لعلك تعرف الفستق. بضم الفاء والتاء. أنا أعرفه لكن غلاء سعره يمنعني من التفكير فيه. ولعلك لا تعرف الفستك. بكسر الفاء والتاء. لكني أعرفه جيدا وأفكر طوال الوقت فيه. خاصة وقد تفرغت الحكومة من مشاغلها للتعامل مع الفستك. بالرغم من علمها انه فستك. ومن الفستك الذي تصدت له الحكومة بكامل قوتها ما ردده البعض حول ان وزارة الزراعة طرحت لحوما بخمسة وعشرين جنيها للكيلو. ونفت الحكومة ذلك وقالت من الأهبل الذي يبيع كيلو اللحمة بخمسة وعشرين لحلوحا؟. ومن الفستك ان لبن الأطفال المدعم الذي ظاطت الدنيا حوله الأيام الماضية يصيب الأم بالسرطان. ونفت الحكومة ذلك وقالت من الأهبل الذي يصيب الأم بالسرطان؟. ومن الفستك أن مشروع قانون الضريبة علي القيمة المضافة سيطبق علي البنزين والسولار ونفت الحكومة وقالت من الأهبل الذي يطبق الزيادة في ضريبة القيمة المضافة علي الوقود؟. ومن الفستك أيضا أن اسطوانة البوتاجاز سيرتفع سعرها إلي مائة جنيه وبناء عليه ازدحمت الطوابير أمام مستودعات البوتاجاز لتأمين الطبيخ قبل عيد الأضحي ونفت الحكومة وقالت من الأهبل الذي يبيع اسطوانة البوتاجاز بمائة جنيه علشان شوية طبيخ؟. ومن الفستك أن مصر نزلت الأسواق زيت فول صويا مستورد في شحنة من الأرجنتين مهندس وراثيا وضار بالصحة شوية. يعني يصيب المواطن الغلبان بالسرطان. والمواطن الهاي لا. ونفت الحكومة وقالت من الأهبل الذي يأكل زيت فول صويا ويجيله سرطان. وقد رفضت مصر 63 ألف طن من القمح الروماني بسبب فطر الإرجوت؟. وهكذا تظل الحكومة ترد وترد وتنفي وتنفي وتتعامل مع الأمور كلها ببساطة شديدة وكأنها تخاطب فعلا شعبا سمة كل مواطن فيه انه أهبل. ولأن بيننا كثيرا من المهابيل - جمع أهبل - فسنجد هناك من يتعاطف مع الحكومة ويقول إنها "مش ملاحقة" علي الشائعات التي تطلقها وسائل الاعلام دون مراعاة لوقتها المليات مشغوليات. طبعا ليست مشغوليات ذهبية. أنا بصراحة أهاجم الحكومة لأنها لم تهتم بتهذيب ألسنة وسائل الاعلام ممن يطلقون الشائعات. وتركتهم يقولون إن العرضيات خطر يداهم دفاع الفراعنة قبل تصفيات المونديال وان السياحة الروسية في طريقها للعودة والمؤشر وصول وفد الخبراء الروس لمتابعة تأمين المطارات وان النواب بالبرلمان قدموا 11 استجوابا سقط منها 7 بعد استقالة وزير التموين وان الكسب غير المشروع خاطب البنك المركزي للاستعلام عن حسابات وزير التموين المستقيل. كما أنها لم تناشد وسائل الاعلام كالعادة بضرورة توخي الدقة والتركيز علي نشر المعلومات المدققة من مصادر معلومة وموثقة. والابتعاد عن نشر أخبار لا تستند إلي أي حقائق. وتؤدي إلي بلبلة الرأي العام. وتؤثر سلبا علي مصلحة الوطن وصحة المواطن. انني بصراحة أشد أهاجم الحكومة لأنها لم تفكر في تعطيش الأسواق بالفستق. وكلي يقين أنها لو كانت قد فعلت لأجمع الناس علي أنه اطعم من الفستك.