تشهد الترع بمحافظة الشرقية انتشار نبات ورد النيل في ظل عجز المسئولين بالمحافظة عن إيجاد علاج له.. ليمنع وصول مياه الري للأراضي الزراعية مما يهددها بالبوار.. الفلاحون حاولوا بأيديهم "تسليك" الترع لكن فشلوا لانتشاره بكثرة وبقوة الصاروخ. يقول السيد رحمو نقيب الفلاحين بالشرقية إن ورد النيل نزيف للماء ويجعلنا نفقد كميات كبيرة منها في ظل تقاعس المسئولين بالمحافظة عن إيجاد حل لمنع انتشاره أو رفعه من الترع كما أنه أدي لتحجب وصول المياه لنهايات الترع خاصة قري شمال الشرقية مما يؤدي إلي بوار الأراضي الزراعية وقيام الأهالي باللجو إلي المياه الجوفية المالحة والتي أصابت الأراضي بالهزال وقلة الإنتاجية ولابد من سرعة تحرك المسئولين لإزالة ورد النيل من الترع قبل فوات الأوان. يضيف محمد المصري "مزارع": ورد النيل مأوي للقواقع مثل البلهارسيا والزواحف والثعابين والتي تهدد حياة المزارعين بالخطر لنزولهم الترع باستمرار لوضع خراطيم مياه ماكينات الري وتسليكها من ورد النيل بقدر الإمكان. مشيراً إلي أن التطهير الخاطيء يزيد من انتشاره. يقول سامي علي "مزارع": إلقاء القمامة بالترع أيضاً جريمة وضاعف من الأزمة وفي حالة تطهير الترع يتم إلقاء ورد النيل علي الجسور مما يجعلها تنمو مرة أخري ولابد من نقل ورد النيل من الترع لأماكن بعيدة عن الترع للخلاص منه خاصة وأن نزول الفلاحين للترع أصاب الغالبية منهم بالبهارسيا وأنهكهم المرض وأصبحوا قعيدو الفراش ويشكلون عبئاً علي أسرهم. يلفت علي حمادة إلي أن الترع غطاها ورد النيل وأصبحت لا تظهر لها أي معالم وتحولت إلي مسطحات خضراء وأصبح يعوق تشغيل ماكينات الري ولابد من إيجاد حل للقضاء علي ورد النيل للحفاظ علي كل نقطة مياه نحن أحوج إليها خاصة في ظل أزمة المياه التي نعيشها. يقول بيومي زكي: عمليات التطهير للترع لا تتم علي الوجه الأكمل وعلي طريقة "مشي حالك" ويلجأ الغالبية من الأهالي إلي دفع إكراميات لسائقي الكراكات لعدم الحفر أمام أراضيهم أو منازلهم للحفاظ علي الأشجار التي زرعوها في حرم الري كما شهدت الترع عمليات ردم مستمرة وزمان كنا نري خفراء الترع باستمرار ووضعهم رايات ليقولوا نحن هنا ولكن أصبحنا لا نراهم أبداً وسدت الترع ولابد من مراجعة شاملة لحالة الترع وإزالة أي عوائق بها خاصة ورد النيل وتطبيق القانون علي المخالفين. يقول كرم حمدان: سبق أن أعلنت الحكومة عن وجود دراسات لاستغلال ورد النيل في الصناعات الخشبية والأعلاف ولكن مر كل ذلك مرور الكرام ولم يطبق علي أرض الواقع رغم أن ورد النيل ثروة لو أحسن استخدامها لحققنا مكاسب كبيرة فهل سيتم تطبيق ذلك علي أرض الواقع أم ستظل تعيش الترع والفلاحين وضعاً مؤلماً إلي أن يأذن الله بالفرج. يشير أحمد علي: مرور الترع بالقري ووجود ورد النيل بكثافة يجعلها تشكل خطراً علي الأطفال خاصة وأنه ولو قدر الله في حالة غرق أحدهم فلن نراه أبداً مما يفوت علينا إنقاذه. يقول أحمد عادل: ورد النيل دخل مصر في عهد الخديو توفيق لتزيين البرك المائية لكنه تسرب من قصوره إلي نهر النيل لينتشر في الترع والمصارف بجميع محافظات مصر وأنه يستهلك 30% من المياه مما يشكل خسارة كبيرة تهدد الأمن المائي في مصر وأنسب الأوقات لإزالته بداية الربيع كما أن القاء الأسمدة الكيماوية ومخلفات الصرف الصحي في المياه تساعد علي زيادة انتشاره ونموه. يقول إبراهيم حمدان: ورد النيل تحول إلي وكر للزواحف والثعابين والمزارعون يخشون النزول للترع لتطهيرها بأيديهم خوفاً علي حياتهم والغريب أن النبات الواحد ينتج 47 ألف نبتة في الشهر مما أصبح بمثابة سرطان يفقد مصر أكثر من 3 مليارات متر مكعب من المياه تكفي لزراعة 120 ألف فدان. حسين السيد "مزارع": نقص المياه بالترع وعدم وصولها إلينا اضطرنا إلي ريها بمياه الصرف الزراعي والصحي لإنقاذ زراعاتنا من العطش والموت رغم أنها كارثة وتؤدي إلي "تطبيل" الأرض وفقدها خصوبتها ولكن ما باليد حيلة نموت من الجوع بعد أن تركنا المسئولين نصارع ورد النيل بمفردنا والجمعيات الزراعية يجب تفعيل دورها في إنهاء الأزمة التي نعيشها بدلاً من جلوس موظفيها في المكاتب. يقول المهندس محمود السعدي رئيس الإدارة المركزية للموارد المائية والري بالمحافظة إن الوزارة يتبعها 3600 كيلو ترع عمومية علي مستوي المحافظة ومن خلال 17 هندسة ري يتم متابعة جميع الترع بإزالة الحشائش وورد النيل منها عن طريق الحفارات وفق برنامج للحفاظ علي المياه كما أن إلقاء مياه الصرف الصحي في المجاري المائية جريمة بكل المقاييس في حق الإنسان لاستخدام المياه في الشرب والزراعة ويتم المرور علي الترع وحصر كافة صور المخالفات وتحرير محاضر بشأنها وإرسالها إلي مديرية الأمن لافتاً إلي وجود ترع خاصة ويتم تطهيرها أيضاً بمعرفة التعاون الزراعي كما تمثل عملية إلقاء الحيوانات النافقة في الترع مشكلة أمامنا حيث تمنع مرور المياه ويتم رفعها رغم استمرارية إلقائها ولابد من توعية الأهالي بأضرار ذلك.