كشف العائدون من ليبيا عن مدي المعاناة التي ذاقوها علي ايدي ميلشيات مسلحة طوال فترة احتجازهم التي استمرت أكثر من 5 شهور تقريبا بعد الاستيلاء علي أموالهم وهواتفهم المحمولة إضافة إلي حفلات التعذيب التي تعرضوا لها يوميا فوراء كل عامل قصص وحكايات تدمي القلوب مر بها العائدون من جحيم ليبيا. قال وليد فرحات سنوسي: تركت أسرتي في القرية وتوجهت إلي ليبيا سعيا نحو الرزق ولقمة العيش لمدة عام ونصف كنت أعمل ليلا ونهارا من أجل ادخار المال لي ولأسرتي لتوفير حياة كريمة لهم إلا أن حظي العاثر قادني لاستقلال سيارة ميكروباص وقام السائق الليبي باصطحابنا إلي طريق الموت المؤدي إلي ميلشيات مسلحة وألقت القبض علينا أنا و6 من أبناء قرية السوبي وآخر من الفيوم واصطحبونا إلي سجن بمدينة مصراتة لمدة 26 يوما ومنها تم ترحيلنا إلي سجن آخر ومكثنا به طوال المدة الماضية وتعرضنا خلالها للإهانة والابتزاز وأساليب التعذيب والاستجوابات المستمرة طوال اليوم بلا توقف. أوضح انه تم تحريرهم واستقلوا طائرة تابعة للخطوط الجوية الليبية قادمة من مصراتة إلي مطار برج العرب. أشار محروس جمعة بركات إلي أنه مكث 4 شهور داخل سجن بليبيا تعرض خلالها إلي معاملة قاسية والاهانات والشتائم والسب والضرب بالكرباج والصعق بالكهرباء التي تعرضوا لها من أجل الحصول منهم علي أي معلومات كما قاموا بالاستيلاء علي تحويشة الغربة طوال العام ونصف العام التي كنت مدخرها من أجل الزواج وضاع الكل بعد دخولنا السجن ووجه اصابع الاتهام إلي سائق الميكروباص الليبي. أضاف أنه تم عرضهم علي النيابة العامة الليبية والتي قررت إخلاء سبيلهم. أضاف خلف سنوسي بأنهم "شافوا الويل" داخل السجون الليبية من تعذيب والم مدعين اننا نعمل لحساب جهات أمنية تارة وأننا "دواعش" تارة أخري فكانت حفلات التعذيب طوال اليوم بطرق متنوعة. وتابع كنت أعيش علي رغيف خبز واحد طوال يومين. يقول نجاح جمال توني: كنت أتمني رؤية والدي قبل وفاته من الحسرة والحزن إلا ان القدر لم يكتب لي تلك الفرصة فذهبت إلي ليبيا لأني لم أجد فرصة عمل في مصر وتركت أولادي ووالدي وأمي وأخوتي حتي شقيقي الذي كان يرافقني هناك وصل قبل الحادث إلي مصر ونجا من هذا الجحيم. قال نبيل حفظي سيد: كنت محبوسا في بلاد لا تعرف الرحمة أخذوا مني كل شيء وتحويشة عمري ضاعت واقول للشباب خليكم في مصر وكل عيش حاف وبلاش تسافروا لليبيا فيما قالت والدته: "احنا ناكلها بدقة وابني يشتغل في مصر أي حاجة ولن اسمح له بالسفر مرة أخري فلم يعد لدي دموع أبكيها لو ضاع مني مرة ثانية". كانت قرية السوبي بمركز سمالوط تزينت لاستقبال أبنائها "7 عمال" كانوا محتجزين لدي سلطات الجيش الليبي بمصراتة حيث تمكنت السلطات المصرية بالتنسيق مع السلطات الليبية من إطلاق سراحهم والعودة إلي مسقط رأسهم بعد احتجازهم بالسجون 5 شهور وعمت الفرحة ارجاء سمالوط بعد عودة أبنائها وهم: محروس جمعة بركات ونبيل حفظي سيد ووليد فرحات سوبي وأحمد محمد سيف ورامي رضا توني وخلف محمد شتيوي ونجاح جمال توني.