"مدينة الأثاث" حلم الدمايطة الذي طال انتظاره رغم دعاوي التشكيك في مشروع تتبناه القيادة السياسية بادعاء أن المشروع غير مفهوم وليس له هدف وأنه لم يحدث حوار مجتمعي حوله إلا مع المقربين للسلطة.. لكن المشروع يمضي رغم كل التحديات بخطي واثقة علي أرض الواقع. نتقلت "المساء" إلي موقع المشروع وشهدت علي الطبيعة تقدم العمل حيث تم الانتهاء من جميع أعمال البنية التحتية من مياه وصرف صحي وكهرباء وتمهيد الطرق. والانتهاء من صب القواعد الخرسانية للمبني الإداري ومنطقة المعارض وبعض مناطق المصانع والورش والفندق والمسجد.. وجاري تنفيذ باقي الأعمال من رصف للطرق وبناء السور الخارجي حول المدينة واستكمال الإنشاءات.. حيث تشرف علي التنفيذ القوات المسلحة ومن خلال مجموعة من الشركات الخاصة..ورصدت "المساء" تطورات المشروع واستمعت إلي مختلف الآراء حوله. يقول د. إسماعيل عبدالحميد طه محافظ دمياط ان أولي العقبات التي واجهت المشروع كانت توفير الأرض اللازمة وقمنا بعمل دراسة جدوي وشاركنا به ضمن عدد من المشروعات الأخري في مؤتمر شرم الشيخ.. يضيف أن "مدينة الأثاث" مشروع قومي واستثماري يحقق عوائد اقتصادية واجتماعية وسينعش سوق وتجارة الأثاث في دمياط ويفتح أسواقًا جديدة للتسويق والاستثمار وتم تخصيص الأرض لها بمنطقة شطا علي مساحة 331 فدانا والمشروع يسير بخطي ثابتة وفق معدل زمني. وتم إنشاء شركة لإدارة المشروع بقيمة مالية قدرها 5 مليارات جنيه مصري رأس المال 5412 مليون جنيه مصري وهي شركة مساهمة ساهمت دمياط بقيمة الأرض بنسبة 40% وشارك بنك الاستثمار القومي بقيمة 40% وشاركت وزارة التجارة والصناعة بنسبة 5% وكذلك شركة "أيادي" التابعة لوزارة التخطيط بقيمة 15%.. وتنتظر زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للمحافظة قبل نهاية العام لافتتاح المدينة. يري طه أن فكرة المشروع تتبلور في أننا نمتلك صناعة رائعة ولدينا في دمياط أمهر الحرفيين علي مستوي العالم في صناعة الأثاث ونحن نريد أن نعظم تلك الصناعة من خلال إضافة أبعاد لم تكن موجودة في السابق وعاوز أقول إن الأثاث المصنوع من الأخشاب الطبيعية علي مستوي العالم تصل نسبته إلي 15% ومن أهداف المشروع تطوير الصناعة لأنه يتم توريثها ونحن نريد لهذه الصناعة أن تدرس ولا تورث. ونريد تطوير الصناعة العشوائية التي أفرزت فشلا غير عادي. ونريد أن نؤسس لصناعات متكاملة من خلال إنشاء العديد من المصانع المكملة من دهانات ومسامير ومعدات وجميع مستلزمات الصناعة. وإن شاء الله مدينة دمياط للأثاث ستكون أول مدينة متخصصة ومتكاملة في الشرق الأوسط وستضم معرضا علي مساحة 110 آلاف متر مربع داخل المدينة. يشير محافظ دمياط إلي أن ورش المدينة الجديدة ستكون تمليكًا وأن الشركة وقعت اتفاقًا أول مع بنك مصر بقيمة مليار ونصف المليار جنيه مصري ستوجه لمساعدة صغار الصناع علي تملك الورش الصغيرة والمتوسطة وهي مبادرة من البنك المركزي وبفائدة 5% علي 10 سنوات القرض 90% من قيمة الورشة ويمكن استخدام القرض لشراء المعدات اللازمة. ونجهز لمعرض المعدات للشراء بشكل مباشر وميسر. يتخوف أصحاب الورش القديمة.. من المشروع الجديد.. يقول إبراهيم الحلبي إن مدينة دمياط للأثاث تعني إحلال لمنظومة صناعة الأثاث الحالية لصالح من يراهم قلة من كبار المستثمرين والقضاء علي عناصر المنظومة الحاليا بدءا من تجار الخامات الورش الصغيرة العمالة الكثيفة جميع معارض تجار الموبليات كبيرة وصغيرة إلي نشاط النقل "سيارات عربات ربع نقل عربات الكارو". وأن الجزء الخاص بصغار الحرفيين يضم 3 آلاف ورشة صغيرة ستملك لصغار الحرفيين بمبالغ بسيطة وبالتقسيط المريح ماشي هنفرض يا سيدي انها هتتخصص لصغار الحرفيين مجانا ونقول كل ورشة هيشتغل فيها 7 صنايعية يعني كل اللي هيشتغلوا اضرب ال 3 آلاف في سبعة يطلع 21 ألف صنايعي.. الوضع الحالي لصناعة الأثاث في دمياط فيه أكثر من 30 ألف ورشة بيشتغل فيها 200 ألف صنايعي.. لأننا ضربنا عدد الورش 30 ألف ورشة في 7 صنايعية يطلع 210 صنايعية يعني هيشتغل في مدينة دمياط للأثاث زي ما قلنا 21 ألف صنايعي اخصمهم من 210 ألف اللي في الورش الحالية يبقي هيفضل 189 ألف صنايعي هيروحوا فين؟ طبعًا الإنتاج في مدينة الأثاث هيبقي حديث ومتطور وعالمي.. ويستغني عن الصنايعية القدامي. يري الحلبي ضرورة العمل بالتوازي لتطوير الإنتاج في الورش الحالية بالتدريب وإرسال مجموعات من الحرفيين للدول المشهورة بصناعة الأثاث بإيطاليا وفرنسا وإسبانيا يتدربوا ويتعلموا ويرجعوا وينقلوا الخبرة والدمياطي في الموبليات عبقري "هيلقط" الخبرة بسرعة.. وكمان كلية القنون التطبيقية بها قسم تصميم أثاث نفتح مكاتب تصميم بالاشتراك بين خريجي القسم والمعلمين الكبار لعمل تصميمات حديثة. وأنه يمكن تخفيض أسعار المنتج وينافس في الخارج من خلال حوافز التصدير لخفض الجمارك عن خامات الموبليات وطبعا مع كسر احتكار قلة من التجار الكبار للتسويق. ويطالب بتأسيس شركة لتسويق الأثاث بأسهم لصغار التجار وأصحاب الورش والصنايعية تساهم في تخفيض سعر المنتج وتحقق توازن السوق ويزيد الطلب ويزيد البيع. ويقول ممدوح الدعدع "من قدامي صناعة الأثاث بدمياط" في عام 1958 تحدث عبدالناصر عن صناعة الأثاث دمياطي ونتج عن ذلك إنشاء جمعيات تعاونية.. وبعد 58 عاما تحدث السيسي عن صناعة الأثاث وسينتج عن حديثه مدينة للأثاث. خطاب الرئيس جمال عبدالناصر الذي تحدث فيه عن صناعة الأثاث بدمياط أثناء انعقاد المؤتمر التعاوني الرابع للتعاونيات الذي عقد في جامعة القاهرة في 26 نوفمبر منذ 58 عاما والتقط حمدي عاشور نائب دمياط في الاتحاد القومي في هذا الوقت هذه الرسالة من الرئيس جمال عبدالناصر وأدخل صناعة وتجارة الموبيليات في تخطيط "الاتحاد القومي" بدمياط من حيث هي مشكلة تستوجب سرعة العلاج حتي يرتفع مستوي هذه الصناعة وتحتل مكانتها المرموقة في الأسواق. وتعددت الاجتماعات من جديد وانتهي الرأي إلي تكوين جمعية تعاونية وانعقد مؤتمر في وزارة الصناعة من وكيل الوزارة ومدير الرقابة الصناعية ورئيس الاتحاد القومي بدمياط والمؤسسين من التجار والصناع وأصحاب الورش والمعارض واتفق الرأي علي قيام هذه الجمعية لرفع المستوي الفني لإنتاج الأثاث ورعاية المشتغلين به من عمال وأصحاب أعمال ثم انتقل المجتمعون إلي مقر الاتحاد القومي بالجزيرة حيث عقد اجتماع آخر تكونت فيه الهيئة التأسيسية واختير حمدي عاشور رئيسا لهذه الجمعية. وأصبحت لها هيئة تعمل وتتخذ الإجراءات طبقا لقانون 317 لسنة 1956 وفي هذا الاجتماع اتخذت قرارات تأسيس جمعية تعاونية لصناعة الموبيليات. أغراضها ودعم الأعضاء بما يلزم لاستقرار مصانعهم ويدخل في ذلك الأدوات والأموال والخامات. إنتاج الموبيليات وتجهيزها وبيعها بأسعار تعاونية حتي ترتفع القدرة الشرائية وامتصاصها من السوق. وبالتالي تنتعش هذه الصناعة وتروج إدخال الآلات الحديثة والتطور بهذه الصناعة والتسهيل علي الأعضاء بالقيام بجميع الأعمال المصرفية من إقراض واقتراض وقبول الودائع لتنفيذ هذه الأغراض وتكونت لجنة مؤقتة لجمع الاكتتاب وما لبث أن جمع لهذه الجمعية 20 ألف جنيه في الوقت الذي تتخذ فيه الإجراءات نحو تسجيلها. وبالفعل بدأ إنتاجها قبل نهاية عام 1959 والسؤال الذي يطرح نفسه أين هذه الجمعيات الآن؟ ضاعت وأفلست وتم بيعها. وعشش الفساد فيها. وتناحر أعضاء مجالس إدارتها مع بعضهم البعض حتي أغلقت أبوابها بالضبة والمفتاح.. والعيب لم يكن في القانون أو في الفكرة. ولكن العيب كان في أرباب المهنة بكل أسف الذين لم يحافظوا علي فكرة هذه الجمعيات التعاونية. وبعد 58 عاما تحدث رئيس مصر من جديد عن صناعة الأثاث بدمياط وأمر بإنشاء "مدينة للأثاث" وإدخال الآلات الحديثة وفي يوم 4 يوليو تم الانتهاء من تأسيس شركة مدينة "دمياط للأثاث" بعد صدور قرار تأسيسها بشكل رسمي من الهيئة العامة للاستثمار بهدف إنشاء مدينة صناعية حرفية متكاملة للأثاث مساهمة مصرية 100%.