بعد تصريح شريف فتحي وزير الطيران المدني بأن الوزارة ممثلة في سلطة الطيران المدني تقوم بدراسة وضع اتفاقية ثنائية بين مصر وروسيا تتضمن الاجراءات الامنية والآليات التي سيتم اتباعها عند استئناف حركة الطيران بين البلدين وأن بنود هذه الاتفاقية تعتمد علي الاجراءات التي أقرتها منظمة المنظمة الدولية للطيران المدني "ايكاو" والمدرجة بالفعل في البرنامج القومي لأمن الطيران المصري. فسر البعض هذا التصريح علي أنه " مسمار جحا " جديد تستحدثه روسيا لإستمرار حظر حركة الطيران بين البلدين و إرجاء عودة السياحة الروسية إلي مصر والتي توقفت منذ حادث سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء أواخر شهر أكتوبر الماضي.. خاصة بعد إلغاء المؤتمر الصحفي المشترك الذي كان من المقرر أن يعقده وزيري الطيران المصري والنقل الروسي والذي كان ينظر الجميع أن يتم خلاله إعلان عودة حركة الطيران بين البلدين.. بعد التزام مصر بتنفيذ كافة متطلبات تأمين المطارات بما فيها الإجراءات الإضافية التي طلبها الجانب الروسي. و رغم إعتراضي ونفاد صبري والغالبية من شعب مصر بسبب مماطلات الجانب الروسي في إنهاء الأزمة التي بدأت منذ عام تقريبا بما يؤكد يقيني بأن الموقف الروسي المتعنت لأسباب بعيدة تماما عن عملية تأمين المطارات المصرية بدليل ما أعلنته مرارا وكالة الأنباء الروسية الرسمية "نوفيستي" بإستيفاء مطارات مصر لمتطلبات الأمن الإضافية التي طلبها الجانب الروسي بخلاف متطلبات الأمن العالمية التي تقرها المنظمات الدولية التي تقوم بالتفتيش الدوري علي مطارات مصر والإشادة بها خاصة مطار شرم الشيخ الذي يعد أساس الأزمة.. إضافة إلي موقف روسيا بعدم حظر حركة الطيران أو سفر المواطنين الروس إلي الولاياتالمتحدةالأمريكية وعدد من دول الغرب منها علي سبيل المثال فرنسا وتركيا رغم ما شهدته هذه الدول من أعمال إرهابية وتفجيرات داخل مطاراتها.. إلا أن الحقيقة وطبقا لتأكيدات مصادر رفيعة المستوي أن إتفاقية أو بروتوكول الأمن الذي يجري إعداده لتوقيع البلدين عليه لا تضعه روسيا شرطا لعودة حركة الطيران بين البلدين حيث أكدت المصادر أن مثل هذه الإتفاقيات أو البروتوكولات الثنائية تتم بين الدول في إطار تشريعات المنظمة الدولية للطيران المدني " إيكاو " وتكون بنودها ملزمة للطرفين بمعني أن أي متطلبات أمنية إضافية للجانب الروسي في هذه الإتفاقية يكون الجانب الروسي ملتزما بتنفيذها في مطارات روسيا. وأنه في حالة أن تتضمن بنود هذه الإتفاقية منح روسيا الحق في إجراء تفتيشات إضافية علي مطارات مصر يكون لمصر الحق في القيام بنفس التفتيشات علي مطارات روسيا. ولعل أحد أهم أسباب صبرنا علي تعنت الجانب الروسي ومماطلاته لإطالة مدة حظر الطيران بين البلدين وحظر سفر السياح الروس إلي مصر الجهود المضنية الناجحة التي يبذلها ومازال يبذلها شريف فتحي وزير الطيران المدني خلال رحلاته المكوكية بين القاهرة وموسكو.. إضافة إلي نجاحه في تعديل المنظومة الأمنية في مطارات مصر وتزويدها بأحدث أجهزة الكشف عن المفرقعات وأنظمة المراقبة داخل المطارات وخارجها والتي قد لاتجد مثيلاتها وحداثتها في الكثير من مطارات الدول الغربية المتقدمة.. والأهم نجاح شريف فتحي في استحداث نظام رقابي أمني محكم علي الحقائب منذ لحظة دخولها المطار وحتي شحنها داخل الطائرة. أعتقد أنه بعد الدعوة التي وجهها شريف فتحي للوفد الأمني الذي رافق وزير النقل الروسي خلال زيارته الأخيرة لمصر لزيارة مبني الركاب رقم 2 بمطار القاهرة الدولي وإطلاعهم علي الأجهزة الأمنية المتطورة بالمبني الذي من المقرر أن تهبط فيه رحلات شركة الطيران الروسية والتي ربما تفوق في حداثتها مثيلاتها داخل المطارات الروسية.. وأيضا استيفاء مطارات مصر لكافة المتطلبات الأمنية لم يعد أمام الجانب الروسي فرصة لمزيد من المماطلات وسنطالبهم بإعلان الأسباب الحقيقية لهذا الموقف ضد مصر. عموما سنعتبر تصريحات وزير النقل الروسي "مكسيم سوكولوف" خلال مباحثاته الأخيرة مع شريف فتحي وزير الطيران المدني في القاهرة بأن محادثات استئناف الرحلات الجوية الروسية إلي مصر والمتوقفة منذ نهاية العام الماضي قطعت شوطاً كبيراً بفضل تعاون الجانب المصري.. وإشادته بالمباحثات التي تمت مع وزارة الطيران المصري خلال زيارته لمصر وأيضا تأكيده علي ان هناك استعدادات كبيرة من الجانب الروسي لاستئناف الرحلات الجوية بين البلدين في القريب العاجل.. سنعتبرها مؤشرات إيجابية علي نهاية الموقف الروسي غير المبرر.. ولننظر فإن غدا لقريب. وعمار يامصر!