انفطرت قلوبنا للجريمة الإرهابية البشعة التي استشهد فيها العميد أركان حرب عادل رجائي قائد الفرقة التاسعة مدرعات.. زوج زميلتنا سامية زين العابدين.. واستشهد فيها أيضا سائقه برصاص الغدر والخسة.. وأصيب حارسه الخاص. ذهب الإنسان المهذب الخلوق عادل رجائي إلي ربه راضيا مرضيا.. في لحظة من لحظات الحزن الوطني العام.. في لحظة استشعر فيها الجميع الخطر علي مصر.. فقد وقعت الجريمة أمام منزل الفقيد.. عندما كان يستعد للذهاب إلي عمله.. لكن الله - سبحانه وتعالي - اختار أن يأتي إليه شهيدا.. نسأله - تعالي - أن يتقبله في عباده الصالحين.. وأن يجعل مستقره الفردوس الأعلي من الجنة.. مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا. كل من عرف عادل رجائي.. أو قابله أو تعامل معه.. يشهد له بحسن الخلق.. كان من النوع الذي يدخل القلب بسرعة.. يألف ويؤلف.. طيب القلب.. هادئ السمات.. خفيض الصوت.. وقد أدي واجبه تجاه وطنه وشعبه بأمانة.. وتحمل مسئولياته بشجاعة وأمانة.. إلي أن ذهب إلي ربه.. وكل القلوب تدعو له. إن العين لتدمع.. وإن القلب ليجزع.. ولا نقول إلا ما يرضي ربنا.. اللهم اغفر له وارحمه.. اللهم زد في حسناته وتجاوز عن سيئاته.. واجعل ما قدم لوطنه في ميزانه.. ارفع به ذكره بين العالمين. ذهب عادل رجائي إلي ربه تزفه الملائكة.. وتحوطه قلوب المصريين.. وسيذهب شهداء آخرون.. منهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر.. لكن مصر ستبقي قوية عزيزة برجالها الشجعان الأوفياء.. ولن ينال منها الإرهاب أبدا.. ستظل عصية علي الإرهاب والإرهابيين.. لن يخذلها الله.. وسوف تنتصر. ستظل مصر محفوظة بحول الله وقوته.. لن تسقط أبدا.. مهما تكاثرت عليها المؤامرات والابتلاءات والمحن.. لأنها كنانة الله في أرضه.. الموعودة بالأمن والأمان.. "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين". مصر هي طيبة الطيبة التي ناصرت الحق وانتصرت له علي مر الزمان.. وكثيرا ما دفعت الثمن غاليا لدفاعها عن إرادة الشعوب المستضعفة.. ولوقوفها في وجه الطغاة الباغين الظلمة.. وكثيرا ما اقتسمت اللقمة مع أشقائها وأصدقائها المطرودين من ديارهم وأوطانهم.. أو الذين قست عليهم الحياة في بلادهم.. رغم ما تعانيه هي من ضيق وشظف العيش. مصر الكريمة العظيمة لن تستذل أبدا.. ولن تركع لغير الله.. يسقط منها الشهداء بالعشرات والمئات والألوف.. لكنها تقف مرفوعة الرأس.. شامخة رغم الجروح.. ربما تتألم.. ربما تشكو حالها لربها.. وتدعوه أن يرفع عنها الغم.. وتتضرع إليه - وهو أعلم بها - أن يفك كربها ويخفف مواجعها.. لكنها أبدا لن تحني الجباه إلا له وحده. وفي لحظة البلاء الكبير يظهر معدن هذا الشعب المصري الأصيل.. شعب يحب بلده حبا غير عادي.. يعشقه.. يغار عليه من نسمة هواء معادية.. عندما يكون المستهدف مصر فكلنا مصر.. نفتديها جميعا بأرواحنا.. مصر الباقية وكلنا زائلون. لا يتنكر لمصر ولا يستخف بها في ساعة العسرة إلا من باع نفسه بثمن بخس فخسر الدنيا والآخرة.. مصر فوق الجميع.. وهي التي يجب أن نحافظ عليها عزيزة كريمة ونفديها بأرواحنا. رحم الله شهيدنا العزيز.. ورحم شهداءنا جميعا.. وحفظ دماء المصريين.. وأعاننا علي دحر الفئة الباغية من الإرهابيين ليظل وجه مصر جميلا مشرقا.