صرخات الفلاحين تتعالي يوما بعد يوم, فآلاف الأفدنة علي مستوي الجمهورية مهددة بالبوار وموت زراعتها عطشا بعد دخول مصر في مرحلة الفقر المائي وتفاقم مشكلة نقص مياه الري وعدم وصولها للترع والقنوات الفرعية بشكل منتظم. الفلاحون يصرخون خوفا من ضياع أراضيهم التي هي أساس الحياة بالنسبة لهم, مطالبين المسئولين بالتدخل وحل هذه المشكلة بعد ان اضطروا لاستخدام مياه الصرف الصحي أو حفر آبار ارتوازية مياه المعين لإنقاذ محاصيلهم رغم علمهم بالمخاطر الصحية لمياه الصرف وكذلك التأثير السلبي للمياه الجوفية علي خصوبة التربة وإنتاجية المحاصيل لسان حال الفلاحين يقول إن كان هذا حالنا قبل سد اثيوبيا فماذا بعد بناء السد ؟!! ويتساءلون في مرارة هل سيصبح حصولنا علي مياه لري اراضينا حلما يستحيل تحقيقه ؟!!. في البداية يقول السيد احمد فلاح من المنوفية ماذا نفعل بعد تحول الترع بالمحافظة الي مقالب للقمامة ومرتع للفئران والثعابين ؟..لم يكن امامنا سوي حفر ابار معين لري اراضينا أوالري بمياه الصرف الصحي لنجنب أنفسنا هلاك المحصول, كما شكي من ارتفاع ثمن ساعة الري المعين التي وصلت الي15 جنيها للساعة وارتفاع تكلفة الفدان الي190 جنيها في المرة الواحدة مما يصيب الفلاح بخسائر فادحة خاصة ان المحاصيل الصيفية مثل الذرة والقطن والبطاطا تحتاج الي ريها كل9 ايام بينما الخضراوات تحتاج الي الري كل4 ايام, بالاضافة الي ان مياه المعين بها نسبة ملوحة عالية تؤثر علي انتاج المحصول وايضا خصوبة التربة. ويشير جمال محمد مزارع من المقاطع إلي معاناتهم من نقص مياه الري خصوصا أنهم يعتمدون في ري أراضيهم علي ترعة أم المكارم التي اصبحت الآن خالية من المياه تماما, وترعة العطف التي ملئت بالقمامة وهو ما جعلهم يستخدمون مياه الصرف لري اراضيهم قبل ان تذبل المحاصيل وتموت عطشا, ويضيف ان نقص مياه الري جعل الكثير من اصحاب الاراضي الزراعية يقومون بتبوير وتسقيع الاراضي وبيعها مباني في ظل الفوضي التي نعيش فيها خصوصا بعد ثورة25 يناير. وتفاديا لمشكلة نقص مياه الري ولكن بشكل عشوائي قام عدد من أهالي قرية كفر طنبدي بمركز شبين الكوم باغلاق ترع البتانونية المارة بمنتصف القرية بالمخالفة لزيادة منسوب المياه بها لري أراضيهم مما أثر بالسلب علي باقي الاراضي التي تعتمد علي الترعة. وأمام تلك المشكلة لم يجد أهالي قرية كفر زرقان التابعة لمركز تلا أمامهم سوي التجمهر أمام ديوان عام محافظة المنوفية لتضررهم من نقص مياه الري وعدم وصولها للترع المارة بالقرية مما يهدد بموت أراضيهم. وفي نفس السياق هدد العشرات من فلاحي ومزارعي قرية موشا بمحافظة أسيوط, بالاعتصام امام ديوان عام المحافظة, وذلك احتجاجا علي نقص مياه الري في الترع والقنوات بحيث لاتكفي لري الارض وزراعة المحاصيل مما يهدد بموت اكثر من4000 فدان داخل زمام القرية. وقال احمد محمد مأمور اطيان زراعية بالموشا, إن القرية تعاني قلة مياه الري في الترع التي لاتكفي لزراعة محاصيلنا الصيفية, مما يهدد ببوار اراضي القرية. واوضح حسين عبد العاطي نقيب الفلاحين باسيوط أن أغلب الأراضي الزراعية بأسيوط تعاني النقص الشديد في الأسمدة ومياه الري. ويؤكد اسامة السيد موظف وصاحب ارض بالمنيا اننا أمام كارثة حقيقية وهي نقص مياه الري التي ازدادت بصورة واضحة جدا خلال هذه الايام, حيث تعاني المحافظة انخفاض منسوب المياه بشكل كبيرفي بعض المناطق وعدم وجودها في مناطق أخري, وتتمثل خطورة هذه المشكلة في تأثيرها علي انتاجية اكثر من مليون فدان بالمحافظة وهو الأمر الذي يعرض بعض المحاصيل الي الهلاك مثل القطن والذرة الشامي والفول الصويا. ويقول رضا علي فلاح بالمنيا ان مشكلة مياه الري بالمحافظة تأتي من عدم وصول المياه إلي القري بعد أن أصبحت بعض الترع مقالب للقمامة وباتت تملؤها الفئران والزواحف بدلا من المياه والبعض الآخر يملؤه ورد النيل والحشائش الأمر الذي ينتج عنه عدم وصول المياه للاراضي وهو مااضطر الفلاحين لحفر آبار ارتوازية والري بمياه المعين. وفي الوادي الجديد يقول وليد عبد الله ان المحافظة لديها مساحات كبيرة من الأراضي الصالحة للزراعة وأن مياه الآبار والتي يعتمد عليها معظم الفلاحين بالوادي لا تكفي لإصلاح تلك الأراضي فلابد من توصيل مياه النيل حتي يتثني لنا زراعتها وتعميرها. ويضيف ان ارتفاع حرارة الجو تتسبب في حدوث اعطال في الطلمبات التي تقوم بضخ المياه من الآبار الي الاراضي فلا يمر شهر إلا ويحدث عطل جديد وهو مايؤثر علي المحصول بشكل كبير وخصوصا ونحن في فصل الصيف وأن الزراعات الصيفية تحتاج إلي المياه باستمرار. وأكد المهندس عبد المنعم المرزوقي وكيل وزارة الموارد المائية والري بالمنوفية اعتماد خطة لاعادة ترشيد مياه الري بالمجاري المائية, والمحافظة تقوم بالتنسيق مع مديرية الزراعة بتحديد كميات المياه الجاري توزيعها كما أكد المرزوقي أن مصر دخلت مرحلة الفقر المائي من قبل مشروع إنشاء السد الاثيوبي فهناك كميات كبيرة من المياه المهدرة يوميا مشيرا إلي ان التراكمات السياسية وموقف إثيوبيا من مصر هو وراء إصرارها علي بناء سد النهضة وقال ان إسرائيل هي المستفيد من إنشاء سد النهضة وتدعم أثيوبيا ماديا لأن تكلفة بناء السد تبلغ4.8 مليار وان اثيوبيا لا تمتلك الأموال لبناء السد. كما اعلن المهندس خالد مدين مدير عام الري بالمنوفية انه لاتوجد أزمة في مياه الري بالمحافظة وان المديرية تقوم بتطهير الترع والقنوات بشكل مستمر. وفي محافظة أسيوط أكد المهندس احمد فؤاد وكيل وزارة الري بالمحافظة علي عدم وجود اي نقص في مياه الري مشيرا الي ان منظومة مياه الري تسير في نظام محدد وموزعة بطريقة عادلة في صورة حصص لكل الاراضي بمختلف المراكز والقري وذلك حسب النظام المعمول به وطبقا لتعليمات الدكتور يحيي كشك محافظ أسيوط بتوفير القدر الكافي من مياه الري الذي يساعد علي نماء المحاصيل الزراعية وزيادة رقعة المساحات المزروعة. واوضح احمد فؤاد ان هناك ادارتين لضبط وتوزيع المياه علي مستوي المحافظات هما الادارة المركزية و مقرها بوزارة الري بالقاهرة والاخري هي الادارة العامة لتوزيع المياه والموجودة بمحافظة أسيوط وهي مسئولة عن توزيع حصص المياه بين المحافظات طبقا للاحتياجات الفعلية. وقال وكيل وزارة الري انه يتم ضبط موازنات الري واعطاء المقننات المائية الكافية لري جميع الزراعات القائمة بالاضافة الي اتباع برامج تطهير الترع وازالة الحشائش واي معوقات تعطل حركة سير المياه في الترع كما يتم التحرك الفوري لمكان اي شكوي بنقص مياه الري والمرور المكثف بصفة مستمرة لجميع المهندسين بمختلف درجاتهم للتواصل مع المزارعين والمستفيدين وحل مشاكلهم بالاضافة الي ابرام عقود صيانة بوابات الترع بصفة دورية لضمان ضبط فتح بوابات الترع دون توقف. وطالب فؤاد المزارعين بالمحافظة بالالتزام بمواعيد المناوبات في فتح بوابات الترع وعدم التعدي علي الترع وجسورها وعدم القاء المهملات والمخلفات في المجاري المائية لإعاقتها حركة سير المياه بالاضافة الي تسببها في تلوث مياه الري..