مازال البحث العلمي ينتظر أن تصل إليه روح الثورة لتخرج الأبحاث من الأدراج وتصبح قاطرة التنمية في مصر مثل كل الدول المتقدمة.. حكومة الدكتور عصام شرف بدأت بخطوات تشجيعية عندما زار رئيس الوزراء معرض المشروعات البحثية التي قام بها علماء وباحثون مصريون بتمويل من الصندوق المصري الأوروبي للابتكارات.. مما طرح أسئلة عديدة عن طبيعة هذا الصندوق ومصادر تمويله والأبحاث التي ساهم فيها وأهميتها للمجتمع. المسئولون عن الصندوق قالوا إن عمره أربع سنوات ويتلقي تمويله كمنحة لا ترد من الاتحاد الأوروبي تبلغ 6.9 مليون يورو ويركز علي تمويل الأبحاث القابلة للتطبيق والمساهمة في حل مشاكل المجتمع سواء للجامعات أو مراكز الأبحاث أو الأفراد.. بهدف ربط البحث بالصناعة. أكدوا ان الصندوق تبني 51 مشروعا حتي الآن.. حيث يحصل المشروع الكبير علي 100 ألف يورو والصغير علي 50 ألفاً فقط.. وذلك وفق تقييم لجنة محايدة لكل المشروعات المطروحة للتمويل. من الأبحاث التي شقت طريقها للتطبيق من خلال الصندوق تحويل ردة الأرز إلي كبسولات مكمل غذائي وتحويل القش لكربون عضوي يستخدم لتنقية الماء والهواء وتحويله أيضاً إلي منتج من الخشب والبلاستيك.. كذلك إنتاج قمر صناعي صغير وعربة تعمل بالطاقة الشمسية.. يبلغ العائد المنتظر ل 7 مشروعات منها 40 مليون يورو خلال ثلاث سنوات. يقول د. أحمد صالح مدير الصندوق المصري الأوروبي للابتكار إن الصندوق يتبع برنامج البحوث والتنمية والابتكار بوزارة البحث العلمي والذي يتولي تنفيذ البحوث العلمية التطبيقية التي تخدم المجتمع في مجالات الصناعة والزراعة والغذاء والفضاء والطاقة والتعليم المبتكر. يضيف أن عمل الصندوق بدأ منذ 4 سنوات بميزانية قدرها 6.9 مليون يورو تم توزيعها كمنح لا ترد علي 51 مشروعا بحثيا تطبيقيا تم اختيارها وإجراء التقييم لهم ضمن 719 مشروعا تقدم بها أصحابها للصندوق فور الإعلان عن بداية عمل الصندوق. يؤكد ان التقييم والموافقة علي تمويل الأبحاث تقوم به لجنة من الخبراء للتأكد من جدية وقابلية تنفيذ المشروع البحثي الذي تقدمه جهة بحثية كمركز البحوث أو الجامعات أو أفراد.. والجهة المنفذة له كمصنع أو شركة ومؤسسة صناعية.. وهناك نوعان من المشروعات التي قام الصندوق بتمويلها منها الكبيرة وعددها 22 مشروعا والمنحة التي تصرف لكل مشروع تصل إلي 100 ألف يورو.. أما الصغيرة فتصل منحة الواحد ل 50 ألف يورو. يضيف ان المنحة لكل مشروع تعادل 90% من قيمة ميزانيته وتتحمل الجهة أو الفرد باقي الميزانية وتصرف المنحة علي 3 مراحل ويتولي الصندوق المتابعة والإشراف علي التنفيذ والتوجيه وحل أي مشاكل فنية تظهر أثناء التنفيذ.. وفي النهاية ظهور النتائج يتولي الصندوق نشرها في المحافل والمجلدات العلمية العالمية. يؤكد أن معظم المشروعات البحثية التي فازت بتمويل الصندوق هي الآن في مراحلها النهائية وبدأ التعاقد علي تسويق منتجاتها سواء في مراحل التجريب أو نصف الصناعي.. وهناك مشروعان فقط لم يستكمل أصحابهما خطة التنفيذ وقاما برد قيمة المنح التي حصلا عليها. من المشروعات البحثية التي خرجت لحيز نصف التصنيع مشروع مشترك بين جامعة عين شمس ومجموعة باحثين قاموا بإنتاج مادة مقاومة للصدأ والاحتكاكات تدخل في صناعة طلمبات المواتير.. وآخر أنتج عربة تعمل بالطاقة الشمسية صديقة للبيئة.. ومشروع لتحويل قش الأرز إلي كربون حيوي يدخل في المنتجات الصناعية كإنتاج البلاستيك.. ومنتج آخر للقش بتحويله إلي مكمل غذائي في صورة كبسولات وآخر في صورة مخبوزات وحلوي.. هناك أيضاً إنتاج قمر صناعي صغير "بيكوستالايت" وجهاز لقياس خصائص المواد الكيماوية والمعدنية.. مؤكداً انه عرض نتائج المشروعات البحثية التطبيقية التي تولي الصندوق الأوروبي تنفيذها داخل معرض للبحث العلمي الذي حضره د. عصام شرف رئيس الوزراء منذ عدة أسابيع. مضاعفة الميزانية يقول محمد جعفر مسئول متابعة المشروعات بالصندوق الأوروبي إن وزارة البحث العلمي هي التي تتولي الإدارة والإشراف علي الصندوق وأن مشاركة الجامعات المصرية في هذه المشروعات تصل ل 15 مشروعاً والجهات الحكومية نصيبها 4 مشروعات.. والهيئات والشركات الخاصة 15 مشروعا وتصل إجمالي الشراكة في المشاريع البحثية 57 مشاركة مصرية و26 مشاركة لجهات أجنبية.. يضيف أنه تم نشر 55 بحثا في الخارج.. وإنتاج 26 منتجا جديدا.. و27 منتجا أوليا و15 براءة اختراع تم تسجيلها محليا وعالميا.. وان العائد المتوقع ل 7 مشاريع بحثية تطبيقية من هذه المشاريع خلال 3 سنوات يصل ل 40 مليون ونصف المليون يورو. يؤكد ان الاتحاد الأوروبي سيقوم بمضاعفة ميزانية الصندوق في المرحلة الثانية خلال شهر سبتمبر القادم لتكون 14 مليون يورو.. وبالتالي سيتم مضاعفة المنح لكل مشروع وكذلك زيادة مدة التنفيذ من 3 سنوات إلي 5 سنوات. وسوف نركز علي المشروعات البحثية الجماعية الضخمة. يضيف أن عمل الصندوق أيضاً يشمل منح جوائز للمبتكرين في أي جهة بحثية أو حل أي مشاكل تقنية بها.. وإنشاء مكاتب لربط الصناعة بالبحث العلمي.. وشبكة الكترونية لربط المشاريع البحثية والابتكارات ذات الطبيعة المشتركة لخلق روح الفريق بين الباحثين.. مثل مشاريع الطاقة الشمسية أو مشاريع الاتصالات الاليكترونية وغيرها للاستفادة من بعضها.. كما تمت إقامة مكتبين لربط الصناعة بالبحث العلمي بالفعل داخل جامعتي الإسكندرية وأسيوط ومكتبتين داخل كل من مركز بحوث الفلزات وجامعة حلوان. يقول د. عمرو محمد هلال عضو مجلس إدارة غرفة الصناعات الهندسية والمنسق لمشاريع إدارة مخلفات الأرز "القش والسرسة والردة البني" وأحد المستفيدين بمنحة صندوق الاتحاد المصري الأوروبي للابتكار وقعت عقد تنفيذ مشروع بحثي صناعي بالمشاركة مع كلية الصيدلة جامعة القاهرة عام 2008 للاستخدامات الصيدلية الغذائية لردة الأرز.. ومشروع آخر بمشاركة شركة قها للمشروعات البيئية والزراعية لتحويل قش الأرز وسرسة الأرز إلي منتجات مفيدة كخشب البلاستيك والكربون النشط من سرسة الأرز والقش. يضيف أن الصندوق يساعد علي تطبيق البحث الأكاديمي علي المتطلبات الصناعية للوصول إلي منتجات مبتكرة يمكن توفيرها في السوق المصري والعالمي.. لذلك تم الانتهاء من إنتاج كبسولات تحب التسجيل بوزارة الصحة مصنعة من ردة الأرز البني كمكمل غذائي مفيد في حالات السكر وارتفاع ضغط الدم والكوليسترول ومضاد للالتهابات.. كما قمنا بتحويل سرسة الأرز والقش إلي كربون نشط علي مستوي نصف الصناعي يستخدم في تنقية الماء والهواء.. كما قمنا بإنتاج خشب البلاستيك علي مستوي نصف الصناعي بمواصفات تجمع بين أفضل خصائص الخشب والبلاستيك معاً.. وجميع هذه المشاريع ساهم فيها الصندوق بمنح حوالي 90% من قيمة الميزانية وتحملنا نحن باقي التكلفة.. وقد بلغت تكلفة هذه المشاريع الإجمالية 350 ألف يورو. يطالب بضرورة زيادة قيمة المنح للمشاريع البحثية الكثيرة حتي تأتي بنتائجها السريعة التي تخدم الصناعة المصرية وتعود بفائدة اقتصادية كبيرة. البصمة الضوئية يقول بسام سعدني "صاحب شركة": حصلنا علي منحة الصندوق وكان لها دور كبير في نجاح مشروعنا لإنتاج جهاز ضوئي يستخدم تكنولوجيا النظم الميكرومترية متناهية الصغر في حجم جهاز "المحمول".. وهو جهاز مطياف ضوئي ليتعرف علي البصمة الضوئية لجميع المواد في الطبيعة سواء كانت سائلة أو غازاً أو صلبة والتي يتم استخدامها في صناعة الأدوية والتحاليل الطبية والكشف علي التلوث في الماء والهواء. يضيف ان الجهاز المبتكر يصل سعره ل 5 آلاف جنيه وهو بديل للأجهزة الطيفية كبيرة الحجم التي يصعب نقلها في حجم "المكتب" ويصل سعر الجهاز القبيم ل 1/2 مليون جنيه.. لذلك فإن الجهاز المبتكر يمثل نقلة نوعية في مجال القياس الطيفي للمواد.. وقمنا بالتعاقد مع الشركة الأولي في العالم وهي "يابانية" التي تستخدم هذه الأجهزة علي أن نعطيهم رخصة استخدام الملكية الفكرية للجهاز في مقابل أن نحصل علي نصف قيمة العائد لإنتاج الجهاز وتوزيعه. يؤكد ان منحة الصندوق ومنحة وزارة الاتصالات الممثلة في وكالة صناعة التكنولوجيا ساعدت في تنفيذ المشروع البحثي التطبيقي بالإضافة للتوصل ل 8 براءات اختراع في مجال التكنولوجيا وعشرة أبحاث تم نشرها جميعا في المجالات العلمية العالمية. يتمني أن تكون هناك مرونة وحرية في صرف المنح من العاملين بالصندوق والقضاء علي التخوف عندهم من توزيع المنحة ووضع العراقيل خاصة في جزئية المشتروات والتي يشترط الحصول عليها من دول الاتحاد الأوروبي وإذا أراد الباحثون شراء هذه المستلزمات من خارج الدول الأوروبية فيجب عليهم تقديم أسباب ذلك وتكون الموافقة شديدة الصعوبة.