج إلي الدوران حتي ينتعش الاقتصاد المصري ويقف علي قدميه. تعالوا نفكر معا في أفضل طريقة لتشكيل حكومة وطنية جادة وقادرة علي الانجاز في مجالات التعليم والصحة والعدالة الاجتماعية. ولا تخافوا علي الثورة.. فلا أحد سوف يجرؤ علي سرقتها بعد اليوم.. فالشعب يحرسها وميدان التحرير موجود.. وغشاوة الصمت رفعت من علي الافواه ومن يتصرف بحكمة وموضوعية فهو من سيضحك في النهاية.