أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي نجاح أعمال اللجنة العليا المشتركة المصرية السودانية التي عقدت بالقاهرة الأسبوع الماضي وأسفرت عن توقيع "وثيقة الشراكة الاستراتيجية بين البلدين". قال الرئيس أمام الجلسة الختامية للمؤتمر العام للحوار الوطني السوداني التي عقدت بالعاصمة السودانية الخرطوم أمس إننا سنبني علي ذلك النجاح سوياً صوب المزيد من تعميق هذا التعاون الوثيق لتوسيع حجم المصالح المشتركة بين بلدينا. أشاد السيسي بالجهود الاقليمية والدولية المبذولة لدعم السودان لاستعادة استقراره.. مؤكداً دعم مصر الكامل للسودان الشقيق العزيز علي قلب كل مصري وحرصها الدائم علي تحقيق السلام والتنمية والازدهار في ربوعه. كانت الجلسة الختامية للمؤتمر العام للحوار الوطني السوداني قد شارك فيها رؤساء تشاد وأوغندا وموريتانيا وأمين عام جامعة الدول العربية وعدد من ممثلي الدول والمنظمات الاقليمية والدولية. وتم الاتفاق علي زيادة التنسيق والتشاور خلال المرحلة المقبلة من أجل تعزيز الجهود الأفريقية الرامية الي التصدي للتحديات المختلفة ومواصلة عملية التنمية. أعرب الرئيس عن بالغ سعادته لوجوده بين أهلنا من أبناء السودان ليكون شاهداً علي هذه المحطة الهامة في تاريخ السودان الحديث.. والتي جاءت بمبادرة كريمة من فخامة الرئيس البشير. وبعد جهد كبير بذله كل الأخوة الأشقاء في السودان لاجراء حوار وطني يجمع مختلف أطياف وكيانات المجتمع السوداني.. ملتفين حول زعامة قوية.. ورؤية ثاقبة.. وهدف مشترك.. لاعلاء مصلحة السودان وتحقيق السلام والاستقرار في ربوعه. قال الرئيس: مصر أولت دوماً أهمية كبري لعلاقاتها بالسودان الشقيق. وهي الدولة الشقيقة والجارة التي تجمعنا بها حدود مشتركة. وترابط ثقافي واندماج بشري فريد من نوعه يضرب بجذوره في أعماق التاريخ.. مشيراً الي أن مصر تحرص علي تكثيف التعاون مع السودان والعمل علي ترسيخ المصلحة المشتركة في شتي المجالات. بما يسهم في تعزيز مساعينا نحو التنمية والرخاء. وبما يحقق الأمن والاستقرار لشعبينا وشعوب المنطقتين العربية والأفريقية. أَضاف: أود أن أعرب في هذا السياق عن سعادتي وارتياحي لما انتهت إليه من نجاح أعمال اللجنة العليا المشتركة بين البلدين التي عقدت للمرة الأولي علي المستوي الرئاسي في القاهرة خلال الأسبوع الماضي. وصولاً الي التوقيع علي "وثيقة الشراكة الاستراتيجية" بين البلدين. وأثق في أننا سنبني علي ذلك النجاح معا صوب مزيد من تعميق هذا التعاون الوثيق وتوسيع حجم المصالح المشتركة بين بلدينا. أكد أن مصر دعمت جميع الجهود المبذولة لارساء الاستقرار والسلام في أرجاء السودان. وكانت مصر من أولي الدول التي رحبت باقامة حوار وطني مجتمعي شامل يجمع جميع الأحزاب والحركات والكيانات السياسية والمجتمعية في السودان. ويعمل علي ترسيخ بنية الدولة السودانية الحديثة القائمة علي مبادئ المشاركة والديمقراطية. بما يكفل الاستمرار في حماية الحقوق والحريات. ويسهم في تحقيق الأمن. والرخاء لجميع المواطنين السودانيين. كما رحبت مصر بالمبادرة الكريمة للسودان بالتوقيع علي خارطة الطريق المقدمة من آلية الوساطة الأفريقية في مارس الماضي. والحرص علي الاستجابة للمساعي الاقليمية والدولية الهادفة لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام في كافة أنحاء السودان. والترحيب بفتح باب الحوار لكافة القوي والفصائل السودانية. وجه السيسي حديثه للبشير قائلاً: إنني أشيد مجدداً بشجاعتك كرجل دولة في اتخاذ القرارات المصيرية التي يكون من شأنها الحفاظ علي مصالح السودان العليا.. معرباً عن تقديره بالمبادرة الوطنية من أجل العمل علي تحقيق وحدة الصف السوداني. لأثق في أن حكمتكم المعهودة ستمكنكم مجدداً من حشد كل القوي المخلصة لأبناء السودان واستكمال الطريق باتجاه تحقيق ما تم التوافق عليه في اطار الحوار الوطني من العمل علي تشكيل حكومة وحدة وطنية تستأنف جهود تطوير الأوضاع الاقتصادية والسياسية. والاشراف علي عملية الاصلاح الدستوري. بما يضمن تحقيق آمال الشعب السوداني في الاستقرار والسلام. قال: يطيب لي في ذلك السياق أن أنوه بالجهود الاقليمية والدولية المبذولة لدعم السودان لاستعادة استقراره. وأن أؤكد دعم مصر التام للجهود التي تقوم بها الآلية الأفريقية رفيعة المستوي برئاسة الرئيس تابو مبيكي. أضاف الرئيس السيسي: أضم صوتي إليكم فخامة الرئيس في دعوتكم لكافة القوي المخلصة من أبناء السودان لدعم جهودكم لايجاد مجال سياسي أرحب ومظلة سياسية متفق عليها. يتحرك في اطارها كل وطني يبتغي تحقيق آمال أبناء السودان. وكذا دعوتكم لكافة الحركات للالتحاق بهذه الجهود. بما يتيح لأشقائنا السودانيين في دارفور وفي النيل الأزرق وجنوب كردفان وفي كافة ربوع السودان أن ينعموا بالسلام والرخاء. وبحيث يكون أهل السودان جميعاً علي قلب رجل واحد متجهين معاً لتحقيق ما تم التوافق عليه من إعلاء لمبادئ المواطنة. باعتبارها أساساً للحقوق والواجبات المتساوية لكل السودانيين. واحترام حقوق الإنسان وحمايتها. والفصل بين السلطات. وأن يلتف الشعب كله حول جيشه الوطني.. وبما يتيح لكل الأشقاء في السودان أينما كانوا أن يعيشوا في كنف وطن موحد. تعلو فيه الهوية الوطنية السودانية علي ما عداها. في ظل استقرار سياسي واقتصادي. وفي ظل الحفاظ علي الشرعية الدستورية الجامعة التي تنبع من إرادة الشعب. شدد الرئيس في هذا السياق علي استعداد مصر للقيام بكل مسعي. ولبذل كل جهد. بهدف دعم كافة السودانيين للمضي يداً بيد في هذا الطريق. وفي ختام كلمته هنأ الرئيس البشير مجدداً علي هذه الخطوة المهمة في سبيل تعزيز استقرار السودان ورخائه.. مؤكداً دعم مصر الكامل للسودان الشقيق العزيز علي قلب كل مصري. وحرصها الدائم علي تحقيق السلام والتنمية والازدهار في ربوعه. كان الرئيس السيسي قد وصل الي الخرطوم للمشاركة في ختام أعمال مؤتمر الحوار الوطني السوداني وكان في استقباله بمطار الخرطوم الرئيس عمر البشير. حيث أقيمت مراسم الاستقبال الرسمية.. وقد عقد الرئيس فور وصوله اجتماعاً مع الرئيس عمر البشير. تم خلاله التأكيد علي عمق العلاقات التي تربط بين البلدين. وأهمية متابعة نتائج اجتماعات اللجنة العليا المشتركة التي عقدت علي المستوي الرئاسي لأول مرة في القاهرة الأسبوع الماضي. من أجل الوصول بعلاقات التعاون المشترك الي الآفاق التي تلبي طموحات الشعبين وتحقق المصلحة المشتركة للبلدين وفقاً لوثيقة الشراكة الاستراتيجية التي تم التوقيع عليها في ختام أعمال اللجنة المشتركة.. كما تمت مناقشة نتائج مؤتمر الحوار الوطني السوداني. حيث أكد الرئيس دعم مصر ومساندتها لكافة الجهود التي يقوم بها الرئيس عمر البشير لتعزيز وحدة الصف وتحقيق السلام والاستقرار في كافة أنحاء السودان. انضم الي الاجتماع الرئيس التشادي إدريس ديبي والرئيس الأوغندي يوري موسيفيني. حيث تمت مناقشة آخر التطورات علي الساحة الأفريقية وسبل دعم جهود احلال السلام والاستقرار في ربوع القارة.. كما تم تناول عدد من القضايا والتحديات التي تواجه الدول الأفريقية. وتم الاتفاق علي زيادة التنسيق والتشاور خلال المرحلة المقبلة من أجل تعزيز الجهود الأفريقية الرامية الي التصدي للتحديات المختلفة ومواصلة عملية التنمية.