كنت من ضمن ملايين المصريين الذين تعاطفوا مع الاستشاري المهندس الدكتور ممدوح حمزة عندما تم القبض عليه في لندن بتهمة التهديد أو التخطيط لقتل أربعة من كبار المسئولين في مصر قبل ثورة 25 يناير. وكان من بين هؤلاء الذين تم تهديدهم الدكتور فتحي سرور رئيس مجلس الشعب السابق والدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق والدكتور محمد إبراهيم سليمان وزير الإسكان الأسبق. وقد تابع الشعب المصري بكل اعصابه واهتمامه قضية الدكتور حمزة وادركنا أيامها انها عملية مدبرة ضده أو كما قيل من الدكتور محمد إبراهيم سليمان نتيجة لخلافات مترتبة علي اسناد عمليات مقاولات وحرمان شركته أو حرمانه من ارساء العطاءات عليه. ولأن الشعب المصري وقتها كان في ذروة غضبه المكتوم من نظام الحكم السابق ورموزه بسبب تفشي الفساد وانعكاسه علي حياة هذا الشعب بالسلب فقد كان التعاطف كبيرا مع الدكتور حمزة وظللنا نتابع القضية بكل الاهتمام حتي تم الافراج عنه. وقد استمرت الحرب دائرة ضد الدكتور حمزة بعد هذه الواقعة بسبب ارساء العطاء عليه في تصميمات مشروع إسكان شعبي في أسوان وقامت حملة ضده تؤكد ان هناك عيوبا فنيا في هذه التصميمات لتهدد باحتمال انهيار هذه المساكن.. وشارك في هذه الحملة محافظ اسوان في ذلك الوقت مع جهات اخري وايضا تعاطفنا مع الدكتور حمزة في هذه القضية علي اعتبار انها امتداد لمسلسل الاضطهاد والذي يمارس ضده إبان حكم الرئيس السابق مبارك. وكان من الطبيعي أن يظهر الدكتور ممدوح حمزة كناشط سياسي بعد ثورة التحرير واسقاط النظام السابق وينضم بكل قوة إلي شباب الثورة مؤيدا ومساندا ومؤازرا لهم بل وقائدا أحيانا من خلال المنابر الكثيرة التي كانت تقام في ميدان التحرير ولا غبار علي الرجل في ذلك فقد عاني من ظلم رموز النظام السابق واضطهادهم ومحاربتهم له في كل موقع كان يتواجد فيه. وعندما زادت الاعتصامات في ميدان التحرير علي الحد المعقول وبدأت تؤثر علي عجلة الإنتاج في مصر من خلال الإصرار علي عدم إخلاء الميدان والاعتصام فيه ليل نهار وما يترتب علي ذلك من تعطل المرور وارتباكه نظرا لوقوع الميدان في قلب القاهرة سمعنا ان الذي يقوم بالصرف علي هؤلاء المعتصمين ومدهم بالأموال هو الدكتور ممدوح حمزة!! وأقول "سمعنا" مجرد كلام يتردد من البعض دون أن يكون لدينا دليل علي ذلك.. وتساءلنا: ما هو الهدف من استمرار الاعتصامات والمظاهرات المليونية في الميدان تحت مسميات كثيرة دون أن يكون هناك نهاية لهذه الاعتصامات وماذا يريد الدكتور حمزة من وراء ذلك؟! وبالأمس فقد قرأت في صحيفة "المساء" ان الدكتور ممدوح حمزة تلقي تهديدا بالقتل علي التليفون من شخص يدعي سعيد محمد صبحي وقد قام حمزة بإبلاغ مباحث وزارة الداخلية فتم القبض علي هذا الشخص الذي فجر مفاجأة في التحقيقات. لقد ذكر المتهم ان الدكتور ممدوح حمزة يستأجر اشخاصا للتظاهر والاعتصام في ميدان التحرير مقابل مائة جنيه يوميا للفرد وان سبب الخلاف ان الدكتور لم يدفع مبلغ 40 ألف جنيه قيمة استئجار 400 فرد!! لست ادري إلي أي نتيجة انتهت التحقيقات أو ستنتهي إليها لكن ما ذكره المتهم يضع اكثر من علامة استفهام حول اهداف الدكتور حمزة من استئجار هؤلاء الاشخاص للتظاهر والاعتصام وفي كل الأحوال فإن هذا الاتهام يؤكد الشائعات التي سبق ونسبت للدكتور حمزة ويجب عليه شخصيا ان يشرح لنا هذا اللغز الغامض ويضع النقاط فوق الحروف لتظل صورته مضيئة في أذهان الملايين الذين سبق وتعاطفوا معه.