وجه مؤتمر منظمة السياحة العالمية في ختام أعماله بالأقصر الليلة الماضية عدة رسائل للعالم والقائمين علي النشاط السياحي بمصر وللشعب المصري وجميعها رسائل إيجابية تدعو للتفاؤل وعودة التدفقات السياحية لمصر إلي معدلاتها الطبيعية. جاءت هذه الرسائل في المؤتمر الصحفي العالمي الذي جاء عقب اجتماع المنظمة بحضور كل من يحيي راشد وزير السياحة ود. طالب رفاعي سكرتير عام منظمة السياحة العالمية وديفيد سكوزويل المدير التنفيذي للمنظمة ومحافظ الأقصر محمد بدر. وتضمنت هذه الرسائل القوية التي جاءت علي لسان د. طالب رفاعي أن علي الشعب المصري أن يتمسك بثقته في نفسه وبلده التي تعتبر من أهم المقاصد السياحية في العالم حيث تتوافر بها كل عوامل الجذب السياحي الطبيعية من اثار وشواطئ وشعب مضياف وطبيعة ساحرة. أما الرسالة الثانية فكانت لجميع السائحين في العالم قائلا لهم "تعالوا زوروا مصر بلد الأمن والأمان يحميكم الملايين من أبنائها. أما عن ظاهرة الإرهاب فهي ظاهرة عالمية الكل يشكو منها في فرنساوتركياوتايلاند حتي انني كلما توجهت إلي تركيا أو تايلاند فإنهم يسألونني عن تجربة مصر الناجحة في مواجهة الإرهاب. أما الرسالة الثالثة للقائمين بالعمل السياحي في مصر فقد طالبهم رفاعي بالاستمرار في سياساتهم بتنويع الأسواق السياحية وعدم الاعتماد علي الأسواق الأوروبية رغم أهميتها مشيرا إلي أن الحركة السياحية الخارجة من أوروبا تصل إلي 52% لكل أنحاء العالم وأن هناك 48% في أسواق واعدة أخري أهمها الصين واليابان وماليزيا وكوريا والهند ودول أمريكا اللاتينية مثل البرازيل والأرجنتين بجانب الدول العربية والافريقية. أكد د. رفاعي علي ضرورة تقديم الحكومة المصرية لمزيد من التسهيلات في منح تأشيرات دخول مصر لجميع الجنسيات بالمطارات والمنافذ المصرية أسوة بما فعلته تركيا مع الروس حيث كانت تستقبل حوالي 1.5 مليون سائح بعد قرار الحكومة التركبة بمنح التأشيرات بالمطارات والمنافذ تخطي هذا العدد 3.5 مليون سائح روسي بالإضافة إلي ضرورة التوسع في رحلات الطيران المباشرة "الشارتر" إلي الأسواق الواعدة لجنوب شرق آسيا وزيادة الاهتمام بهذه الأسواق وليعلم الجميع أن السياحة لن تأتي بين ليلة وضحاها ولكن لابد من العمل والمثابرة وطرق كل الأبواب. فمصر بمعالمها السياحية وحضارتها الثقافية وشواطئها الممتدة علي البحرين الأبيض والأحمر وشعبها الواعي المثقف الصبور قادرة علي إعادة حركة التدفقات السياحية كما كانت وأكثر. حذر رفاعي من التجارب السلبية التي تصدرها بعض وسائل الإعلام بالخارج مطالبا الجانب المصري سواء الحكومة أو الشعب أن يكون الرد علي كل رسالة سلبية بتوجيه مليون رسالة إيجابية بما يحققه الشباب والفتيات في مصر من إنجازات علي المستوي الإنساني والاقتصادي والاجتماعي. أكد يحيي راشد وزير السياحة أن مصر ماضية في برنامجها الطموح لتصحيح الصورة الذهنية عن مصر وفتح أسواق بديلة باستخدام التكنولوجيا الحديثة التي من خلالها يمكن مخاطبة العالم مشيرا إلي أن الموقع الخاص بالسياحة المصرية دخل عليه أكثر من 8 ملايين مشاهد منذ افتتاحه مما يؤكد أهمية هذا الاتجاه في التواصل المباشر مع الأسواق المستهدفة. أما عن الإرهاب فنحن ندرك انه ظاهرة عالمية وليس حالة مصرية وقد قدمت مصر تجربة يحتذي بها في هذا المجال وسبق لمصر أن ترأست لجنة الأزمات في منظمة السياحة العالمية لأكثر من مرة. أما ديفيد سكوزويل رئيس مجلس السفر والسياحة العالمي فقد أكد أن مصر تحتاج لعودة السياحة ولا يمكن أن نسمح لقوي الظلام أن تعبث بمقدرات الشعوب وبصفته مواطنًا بريطانيًا سيعمل علي التواصل والضغط علي السلطات البريطانية لإلغاء قرار حظر السفر لمصر لأنه لم يعد مناسبا فمنذ وطأت أقدامنا هذه البلاد الجميلة ونحن نشعر بكل أمن وأمان وترحيب علي المستوي الشعبي والرسمي ولا يوجد أي مبرر لاستمرار هذا الحظر ومنع السفر الذي يمثل حقا رئيسيا من حقوق الإنسان. كان المجلس التنفيذي لمنظمة السياحة العالمية قد عقد دورته رقم 104 وناقش جدول الأعمال الخاص بالمنظمة وحضر الاجتماع 11 وزيرا للسياحة من مختلف دول العالم حيث أكد راشد في بداية الاجتماع ان هذا المؤتمر فرصة كبيرة لإلقاء مزيد من الضوء وجذب الأنظار مرة أخري إلي الأقصر التي تعتبر واحدة من أهم المقاصد السياحية تميزا في السياحة الثقافية. كما أوضح د. طالب رفاعي ان هذه المرة الثانية التي تستضيف فيها مصر اجتماعات المنظمة التي تزايد عدد المنضمين إليها من 120 إلي 157 دولة. موضحا انه رغم كل التحديات التي تواجهها السياحة المصرية فإن مصر ستظل مقصدا سياحيا فريدا له مكانته المتميزة علي مستوي العالم. كما أشار محافظ الأقصر إلي المردود الجيد لمؤتمر قمة سياحة المدن وما سيسهم به من انطباع إيجابي لافتا إلي أن الأقصر ستستعيد عافيتها ومجدها السياحي مرة أخري وأقوي مما كانت عليه مؤكدا أن المحافظة تبذل جهودا حثيثة في سبيل تنفيذ مشروعات سياحية منها تطوير محور السوفوتيل والإعداد لمشروع إنشاء دار أوبرا علي أعلي مستوي بالإضافة إلي إنشاء مدينة أوليمبية بمدينة طيبة وغيرها من المشروعات الأخري التي يجري دراستها تمهيدا لتنمية وتطوير المحافظة السياحية.