هيمنت إيرانوتركيا علي عدة دول في أمتنا العربية التعيسة وصارتا لاعبين أساسيين في أزمات وقضايا المنطقة وهما تحظيان بدعم شعبي عربي لا ينكره إلا أعمي.. وكانت إسرائيل هي كلمة السر التي دخلت بها تركياوإيران المنطقة من أوسع أبوابها.. حيث سوقت الدولتان كذبة العداء لإسرائيل وعزمهما علي تحرير القدس.. وحدث هذا التسويق الكاذب من خلال جماعة الاخوان الداعمة لتركيا.. ومن خلال ذراعها في غزة "حركة حماس".. وكذلك حدث التسويق من حزب الله اللبناني ذراع إيران في المنطقة العربية.. والتقي حزب الله وحماس علي التبعية لإيرانوتركيا ضد العرب.. ولقي هذا التسويق الكاذب صدي كبيراً في الشارع العربي الغبي الذي ابتلع الطعم وتوهم أن إيرانوتركيا بأذراعهما.. الاخوان وحماس وحزب الله والحوثي تقودان المقاومة الاسلامية ضد إسرائيل. كل هذا كان دعاية وكلاماً فارغاً وهتافاً لعب به الاخوان طويلا وهو "شهداء بالملايين علي القدس أو علي غزة رايحين".. وكذلك صدق كثير من الرسميين العرب الأغبياء كشعوبهم لعبة إيرانوتركيا وإخوانهما وحماسهما وحزب الله والحوثي "بتوعهم".. أما الحقائق علي الأرض فلا تخطئها إلا عيون العرب العمياء.. وهي أن هناك تحالفا استراتيجيا وزواجا كاثوليكيا وقصة حب ملتهبة بين تركياوإيران من جهة وإسرائيل من جهة أخري.. وأن الدول العربية التي تهيمن عليها إيرانوتركيا ظلت إلي الآن وإلي الغد علي علاقة حب وتعاون وتحالف مع إسرائيل.. ولم يحدث مرة واحدة أن اعترض الاخوان علي اندفاع أردوغان نحو إسرائيل وتحالفه معها.. بينما قال بالحرف الواحد: نعم نتحالف مع إسرائيل. ولكننا لن نتصالح مع مصر.. ولو زار أي مسؤول مصري اسرائيل ولو مجرد زيارة بروتوكولية لقامت قيامة الاخوان وهو ما يؤكد بكل وضوح أن إعلام الاخوان أقوي بكثير من اعلام مصر العام والخاص. لقد تهرأ وتمزق قميص فلسطين وقميص أبو تريكة "بتاع التعاطف مع غزة" .. ومع ذلك ما زال يلبسه الاخوان وحزب الله وحماس والحوثي "واللي مشغلينهم في إيرانوتركيا".. وما زال أنيقا وقميصا "شيك" في رأي الشعب العربي الغبي.. رغم أن عورات إيرانوتركيا وصبيانهما العرب "تخرم عين التخين".. وظاهرة من القميص الممزق.. لكن المتاجرة بفلسطينوالقدسوغزة والعداء لإسرائيل أثمرت كثيرا وجعلت كعب تركياوإيران عالياً في المنطقة حتي أن الفيلق الذي يتزعمه الايراني قاسم سليماني والذي يمارس حرب إبادة في العراق وسوريا يدعي فيلق القدس.. لأن إيرانوتركيا قررتا تحرير القدس عبر تحرير العراق واليمن وسوريا من العرب.. وأدت سلوكيات إيرانوتركيا في المنطقة العربية إلي استرخاء إسرائيلي تام ودخول إسرائيل أزهي عصور أمنها وأمانها. وعندما حكم الإخوان مصر اندفعوا بقوة نحو التحالف مع اسرائيل وحل مشكلة فلسطين من خلال بيع أو التنازل عن سيناء.. وهذا حدث بمباركة تركية إيرانية واضحة ومعلنة بالإضافة إلي المباركة الأميريكة.. وكل هذا يؤكد أن كذبة الصراع السني الشيعي روجها الايرانيون والأتراك وسوقوها لدي العرب. بينما لا يوجد أي صراع بين الدولة التي تزعم قيادة السنة وهي تركيا والدولة التي تزعم قيادة الشيعة وهي إيران. لا أقول أي جديد.. ولا ألوم تركيا ولا إيران.. ولكني فقط ألوم غباء العرب وغفلتهم.. والسيناريو العبيط الذي يتكرر منذ سقوط الأندلس..وهو سيناريو استخدام العرب وقوداً وجنودا في أجندات الهيمنة وصراع وحروب العرب ضد بعضهم بالوكالة عن الفرنجة أو الفرنسيين أو الانجليز أو الامريكيين أو الروس أو الايرانيين أو الأتراك. ألوم العرب الذين ليست لهم مواقف ولا مباديء وإنما هي تقلبات مزاجية مراهقة انفعالية.. وغباء العرب عبر القرون يصب في مصلحة الجيران تركياوإيران .. فنحن وقود نيران الجيران.