مضت أيام عيد الأضحي.. وما يرمز إليه من تضحية وفداء. وعطاء وصفاء للقلوب والنفوس والعودة للعمل والبناء.. مما يؤكد أن لعيد الأضحي معاني سامية ونبيلة في بناء الحياة. وتقويم النفس البشري. ما يعني أن هناك أموراً كثيرة تحتاج إلي صحوة بالدعوة للحب والتواد والتراحم. والإقبال علي العمل. لأن بناء الشعوب وتطورهما يحتاج لدرجات الإخلاص وصحوة الضمائر ومقاومة الفساد والمفسدين والبلطجة. بالإقبال علي الحياة من خلال العمل. ويأتي في المقدمة صمود الشعب ووعيه. وذكاؤه المشهود به. القادر علي التصدي للهجوم الذي يقوده ضد الوطن خونة وإرهابيين من خلال بطانة سيئة. تبث سمومها بترويجها للشائعات والأكاذيب.. والشعب كما ذكرنا بذكائه الفطري واع لتلك السموم والشرور التي تبثها الفضائيات الحاقدة التي ستكون عاقبتها الخزي والعار لكون مصر فوق الجميع وأكبر من المتآمرين ضدها!! كيف يري الإعلام "العاجز" بكل أطيافه ما يحدث في بلادنا من بناء ونهضة وتطور؟!.. هل وضع في اهتماماته علاج مرضي فيروس سي بالمجان. وحفر أكبر الأنفاق في العالم تحت مجري قناة السويس. وربط سيناء بالدلتا. والوطن الأم. وإلغاء عزلتها؟!.. وما يجري من إنجازات في بناء العاصمة الجديدة علي أحدث نظم مدن العالم؟!.. وهل اهتم ببناء مدينة الجلالة وإقامة ثلاث محطات لتوليد الكهرباء علي أحدث المواصفات؟!.. هذا قليل من كثير. يحدث في بلادنا في ظل قيادة وطنية واعية. تصنع المعجزات وتحول المستحيل من المشاريع لواقع عائده للأجيال القادمة.. أين شياطين الإعلام؟!.. وكيف يتجاهلون الإنجازات التي تحدث في بلادنا؟!.. ومن المؤلم تفرغ الكثيرين منهم لبرامج الردح والشتائم وبث روح الفتنة والتشاؤم!!.. لماذا غابت تلك الإيجابيات؟!.. وإلي متي يظل الإعلام غائباً ومتجاهلاً. ومتناسياً ما يحدث من تطور ونهضة؟!.. وأين الإعلام من الأراضي التي تم استصلاحها وزراعتها وتحويل الصحراء لجنة خضراء تأتي بالخير والمحاصيل والإنتاج؟!.. وأين الإعلام من الاكتشافات البترولية. وما تحويه المناجم من كنوز؟!.. هل التجاهل يأتي عن عمد. وشغل القنوات بالمعارك الوهمية والثرثرة؟!! * * * ويبقي التساؤل الدائم: أين دور فن الغناء الذي يعكس ما يعيشه الوطن من تحديات. لم نعد نسمع لأغنية وطنية يرددها الناس. ويتعايشون مع كلماتها. ويطربون لها. هل نضبت المواهب.. أم أن الأجيال لا تجد ما يروي ظمأ مشاعرها وأحاسيسها سوي ما تسمع من مأمأة المعيز. لأصوات جافة زاعقة لا صلة لها بالغناء. تصيبنا بالتلوث السمعي؟!.. أم أن الأجيال الجديدة يمكنها أن تعيش مثلنا بالاستماع للغناء وزمنه وعمالقته ممن كانوا يملكون الموهبة وحلاوة الصوت وإبداع الكلمات والألحان؟!.. وقد غيب الموت الكثيرين منهم. ومَن بقي علي قيد الحياة. انزوي وابتعد يجتر ذكريات ماض جميل ومرحلة توارث. وإن بقي عطاؤهم يذكرنا بهم. حيث إبداعاتهم التي تثري الوجدان وتسمو بالمشاعر والأحاسيس وترقية الذوق وتهذيب الوجدان. وربما يعود تدهور حال الغناء نتيجة للتعليم الرديء. وضعف تعليم اللغة العربية. وغياب الانضباط والثقافة. وتراجع الإذاعة والتليفزيون عن إنتاج الغناء مثلما كانوا يفعلون حتي نهاية الستينيات. وقد تركوا الساحة للإسفاف والهذيان والعملة الرديئة من الغناء التي لا تجد من يتصدي لها من إنتاج غنائي جيد!!