علي مدار ما يزيد علي ثلاثين عاما كان ل"المساء" دور بارز في الحركة الفنية والمسرحية بالإسكندرية ليس لتغطية الأنشطة الفنية فحسب بل واكتشاف المواهب الجديدة.. فأول ظهور للفنان ايهاب توفيق كان ب"المساء" في أعقاب مشاركته بأغنية في حفل بسينما ركس بالمنشية وكان ل"المساء" دور بارز في الكشف عن موهبة الفنان أحمد السقا وكان في بداية حياته الفنية ويشارك بأدوار ثانوية في عروض المسرح الكوميدي علي خشبة بيرم التونسي.. والفنان محمد هنيدي في بداية ظهوره بمسرحية "العسكري الأخضر" مع الفنان سيد زيان.. والفنان أشرف عبدالباقي في بداية ظهوره أيضا في مسرحية "خشب الورد" مع الفنان محمود عبدالعزيز ثم لمع نجمه بعرض مسرحي سكندري وهو "ولاد ريا وسكينة" من إنتاج رجل الأعمال السكندري الراحل محمد العبد والفنان حسن يوسف وهو أول وآخر بطولة للفنانة المعتزلة سهير رمزي.. وظلت "المساء" علي مدار سنوات ترصد الحركة الفنية المسرحية لكبار النجوم.. الذين قدموا أعمالا متعددة للفنانين المتحدين منها الزعيم وشارع محمد علي ونص أنا ونص انتي للفنانة اسعاد يونس وسهير البابلي وغيرها.. ويقول ايهاب مبروك مديرعام فرقة الإسكندرية التابعة للبيت الفني للمسرح لا نستطيع ان ننسي دور "المساء" في التواجد بمسارح القطاع الخاص فقد كانت شعلة مشتعلة وكان في ذلك الوقت أكثر من 13 عرضا مسرحيا من إنتاج يسري وأحمد الأبياري وجلال الشرقاوي والفنانين المتحدين وعروض مسرح الدولة والثقافة الجماهيرية وللأسف اندثرت المسارح ولم يبق سوي القلة التابعة لمسرح الدولة.. وأضاف أتذكر اننا قدمنا عرض عام 1992 تحت اسم "ملك الشحاتين" وكانت "المساء" تنفرد بنشر حوارات معنا جعلت منا نجوم.. بخلاف تغطيتها لعروض الثقافة الجماهيرية بالأنفوشي والحرية والشاطبي.. واضاف يرجع ل"المساء" الفضل في اكتشاف الفنانة بدرية طلبة ورضا ادريس ومحمد شرف والراحل مصطفي رزق بالاضافة إلي محمد يحيي وفهمي شتوي وإبراهيم أبوالعطا وغيرهم.. أما الشاعر "جابر بسيوني" فيقول: لقد كانت ل"المساء" الأفضلية في تغطية نوادي الشعراء والقصة وتغطية مؤتمراتنا الشعرية حتي أصبحت باقي الإصدارات تحذو حذوها بل وكان أبناد المحافظات المشاركين في لقاءاتنا الشعرية يبحثون عن "المساء" لنشر إبداعاتهم. .. ونعود من جديد لنشر انفرادات "المساء" في عصر المسرح الذهبي بالثغر والذي اندثر مع رحيل فنانين عاشقين للإسكندرية ومنهم سيد زيان ويونس شلبي وسعيد صالح والمنتج يسري الابياري وغيرهم.. وانفردت "المساء" بأول حديث مع الفنان روجر مور "جيمس بوند" الذي أكد عشقه للفول والطعمية.. ورصدت الدكتور أسامة الباز مستشار الرئيس في التسعينيات وهو يقف علي شباك تذاكر مسرح عبدالوهاب أسوة بغيره والفنانة الراحلة ماري كويني التي روت ذكرياتها مع الزمن الجميل.. وغيرهم في حوارات انفرادية حول مشاكلهم من تجاهل المنتجين لهم.. كما كان ل"المساء" الدور الهام في رصد تجارب المؤلف لينين الرملي الإنتاجية عقب انفصاله عن محمد صبحي علي مسرح سينما ستراند الصيفي سواء مع الفنانة عبلة كامل أو الفنان أشرف عبدالباقي.. وأيضا أول تجربة مسرحية للفنان الشحات مبروك "لو مشغول كلمني علي المحمول" وأول عمل مسرحي لرانيا محمود ياسين مع محمد رياض "الإخوة الأندال" وكشفت "المساء" عن قصة الحب التي انتهت بالزواج.. وأول بطولة بين رانيا فريد شوقي وعلي الحجار "اللهم اجعله خير" لمسرح الدولة وآخر عرض للفنانة سهير البابلي في "العالمة باشا" وعروض الفنان سمير غانم مثل "أنا ومراتي ومونيكا وفارس بني خيبان" وغيرهم وزول ظهور للفنانة المعتزلة جيهان نصر ككمبارس في عرض ولاد ريا وسكينة.. وغيرها من عروض مسرحية وندوات ومهرجانات فنية وعروض السيرك العالمي ورصد لمشاكل الموسيقيين السكندريين والاستعدادات لافتتاح القناة الخامسة قبل انشائها ثم بعد افتتاحها الرسمي وحفلات اذاعة الإسكندرية وأزمة القبض علي الفنان "سعيد صالح والراحل سعيد طرابيك" ورصد لحياتهم داخل السجن.. لقد كانت الإسكندرية منارة للفنون بجميع أنواعها فأغلقت المسارح وامتنع القطاع الخاص عن الإنتاج واختفت قصور الثقافة ومعها المواهب السكندرية التي تبحث عن من يحتويها وندر إنتاج مسرح الدولة ولم يعد للإسكندرية سوي الذكريات.