من المفاجآت في حادث استشهاد العميد عادل رجائي أنه طلب من الله وهو في رحاب الكعبة أن يمنحه شرف الشهادة في سبيل الله وعندما سألته زوجته ابنتنا العزيزة سامية زين العابدين مدير التحرير بالمساء قائلة: اتطلب الاستشهاد في سبيل الله مع أنني أطلب أن يمنحنا الله ذرية صالحة؟ وقد جاءت إجابته تتضمن الإصرار علي هذا الطلب بما يكشف أن الشهيد لا تغريه الدنيا بكل متاعها سواء من الذرية أو غير ذلك من المظاهر التي تغري الكثير. وهذه النوايا الطيبة تؤكد مدي تمكن الإيمان بالله في قلبه وقد حقق الله رجاءه وانضم إلي قافلة شهدائنا من رجال القوات المسلحة الذين سقطوا في ساحة المعركة مع الإرهابيين سواء في أرض سيناء الحبيبة أو في المواقع التي يقومون فيها بحماية الوطن. إنهم رجال وضعوا أرواحهم علي أكفهم في بسالة وشجاعة يتحدون رصاصات الخسة والندالة وصدق في جانبهم قول الله تعالي: "من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا" 23 الأحزاب. يد الغدر اغتالت الشهيد عادل رجائي عقب خروجه من منزله وقبل أن يستقل سيارته فوجئ بأن هؤلاء الآثمين قد اطلقوا سيلاً من وابل الرصاص علي حارسه وسائقه فأسرع بالتوجه للسيارة لإحضار السلاح ومواجهة الجناة دون خوف من رصاصاتهم لكن الإرهابيين أمطروه بطلقات النيران مما أدي إلي سقوطه وسط بركة من دمائه الطاهرة. إنها بلا شك لحظات رهيبة وقد شاءت إرادة الله أن يستشهد هذا البطل في شجاعة ورجولة تؤكد أن أبناء القوات المسلحة ورجال الشرطة لا يهابون الموت يخوضون معارك الإرهابيين ويتسابقون في الانضمام إلي المناطق التي يتمركز فيها هؤلاء الإرهابيون. وأرض الفيروز سوف تظل شاهدة علي بطولة الرجال الأوفياء لأوطانهم وأهليهم ويسترخصون أرواحهم في سبيل تحقيق هذا الهدف الغالي والنبيل. ولعله لا يغيب عن الذهن بطولة الشهيد عادل ضد هؤلاء الإرهابيين في سيناء؟! صوت طلقات الرصاص قد انطلقت تدوي فأثارت الانتباه وبمجرد أن سمعتها زوجة الشهيد عادل رجائي قفزت إلي الشارع تسبقها صرخاتها وأخذت تردد زوجي.. زوجي وكأن إحساسها قد استشعر أن الرصاص استهدف زوجها الذي ودعته منذ لحظات وكم كانت قسوة هذه اللحظة الرهيبة حيث شاهدت الزوج الودود ذي الخلق الرفيع وسط بركة من دمائه الطاهرة. هذه اللحظة الخطيرة تلقتها بثبات وصبر وأدركت في ذلك الوقت أن عادل قد لقي ربه شهيداً وعادت للذاكرة دعوته لربه أمام الكعبة أن يرزقه الشهادة في سبيل الله تعالي وأخذت تترحم عليه وتؤكد أن يد الغدر والإرهاب لن تجعل المصريين يتوقفون عن مطاردتهم ودحر أوكارهم وسوف يستمرون في ملاحقتهم دون خوف أو رهبة من الموت. وقد تواكب استشهاد العميد عادل رجائي سقوط المقدم محمد الحسيني رئيس المباحث بمديرية أمن الإسماعيلية برصاص الغدر شهيداً أثناء مطاردة أحد المتهمين في الهروب من سجن المستقبل بالإسماعيلية ومن قبل هذين البطلين سائق سيارة الشهيد عادل رجائي كما أصيب حارسه بطلقات الغدر وسوف نري شهداء آخرين في ساحة الشرف والبطولة ولن يثنيهم خداع ومكر الإرهابيين وحيلهم الماكرة وسوف يتخذون كل أساليب الحيطة والحذر بصورة تتواءم مع مخططات الإرهاب. ولابد من تحرك لتغيير التحركات والخروج من المنازل في ساعات بلا رقابة أو روتين ودون مراعاة لرصد الإرهابيين تلافياً لما جري للعميد عادل رجائي ومن قبله المستشار هشام بركات النائب العام السابق رحمهما الله ونحتسبهما شهداء عند ربهم. ولاشك أن الإرهاب لا دين له ولا وطن ومن ينتمون إليه برتكبون جرائم القتل دون وازع من ضمير أو مراعاة لحرمة هذه الدماء ولا جرم فهؤلاء يكفرون كل من لا ينتمي إلي جماعتهم وتنظيماتهم الخارجة عن مبادئ الدين الحنيف وكم حرموا زوجة من عائل أسرتها وأبناً من والده وحرموا عروساً من فتي أحلامها إنهم يتسللون إلي قلوب وعقول الشباب من مختلف الأعمار بأساليب خادعة وإغراءات بالأموال وتفتيت العقول وحان الوقت لمضاعفة الحملات لتوعية الشباب بمخاطر هذه التنظيمات وتوضيح مدي سماحة الإسلام في مواجهة الآخرين. كما أن الأمر قد أصبح لا يحتمل الانتظار ولابد من تعديل التشريعات في أسرع وقت حتي تتحقق العدالة الناجزة وترتاح قلوب الأمهات والزوجات الثكلي وكذلك أبناء هؤلاء الشهداء الأبطال!! وقبل أن اختتم هذه السطور أتوجه إلي الله بالدعاء إلي الحق تبارك وتعالي أن يلهم الابنة العزيزة الصحفية بجريدتنا الغراء سامية زين العابدين الصبر والثبات وان يعوضها هي وأسرته خيراً وأن تظل علي موقفها متحلية بالصبر والعزيمة والاستمرار في مشروعها لرعاية أسر الشهداء والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.