اللافت في معركة استعادة الموصل. أن التحذير من نتائج تحرير المدينة. ومن محافظة نينوي العراقية. يغلب علي التوقعات بالقضاء علي تنظيم داعش. وهو تحذير في ظني صحيح تماماً. حتي الرئيس الأمريكي أوباما. وقد أحاطت بموقفه في بدايات التنظيم وتعاظمه ظلال كثيرة. أشار في تصريحات أخيرة إلي أن استرداد الموصل من إرهابيي داعش. لن يكون سهلاً. وأضاف قوله: إن أخطر المراحل ستكون بعد تحرير المدينة. التي جعلها داعش عاصمة لحكمه. إن استرداد الموصل يتجاوز الانتصار العسكري. وانتزاع نينوي من قبضة داعش. إلي الملابسات الخطيرة التي تحيط بذلك.. فعدد أبناء الموصل يبلغ حوالي المليونين. بدأت هجرتهم بالفعل إلي الداخل العراقي. أو إلي الحدود السورية. وقد أعلنت حكومة العراق أنها خصصت 120 ألف خيمة لإيواء الفارين من جحيم القتال. وهو عدد لا يتناسب مع أعداد مواطني الموصل. بحيث قد يمثل مع توالي أيام الهجرة مأساة إنسانية يصعب حلها. وكما تدل التقارير. فمن المتوقع أن يلجأ مسلحو داعش إلي تركيا. أو إلي سوريا. أو مدن أوروبا. وربما استخدم التنظيم أسلحة كيماوية. ما دفع القيادة العسكرية الأمريكية إلي تجميع القذائف الفارغة لداعش. للتأكد من الآثار الكيماوية أو الجرثومية. داعش يعلم أنه يخوض معركته الأخيرة. فالنتائج لن تقتصر علي الموصل. ولا علي العراق. بل ستشمل وجوده في الوطن العربي. بما قد يدفعه إلي ملاذات بديلة في دول الغرب. التي ساعدت علي قيامه في البداية. وأتاحت له إمكانات التوسع. وارتكاب جرائم لم يشهدها التاريخ الإنساني.. انتقل الحذر والقلق من أقطار المنطقة العربية عدا قطر وإسرائيل لأسباب يسهُل تبينها!! إلي عواصم الغرب ومدنه. وصار القضاء علي داعش أولوية للقيادات السياسية والعسكرية في الغرب. بتأثير موجات الإرهاب التي أثارت الفزع في الشارع الغربي. وإذا كنا قد تعرفنا إلي بشاعات داعش في أوقات احتلالها لأجزاء من الأرض العربية. فمن المتوقع أن ترتكب في أوقات الهزيمة جرائم أشد عنفاً. والحق أن الخوف من الجرائم اللا إنسانية لا يقتصر علي إرهاب داعش. ثمة مقاتلو الحشد الشعبي الذين يجعلون الطائفية سابقة علي الوطنية والقومية. هذا ما حدث في الماطق التي استُردَّت من إرهابيي داعش. فقد ارتكب مسلحو الحشد الشعبي جرائم لا تقل بشاعة عن جرائم داعش. لمجرد تحقيق انتصارات طائفية. دفع مئات الألوف من العراقيين أرواحهم ثمناً لها. ولأن أوهام الخلافة العثمانية تسيطر علي أفكار أردوغان وتصرفاته. فإن إصراره علي مشاركة القوات التركية في تحرير الموصل ليس رغبة استعراضية. ولا لمجرد نسبة المشاركة في النصر له ولبلاده. بل إن مستقبلالتطورات يشي بما هو أبعد من إزالة الخطر الداعشي عن الموصل. ولعله يجب كذلك مناقشة ما يتطلع إليه مسعود برزاني. بمشاركة البشمركة الكردية في عملية تحرير الموصل. للرجل أحلامه في كردستان. التي قد تشكل الموصل جزءاً منها. وهي أحلام أعدت لها واشنطن في الفترة الأخيرة ما يومئ بإمكانية التحقيق!! مستقبل الموصل في خطر ما لم تنزع القيادات العراقية مطامحها الشخصية والطائفية والعرقية. وتجعل لنفسها هدفاً وحيداً. هو تماسك العراق. ووحدته علي كامل أرضه.