الابنة العزيزة الأستاذة سامية زين العابدين مدير تحرير "المساء" والمحررة العسكرية الصحفية.. في هذا المقام الجلل الذي استشهد فيه زوجك العميد عادل رجائي قائد الفرقة التاسعة مدرعات علي ايدي الخونة والمجرمين الذين لا دين لهم. وتجردوا من كل قيم الأخلاق لا يسعني إلا أن اعزيك واعزي نفسي في هذا الشهيد البطل الذي صعدت روحه إلي بارئها لتنضم إلي قافلة "النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا". هذا هو مقام الشهداء عند الله.. فليس هناك أفضل من صحبة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.. فليهنأ زوجك بهذه الرفقة الرائعة.. روحه ترفرف في سماء الخلود مصداقاً لقوله تعالي: "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون.. فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين". دعاؤنا جميعاً للشهيد الغالي أن يتغمده الله برحمته ويفسح له في جناته.. ويلهم الزميلة العزيزة وأسرته الصبر.. قال الله تعالي: "وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً إن الله بما يعملون محيط". الشهداء عند الله هم هداتنا لنسير علي دربهم وندافع بإيمان عن هذا الوطن ونصبر علي هؤلاء الخارجين عن الملة.. ونقول لأبنائنا من رجال القوات المسلحة.. إن هؤلاء الخونة بدأوا يضربون ضربتهم لاصطياد ضباطنا وهم خارجون من بيوتهم.. فالمفاجأة التي يباغتون بها هؤلاء الضباط تربكهم وتربك حراسهم فلا يستطيعون رد كيدهم فيفرح الإرهابيون وينتعشون بما دبروه وما ارتكبته ايديهم من غدر وخيانة. هل بعد هذه الجريمة المؤلمة الآثمة توقفنا خطط الإرهابيين فنتخذ من التدابير ما يحول بين هؤلاء الإرهابيين وأهدافهم.. ونحرص علي أرواح جنودنا وضباطنا ونهيئ لهم الحراسة التي لا تفاجأ بتدبيرهم السيئ؟! أم أننا نسير علي نفس النهج والنمط فيحصل ما لا يحمد عقباه؟! إن قواتنا تقوم بمهام شاقة في سيناء حيث يتم يومياً قتل المزيد من الإرهابيين وتدمير حصونهم وبؤر إجرامهم ومصادرة أسلحتهم ومعداتهم وقصف حافلاتهم التي ينتقلون بها وما يحملونه من عتاد.. ولكن استهداف الضباط في منازلهم شيء آخر يفرض علينا أن نعيد الأمور في استراتيجيتنا بحيث لا نمكنهم من مثل ما فعلوه مع العميد عادل رجائي.. وليكن تعاملنا مع أي منهم بالتصفية الجسدية في الحال. إننا لا نريد أن نتهاون أمام هؤلاء القتلة. فلتكن قبضتنا حديدية.. وليكن تخطيطنا سابقاً لتخطيطهم.. وسيكون النصر حليفنا بإذن الله علي هؤلاء القتلة ومن يمدونهم بالسلاح والأموال. إن القبض علي الإرهابيين الذين هاجموا الشهيد عادل رجائي في منزله سوف يشفي غليلنا.. وسرعة محاكمتهم في أيام قليلة أمام محاكم عسكرية وإعدامهم بإطلاق الرصاص علي رؤوسهم سيزيد من عزم الشعب والالتفاف حول قواته المسلحة وحول رجال الشرطة.. لنكون جميعاً يداً واحدة ضد الإرهاب. لم التق بالشهيد عادل إلا مرات قليلة ومتباعدة.. لكنه كان رجلاً دمث الخلق نقي السريرة.. وأشهد أن زوجته الزميلة سامية لم تتأخر يوماً عن تلبية نداء زملائها.. فكانت ومازالت للجميع سنداً لهم ومحط أنظارهم.. وعندما تطلب منها شيئاً تقول بأدب جم: حاضر.. وتشير إلي عينيها كأنها تقول للزميل اطمئن.. وكانت ومازالت دائماً عند قولها. رحمك الله يا أيها الشهيد عادل رجائي.. وصبراً جميلاً علي ما ابتلينا به.. و"إنا لله وإنا إليه راجعون".