شلاتين من أجمل وأغني مناطق العالم وهي بقعة غالية من أرض الوطن زاخرة بالطبيعة الساحرة بين الجبال والمياه الصافية والطيور والنباتات النادرة التي تبهر النفس البشرية بإبداع الخالق وعطاياه لمصرنا.. بالإضافة إلي الثروات المدفونة في باطن الأرض لتنعم شلاتين بكل مقومات التنمية.. ولكنها عانت طويلا من الإهمال والتهميش والنسيان بتعاقب وتوالي الحكومات التي لا تنطق إلا بالتصريحات الوردية البعيدة عن التنفيذ. وأخيرًا أيقنت الحكومة أهمية بوابة مصر الجنوبية. وبدأت شلاتين تشهد نهضة في جميع المجالات لتغير وجه الحياة في قراها ونجوعها وإدماجها في استراتيجية التنمية 2030 حيث تم رصد مليار و400 مليون جنيه لعمل البنية التحتية ليتم وضعها علي الخريطة السياحية والاستثمارية والتي ستكون مصدر الثراء لأهلها وللوطن بأكمله. التقينا مع اللواء وجيه محمد المأمون رئيس مدينة شلاتين للتعرف علي ما يحدث داخل مدينة شلاتين. في البداية تحدث اللواء المأمون عن شلاتين فقال: ** تقع أقضي جنوب مصر وتبعد عن مدينة الغردقة 520 كيلومترا وتتكون من قبائل البشارية بنسبة 70% من عدد السكان والعبابدة بنسبة 30% ويتراوح العدد الكلي 30 ألف نسمة وترجع أهميتها لوجودها علي ساحل البحر الأحمر بطول 250 كيلومترًا كميناء حيوي يبدأ من قرية مرسي حميرة شمالا حتي قرية رأس حداربة جنوبا. بالإضافة من الشرق يوجد بها سوق الجمال الدولي والتي تأتي من السودان وإثيوبيا وإريتريا ويصل عددها إلي 8 آلاف جمل في الشهر إلي جانب أنها تضم ثروة معدنية هائلة من خامات الذهب والفوسفات والمنجنيز والماجنيت وجبال بودرة التلك بدرجة نقاء عالية تصلح للتصدير بالإضافة إلي مواد التجميل والورق والبويات والمطاط وغيرها وأيضا تعد شلاتين المنفذ الرئيسي للتبادل التجاري بين مصر ودول افريقيا حيث يتم استيراد الجمال والكركديه والسمسم والبهارات والعطور ويتم تصدير الثلاجات والغسالات وجميع منتجات البلاستيك والألومنيوم. * سألناه: ما هي ملامح التنمية في شلاتين؟! ** تم رصد مليار و400 مليون جنيه مؤخرا للإنفاق علي البنية التحتية في جميع المجالات خاصة في قطاع الطرق والإسكان والتعليم والصحة وكانت الأولوية للرعاية الصحية حيث تم تحديد مساحة 10 آلاف متر لإقامة مستشفي به جميع التخصصات بتكلفة 96 مليون جنيه وسيتم التعاقد مع الأطباء الاستشاريين من طب قصر العيني وجامعة أسيوط لخدمة أهالي مرسي علم وحلايب وشلاتين بطاقة 40 سريرا حتي يكون مستشفي مركزيا علي مستوي محافظة البحر الأحمر لاحتوائه علي جميع الأجهزة الطبية الحديثة والتي يتم استيرادها من ألمانيا. وأهمها جهاز الأشعة المقطعية وبالفعل تم الانتهاء من المباني وفي انتظار وصول الأجهزة. بالإضافة إلي رفع كفاءة الوحدات الصحية بمدينة حلايب وأبورماد وقرية مرسي حميرة. بالإضافة إلي أنه يتم بناء 10 مدارس لمختلف مراحل التعليم ومعهد أزهري للبنات. * يعاني الأهالي من أزمة المياه والتي هي أساس الحياة والتنمية؟! ** بدأ ضخ المياه بعد لإقامة محطة تحلية في شلاتين بطاقة 3 آلاف متر مكعب يومي وأخري في حلايب بطاقة ألفين متر مكعب يومي وأيضا في قرية أبورماد ولم يقتصر الأمر علي محطات التحلية بل تم إنشاء خزانات للمياه في حالة حدوث أي أزمة في المياه وتوفير المياه النقية والصالحة للشرب والزراعة تمهيدا للتنمية الشاملة بالمنطقة. بالإضافة إلي إنشاء خط مياه من مدينة حلايب وحتي قرية رأس حدارية الموازية مع الحدود المصرية السودانية مع تغيير شبكات المياه بثلاتين وأبورماد وشبكة المياه داخل حلايب لمضاعفة ضخ المياه ومازالت العربات تقوم بتوصيل المياه لأهالي الوديان والجبال في أماكن تواجدهم بصفة منتظمة. * وماذا عن التنمية العمرانية؟! ** خلال العام الماضي تم إنشاء 1200 وحدة إسكان بدو بمساحة 225 مترا للوحدة تعمل بالطاقة الشمسية وتم تسليمهم بالمجان للأهالي والآن جاري إنشاء 15 عمارة في شلاتين وأخري في حلايب بمساحة 90 مترا للوحدة وهي مخصصة للموظفين والعاملين المغتربين وتسلم بنظام التمليك تشطيب سوبر لوكس وسيتم تسليمها بداية العام الجديد. * هل في خطة التنمية استصلاح أراضي للزراعة؟! ** هناك خطة زراعية تم البدء فيها بمنطقتي حلايب وشلاتين خاصة أنه يتم سد الاحتياج من محافظتي قنا وأسوان خاصة الخضراوات والفاكهة ولهذا تم عمل 50 صوبة زراعية وتم حفر 4 آبار مياه جوفية في شلاتين وزيف أبوسعفة بالإضافة إلي إعداد 100 فدان لزراعة النباتات بالمياه المالحة بهدف توفير عليقة "السليكونيا" لتغذية الأغنام والإبل وهي تحتوي علي قيمة غذائية عالية للحيوانات. بالإضافة إلي شراء 3 وحدات أشنبات شعير طاقة الوحدة 1.5 طن لدعم المراعي وهي الحرفة الأولي للأهالي. بالإضافة إلي مساهمتها في زيادة الإنتاج الحيواني وسد عجز اللحوم في مصر وهذه الزراعات تساعد في خلق فرص عمل للشباب في حالة جفاف الأرض. ولم يقتصر الأمر علي الزراعة فقط بل سيتم تسليم 30 مركب صيد للشباب قريبا منها مراكب مجهزة بالثلاجات التي تعمل بالطاقة الشمسية لحفظ الأسماك في عرض البحر. وأيضا لسد الفجوة الغذائية جاري إنشاء مجزر آلي بشلاتين بمواصفات عالمية بقدرة 30 رأسا في الساعة علي مساحة 21 ألف متر ويخدم استيراد العجول الحية والجمال التي تأتي من السودان والتي سيتم ذبحها وتجهيزها لتوزيعها علي مختلف محافظات الجمهورية وذلك بالتنسيق مع وزارة الزراعة والطب البيطري في مصر والسودان. * الاستثمار يحتاج إلي شبكة طرق لربط الجنوب بالعاصمة أو بالموانئ للتصدير.. فما هي المقومات؟! ** الهدف وضع مدينتي حلايب وشلاتين علي الخريطة السياحية والاستثمارية ولابد من عمل بنية تحتية قوية لجذب المستثمرين ولهذا يتم رصف الطريق من برديس وحتي حلايب بطول 285 كيلومترا وسيتم تحويل مطار برديس العسكري إلي عسكري مدني لسرعة الوفوصل وتسهيل عمليات النقل للمستثمرين سواء المصريين أو العرب والأجانب. بالإضافة إلي عمل شبكة اتصالات قوية للمحمول وعمل محطات طاقة شمسية علي مساحة 150 ألف متر بقدرة 5 ميجا وات ومحطة أخري لرفع طاقتها من 650 كيلووات إلي 2 ميجا وشراء أربع مولدات إضافية بقدرة 1.7 ميجا ومثيلتها في حلايب وأبورمد ونفس الشيء تجهيز 10 مولدات بطاقة لكل مولد 100 كيلووات للعزب والتجمعات البعيدة في الجبال والأدوية مثل قرية أدليت وأبرق ويبعدان عن شلاتين 135 كيلومترًا. * وماذا عن المقومات السياحية بالمدينة؟! ** يوجد محمية جبل علبة وهي مصنفة المحمية رقم 4 علي مستوي العالم بها أكثر من 450 نوع نبات من النباتات النادرة والتي يدخل أغلبها في تصنيع الأدوية والعطور يوجد أيضا البوابة الفرعونية وتتدلي منها المياه العذبة والتي تعد كمزار سياحي عالمي بالإضافة إلي منطقة السفاري المميزة التي يستهدفها كثير من السياح إلي جانب الأشغال اليدوية التي تقوم بها المرأة البدوية والتي تصنع من الخامات البيئية من أعمال الخرز وزعف النخيل والمشغولات من وبر الماعز وصناعة الجلود من حلي وملابس وغيرها. * ماذا عن الشباب من أهالي شلاتين وتوفير فرص عمل لهم؟! ** سيتم الإعلان عن مسابقة لتوظيف 140 شابا في وظائف حكومية وستكون علي غرار المسابقة التي تمت العام الماضي. كما سيتم تعيين 4 طالبات يدرسن الطب بمجرد التخرج خاصة أنه يتم تعليمهن علي نفقة المحافظة في جامعات خاصة وأيضا طالب الهندسة وإعداد طلبة التمريض والذي وصل عددهم إلي 60 طالبا لإعداد كوادر تمريضية من أبناء حلايب وشلاتين حتي يقودوا قاطرة التنمية في هذه المنطقة الثرية بأهلها وطبيعتها ونطالب هيئة تنشيط السياحة والاستثمار بوضعها علي الخريطة السياحية خاصة بعد الانتهاء من أعمال البنية التحتية.